DELMON POST LOGO

زهرة في الشام وفراشة في المنبر .. المرحومة الأستاذة مريم إسماعيل العلي اليوم العالمي للمرأة الثامن من مارس

كتب – عباس هلال
في منتدى المنبر التقدمي الفائت 17 فبراير 2023 حول قضايا المرأة والحركة النسائية في مجتمعات الخليج العربي ذكرت وترحمّت على المرحومة الصديقة مريم إسماعيل العلي زميلة الدراسة في الشام وها نحن على هامش الاحتفال باليوم العالمي للمرأة نستذكر الصديقة والرفيقة التي غادرتنا بهدؤ الكبرياء في ديسمبر 2009 – كانت الشام دمشق الياسمين في خريف 1970 التحاق المرحومة بجامعة دمشق – كلية التجارة كانت الشام في هذا الخريف ساخنه سياسيا تصاعدت الازمة بانقلاب 17 نوفمبر – تشرين الثاني -  الحركة التصحيحية !! كانت رابطة طلبة البحرين في حي الروضة ملتقى الطلاب والطالبات باعدادهم القليلة – كات المرحومة مريم احدى زهرات الشام وضمن الاطار العام القومي اليساري التقدمي في علاقات طلابية ونقابية وأخوية راقية وزاهية ، كانت مريم في حضور زاهي وبهي في علاقاتها مع الجميع في كافة الأنشطة كان لها وهج وبهجة وابتهاج في صباحات البرد والورد في الكلية وساحة الجامعة ومساءات مقر الرابطة الجميلة ، حياة جامعية ومدينة جامعية وشام ابيه .
في 11-13 مارس 1971 كانت رحلة الساحل السوري ، عطلة الاستفتاء على رئاسة الجمهورية ، رحلة جمعت كافة الطلاب والطالبات في اللاذقية – طرطوس – جبله – بانياس وسط اهازيج واماني واغاني تحت رشقات المطر ، كانت مريم زاهية ولامعة هكذا كانت مريم ومثل ذلك حضورها ومشاركتها في لجان المساندة لتنظيم واستقبال المؤتمر التاسيسي للاتحاد 15-25 فبراير – شباط  1972 – والتزامها بالتسيير الذاتي لمقر الرابطة حيث كنت معها، كل ليلة التزام طالب وطالبة .
كان التزامنا الثنائي جميلا ومميزا ومتطورا حيث عقدت انا ندوة مشروع الدستور ، وكانت بإدارة مريم وكانت الندوة الثانية بعنوان قرأءة في كتاب من تاريخ الحركات الفكرية في الإسلام للمستشرق الروسي بندلي جوزي حيث الكتاب كان متداولا في الأوساط الطلابية بإدارة مريم .
في مارس 1973 واحتفالا بمرور عاما على تأسيس الاتحاد والتحول الى فرع دمشق كانت الحفلة الجميلة في احدى قاعات كلية الفنون الجميلة ومسرحية ( اسكتش) من وحي رواية في بيتنا رجل  لاحسان عبد القدوس ، حيث مثلت مريم دور الام ، وملكة السهلاوي دور الأخت وسعيد الصايغ وفيصل العرشي والمرحوم احمد معرفي دور  زوار الفجر ، وعباس هلال دور الابن المعتقل !!!؟ من اخراج الطالب المسرحي زاهي عبود صديق عبد الجبار الغضبان بكلية الفنون الجميلة . صفق لها الجمهور كثيرا بحضور الطلبة العرب واللاجئين السعوديين ، المرحوم الصديق محمد الحجاج وهاني الزاير .. وغيرهم والبحريني البديع اللطيف نوح عبد الغفار ... هكذا كانت مريم ، ووجود مريم وحضور مريم وتألق مريم و، زهرة من زهرات الشام طالبات الشام العزيزات مع رفيقاتها نعيمة مرهون وفريدة خلف وهدية الموسوي وملكة السهلاوي وصديقاتها فوزية المحروس وفتحية المحروس ونسيمة العلوي وبهية كيكسو وموزه سبت ومنيرة المجرن ولولوة ابل وابتسام الدلال وهيا عيسان والمرحومة عريفة خنجي وفائزة السيد وسعاد اليماني... الخ  زهرة وردية في كوكبة زهرات الشام .
في منتصف الثمانيات التقيت بها مع زوجها المرحوم الصديق احمد معرفي الموظف في بنك الإسكان وظل التواصل قائما ، مريم الزهرة في الشام وفراشة المنبر كانت انموذجا في الالتزام في كافة مشاركاتها – عضوة المنبر والمؤسسة في جميعة المرأة البحرينية 2001 – في سياق الانتخابات المجلس النواب 2002 كانت مريم داعمة بقوة وتفاني وحضور لافت في حملتي الانتخابية ، وفي جولة الاعاة كانت اكثر تفرغا مع زوجتي المرحومة ام أسامة وفريق العمل،  لقاءاتنا بها كثيرة في الندوات والفعاليات والمناسبات .
عاد بنا الزمان على أيام الشام ، احتفظ بصورة لها مع فرح بكداش على هامش احدى ندوات الاتحاد  النسائي في الشعلان ( سوف انشرها اكيد لاحقا ) حضرت أيام العزاء بوفاتها في منزلها الكائن بجوار مقر المنبر التقدمي .وكان حفل تأبينها في جمعية المهندسين وقد الهبت كلمات عبد الواحد إسماعيل وقصائد المرحوم عبد الرحمن رفيع شقيق زوجها الحضور .واحيت  جمعية المرأة برئاسة الأخت فهيمة درويش الذكرى العاشرة ديسمبر 2019.
رحم الله اختنا وصديقتنا عزيزة الجميع مريم الشام مريم الورد مريم الياسمين مريم مطرات نسيان وندى تشرين ، مريم المناضلة المتواصلة ، الحباّبه والمحبوبة . والرحمة والغفران والنور والضياء والرضوان على روحها الطاهرة ، وفي اعلى عليين آمين يارب العالمي .