DELMON POST LOGO

حرب الاباده الاسرائيليه هدفها تصفيه المقاومه وتهجير فلسطيني غزه 1-2

بقلم عبد النبي العكري

منذ اطلاق حماس عمليه طوفان الاقصى في 7 أكتوبر 2023 , حتى اليوم 26 أكتوبر أي  بعد مرور 20 يوما من  اعلان "إسرائيل" حربها على الشعب الفلسطيني في غزه والتي اطلقت عليها عمليه "السيوف الحديديه" ,فانها تشن حرب اباده ضد الشعب الفلسطيني في غزه وعدوان واسع النطاق في الضفه الغربيه والقدس وإجراءات عقابيه ضد فلسطيني 1948.ان حرب الاباده هذه لها في بعض اوجهها سوابق في  تاريخ حروب وعمليات القوات الصهيونيه ضد الفلسطينين حتى النكبه في 1948 وبعدها حروب وعمليات إسرائيل العسكرية ضد الفلسطينين والمقاومه الفلسطينيه والدول العربيه المحيطه بفلسطين (لبنان وسوريا والاردن ومصر) .لكن الحرب على غزه هذه المره تجاوزت بكثير ماسبق في همجيته ودماره وضحاياه .

كلنا نعرف ان العصابات الصهيونيه وبدعم من قوات الاحتلال البريطانيه عمدت الى ارتكاب مئات  المجازر ضد الفلسطينين ومنها دير ياسين  مثلا لاشاعه الرعب في أوساط الفلسطينيين لاجبارهم بالقوه على الرحيل عن فلسطين حيث اجبر مايقارب 740 الف فلسطيني أي نصف السكان الفلسطينين  في 1948على مغادره فلسطين برا وبحرا الى البلدان العربيه المحيطه (لبنان وسوريا والأردن ومصر ) او اللجؤ داخل فلسطين  في الضفه والقطاع والقدس  .كما قامت هذه القوات بمحو مئات القرى وهدم احياء من المدن والاستيلاء على الأراضي والمدن والقرى الفلسطينيه وتهويدها.

وبالنسبه لحرب 1967 واثر الهزيمه الساحقه والتي الحقتها إسرائيل بمصر والأردن وسوريا ,واستسلام قواتها ثم انسحابها ,ان ترافق وتبع ذلك اضطرار مئات الالاف من فلسطيني الضفه الغربيه للجؤ الى الأردن ولجو عشرات الالاف من سوريي الجولان والقنيطرة الى سوريا .

ومنذ انطلاقه الثوره الفلسطينيه في 1965 وتمركزها في الأردن ولبنان وسوريا ,فان هجمات  القوات الاسرائيليه لم تقتصر على قواعد المقاومه بل عمدت الى قصف المخيمات والتجمعات الفلسطينيه ونذكر هنا مجزره صبرا وشاتيلا في بيروت في سبتمبر 1982 من قبل القوات اللبنانيه بدعم من القوات الاسرائيليه  ومجزره قانا في جنوب لبنان خلال عمليه عناقيد العنب في جنوب لبنان في ابريل 1996 بل ان القوات الاسرائيليه لاحقت الفلسطينين بعد الانسحاب من بيروت في سبتمبر 1982حتي حي حمام الشط في تونس والذي شهد غاره مدمره  في أكتوبر 1985 والقيام بعمليات اغتيال للقيادات الفلسطينيه على امتداد العالم .

قطاع غزه الحصار وسلسله الحروب

منذ احتلال إسرائيل لما تبقى من الأراضي الفلسطينه في يونيو 1967 شكل قطاع غزه معضله للاحتلال الإسرائيلي.القطاغ هو من اكثر مناطق العالم  ازدحاما بالسكان في العالم حيث يكتظ حاليا ب 2,3 مليون فلسطيني في مساحه 365 كلم 2 من الأراضي المنبسطه ويفتقد للملاجئ.ويعيش سكانه في بؤس وفقر مدقع وبطاله مرتفغه .لم تستطع إسرائيل فرض سيطرتها الامنيه على القطاع منذ احتلاله في 1967 ووجهت بالمقاومه المسلحه ونذكر هنا البطل جيفارا غزه .وحتى بعد اتفاق أوسلو مابين "إسرائيل" ومنظمه التحرير الفلسطينيه في سبتمبر 1993,فان  ضبط واحتواء منظمات المقاومه المسلحه  من قبل القوات الإسرائيلية والسلطه الفلسطينه   لم تنجح في غزه  وخصوصا بعد انسحاب القوات الاسرائيليه  عنها في 2005 في ظل حكومه شارون .وقد عمدت اسرائيل من حينها الى فرض حصار على غزه بالتعاون مع مصر  .كما ان إسرائيل وبعد استيلاء حماس على السلطه في غزه في2006 بما يترتب على ذلك بعدم الاعتراف باتفاق اوسلؤ وتبعاته وتعزيز قوات فصائل المقاومه (حماس والجهاد والجبهه الشعبيه وغيرها) , فقد عمدت إسرائيل الى تشديد الحصار  كما شنت الحرب على غزه عده مرات وكانت تنتهي كل مره  بالاتفاق على وقف اطلاق النار مع سلطه حماس , لتعاود اسرائيل  شنها مره أخرى.

الحصار الإسرائيلي على غزه طوال 17 عاما مترافقا مع إجراءات متشدده في معبر رفح المصري ,جعل حياه سكان غزه جحيما لايطاق . لكن فلسطيني غزه صمدوا صمودا اسطوريا وتمسكوا بالبقاء في وطنهم . الأهم انهم في ظل هذا الحصار المحكم طوروا امكانياتهم العسكريه واللوجستيه وخصوصا القدرات الصاروخيه ,رغم تفوق العدوالعسكري  الهائل ,مما ترتب عليه التوصل لاتفاق وقف  اطلاق النار بعد كل جوله من العدوان الإسرائيلي. كما ان نجاح قوات المقاومه في اسر جنود اسرئيليين ومنهم شاليت ,ومبادلته بمئات الاسرى الفلسطينين اعطى هذه المقاومه مصداقيه واحتراما .

خصوصيه حرب اكتوبر الاسرائيليه على غزه

هناك خصوصيه لحرب إسرائيل الحاليه على غزه منذ 7 أكتوبر2023 حتى الان  في سياق سجل الحروب الاسرائيليه على غزه . أولها ان هذه اول مره تبادر فيها قوات القسام (الجناح العسكري لحماس) الى المبادره بعمليه عسكريه مباغته ومعقده وكبيره ضد المستعمرات والقواعد العسكريه الاسرائيليه المحيطه بقطاع غزه يوم 7 أكتوبر 2023. وخلال ساعات تمكنت قوات المقاومه الفلسطينه ان تسيطر على هذه المستعمرات والقواعد بعمق يصل الى 40 كلم ,وتدمر كثير من معدات وتجهيزات العدو الصهيوني وتلحق به خسائر بشريه كبيره تجاوزت 1300 قتيل  و مايزيد عن الفي جريح اضافه الى مايزيد عن  200 اسير غالبيتهم عسكريون وبينهم ضباط كبار .

لقد كانت هذه العمليه مذهله "لإسرائيل" وحلفائها وقد وصفها مسؤوليهم بانها "اكبر كارثه لليهود بعد المحرقه في الحرب العالميه الثانيه ".بالطبع فان الإسرائيليين وحلفائهم لم يقارنوا ذلك بما الحقوه من دمار بالشعب الفلسطيني والشعوب العربيه  طوال عقود . .ترددت أصداء العمليه بقوه في كيان العدو على مختلف المستويات وكذلك لدى حلفاء "إسرائيل"  وكآن شعب "إسرائيل "مهدد بالفناء وان اليهود على امتداد العالم في خطر .

انطلاقا من ذلك وبعد يومين من اعاده السيطره الاسرائيليه على المستعمرات والمراكز العسكريه المحيطه بغزه ,وبعد اجتماعات مكثفه لحكومه الحرب المصغره برئاسه نتنياهو ومشاركه وزير الدفاع الجنرال يواف جالانت ورئيس الأركان الجنرال هيلفي جاريزيمع كبار القاده العسكريين وقاده الاجهزه الامنيه والمخابراتيه (الموساد والشين بيت والمخابرات العسكريه ) واتصالات مكثفه مع الحليف الاميركي وفي مقدمتهم  الرئيس الأميركي بايدن , قررت إسرائيل الرد على عمليه طوفان الأقصى بعمليه (السيوف الحديديه ) والتي سيتبين انه لاسابق لها في الحروب المعاصره بما في ذلك الحروب العربيه الاسرائيليه وحروب إسرائيل ضد الفلسطينين .كما ان نتنياهو دعى المعارضه لتشكيل حكومه وحده  وطنيه وقد استجابت معظم اطراف المعارضه لذلك.

اعلن وزير الدفاع الجنرال  جالانت فرض حصار فوري وشامل على قطاع غزه ومنع امدادات  الكهرباء والماء والوقود والاغذيه والادويه وغيرها , في حين ان قطاع غزه يحتاج يوميا الى 500 شاحنه كبيره لامداده بمتطلبات سكانه ال 2.3 مليون من اجل الحياه ومعنى ذللك الحكم  عليهم بالاعدام .كما اتبع ذلك قرار" إسرائيل"  بشن حرب مدمره ضد حماس ومحتضنيها أي الشعب الفلسطيني في غزه  اومن وصفوهم بالوحوش البشريه ,حيث  دشن الطيران الحربي الإسرائيلي بقصف مدن وقرى ومخيمات القطاغ باشد القنابل فتكا وانضم اليها سلاحي البحريه والبريه, وشمل ذلك كل ماهو قائم على ارض قطاع من المساكن والبنيه التحتيه والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس وغيرها حيث دمر حتى الان مايقارب 40% من المباني   .لقد ترتب على ذلك عند كتابه الموضوع , استشهاد مايزيد عن 7 الاف شهيد ,من الأطفال والنساء والرجال  . وهناك الاف تحت ركام المباني  المدمره وجرح   مايزيد عن 20 الف جريح ,وأرقام الضحايا في تزايد مخيف  بسبب تصاعد وتيره ونطاق الحرب الاسرائيليه وعجز الخدمات الطبيه من مستشفيات واسعاف وغيرها  وعدم قدره الدفاع المدني لإنقاذ الضحايا ومترتبات الحصار الشامل.

.. يتبع