DELMON POST LOGO

تفكيره ثوريا لا يعرف السكون معتصما بالقوة والامل – الرفيق المناضل المحامي احمد الشملان

- مناضلا ثوريا لا يعرف السكون ، يشعرك دائما بالقوة والامل

- مناضلا قياديا اقتحم السجون منذ شبابه محاميا ، ورئيسا فخريا للمنبر التقدمي

كتب – عباس هلال

رحم الله الرفيق والمناضل والمحامي القيادي احمد الشملان أبا خالد واسكنه فسيح جناته والهم جميع وأهله الصبر ولسلوان  ، اقتحم الصعاب والسجون وانتظر عقودا على المرض ، قوي العزيمة والإصرار والامل ، القيادي المناضل الجامع الشامل ، قبلة لكافة المناضلين والناشطين في تيارات العمل الوطني ، كيف نرثي الشملان أبا خالد ؟

وهل يجوز الرثاء .. كيف يرثي الجلال هذا البهاء .. حاضرا في القلوب وفي الصدور ، ظل اشعاع  ابتسامته نورا وضياء.

لم يكبر الرفاق القادة والكوادر بقدر السنوات والشهور ، ولم يمرضوا بقدر السنوات والشهور ، لكن كانوا كبارا بنضالاتهم وتضحياتكم ، معتصمين بقوة العزيمة والشكيمة ، والنضال القومي الوطني والتقدمي الاممي ، كانوا قمة وشعلة عطاء الوهج السياسي.

جاء لسجن جو شابا معتصما منشرحا باسما واثقا متخرجا من موسكو في القانون ، داخلا سجن جو بكبرياء وشموخ واثقا عميق الايمان بقضية النضال الوطني الديمقراطي ، مفعما باحلام وآمال الحق والحرية والديمقراطية لبحرين تزهو وتتباهي بتاريخها وحاضرها ومستقبلها بتاريخ لنضالات امتدت لعقود حاضنة بهذه النضالات تزهو بحقوق المواطنة لاجيالها تكريما وحبا وعرفانا .

منذ مطلع الستينات قد ترعرع وتبلور الوعي الوطني منذ ان كان طالبا في الثانوية – في البحرين – الكويت ، الكويت التي احتضنته كما احتضنت السابقين ، تجربة نضالية باكرة ومبكرة بلقاء المناضلة وايقونة التحرير جميلة بحريد ، احد قادة وكوادر حركة القومين العرب والجبهة الشعبية الثورية .

منذ منتصف الستينات المبكرة ولم يعرف السكون عقله ثوريا اقتحم السجون في الستينات ومطلع السبعينات ، زنازين القلعة – التحقيقات – سجن القلعة – الجيل ( جزيرة جدا ، حاضرا بانين وتوهج السجون .

عقله وفكره الحر كان في تخير ومراجعة في التوجهات الفكرية ضمن اطار – دائرة النضال  القومي اليساري في مرحلة 1973 – اصبح قياديا في جبهة التحرير في مطلع 1974 ، كان احد الكوادر المعتقلة في ضربة اعتقالات جبهة التحرير 20 يونيه 1974 ، أيام قبل تأسيس النقابات العمالية – بقى في جزيرة جدا وكان من الذين تم تطبيق المرسوم بقانون بشأن، تدابير أمن الدولة الصادر في 22 أكتوبر 1974 ، أيام المجلس الوطني وخضع لمحاكات هذا المرسوم بعد بقاءه مع المرحوم احمد الذوادي الأمين العام التاريخي لجبهة التحرير ومساعده المرحوم يوسف العجاجي والدكتور عبد الهادي خلف والنقابي العمالي عباس عواجي ، اطلقت محكمة امن الدولة سراحه مع رفيقه الدكتور عبد الهادي خلف في جلسة 21 فبراير 1975 – بعدها غادر مع رفيقة دربه الأخت العزيزة فوزية مطر ام خالد الى موسكو للدراسة .

محطة نضالية طلابية وسياسية أخرى أيام دراسته القانون في موسكو مثل جبهة التحرير في الكثير من المؤتمرات ولجان التضامن وفعاليات مجلس السلم والتضامن كانت إضافة نضالية وفكرية متقدمة . ورغم انتمائه الاممي اللاحق بقى المرحوم المناضل معجونا ومكتنزا بالوعي والفكر القومي – مرحلة تكوينه النضالي.

بعد التخرج ورجوعه للبحرين كان سجن جو هو الحاضنة له مع رفيقه الدكتور  مجيد البلوشي ، كان لقاء الرفاق في سجن جو مطلع الثمانيات ، بقى في سجن جو في وفي الترحيل مع الرفاق في العاشر من ديسمبر 1981 الى سجن القلعةوف the jail  ، مع الرفاق عبد الله مطيويع ، إبراهيم كمال الدين ، عادل العسيري ، محمد حسين نصر الله ، عباس هلال ، المرحوم جواد العكري ، مجيد البلوشي ، احمد مكي .

كان - الجيل – سجن القلعة في ذلك الوقت يجمع الناشطين المعتقلين من الإسلام السياسي الشيعي كبارا وصغارا ، بدأت ملامح الالتحام الشعبي والرؤيا النضالية الجامعة لديه في القضايا السياسية المشتركة العامة .

تم اطلاق سراحه في 1984 ، ومرحلة جديدة محاميا وناشطا سياسيا، بدأ عمله في المحاماة والاستشارات القانونية كان ضمن مجلس إدارة جميعة المحامين في دورة 1992-1994 ، برئاسة النقيب المحامي علي الايوبي، مثل الجمعية في اجتماعات المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب اثناء استضافة البحرين لاجتماعات المكتب تحت رعاية سمو رئيس الوزراء رحمه الله في 25 ديسمبر 1993.

كان مرحلة التسعينات بعد تحرير الكويت والحركة العالمية والإقليمية والمحلية القضايا حقوق الانسان والديمقراطية فكان احمد في قيادة التحركات من اجل عودة المجلس الوطني وتفعيل دستور 1973 والقيادي في لجنة العريضة النخبوية 1992 والعريضة الشعبية 1993، ومع تصاعد احداث منتصف التسعينات في البحرين ، كان المرحوم احمد الشملان صاحب الوجود البارز في الاعلام ، حيث تم استدعاءه عدة مرات لمراكز الشرطة ومن قبل وزير العدل كان الصوت النضالي والإعلامي العالي ، تم اعتقاله في 7 فبراير 1996  ومداهمة منزله ومكتبه بتهمة التحريض على العنف والتخريب وإقامة علاقات مع منظمات مشبوهة !! .

اطلقت محكمة امن الدولة سراحه في 21 ابريل بضمان اقامته والحكم بالبراءة في جلسة 5 مايو 1996.

واصل المرحوم المناضل نشاطه النضالي متصاعا بعقله الثوري الذي لا يعرف السكون ، ويشعرك بالقوة والامل.

تلاحقت وتعاقبت الاستدعاءات عليه وتعرض لازمات صحية انتهت بتعرضه بجلطة دماغية في 27 يوليو 1997  بعد يوم واحد من اخر استدعاء ، كان يوم 27 يوليو 1997 اليوم المقرر لسفرته العائلية لاخذ قسط من الراحة لاستراحة المحارب – القاهرة – باريس – وكان الرفاق وكانت رفيقته زوجته الأخت العزيزة فوزية مطر ام خالد رفيقة دربه قد حملت على كتفها وكفيها ومحملها اشرعة القوة والامل فسطرت ووثقت واطرت تجربته النضالية بتفصيل واسع ومستحق لاكثر من الف صحفة في كتابها سيرة مناضل وتاريخ وطن .

ايمانا وعرفانا للدور النضالي الطويل للدور النضالي المتصاعد للدور النضالي الشامل للشملان كان المنبر التقدمي ومنذ التاسيس اختياره رئيسا فخريا للمنبر ، كما قام المنبر وبدعم وجهود كبيرة لفوزية مطر بتدشين الكتاب واسبوع عن الفعاليات المصاحبة ، اشترك فيها كوادر اليسار التقدمي والتيار الإسلامي .

طيلة العقدين السابقين ، كان المرحوم احمد متواجدا في فعاليات المنبر التقدمي والكثير من الفعاليات الوطنية والفكرية .

كما خصصت الجمعية البحرينية لحقوق الانسان جائزة للناشطين في مجال حقوق الانسان باسم جائزة المناضل احمد الشملان .

رحم الله المناضل الكبير ، المناضل القيادي ، المناضل الجسور احمد الشملان ، رحم الله المناضل الوطني الديمقراطي ، رحم الله المناضل القومي العروبي والاممي اللامع ، . سيبقى المناضل المحامي احمد الشملان خالدا في ذاكرة الوطن وخالدا في ذاكرة النضال القومي الوطني الديمقراطي التقدمي ، خالدا في ذاكرة نضالات الديمقراطية وحقوق الانسان خالدا في ذاكرة ووجدان زملاء مهنته من المحامين .. وفي وفادة رب كريم رحيم غفور رحيم وفي اعلى عليين ومنزلة الصديقيين .. امين يارب العالمين.

هكذا كان الوداع في هذا اليوم الجمعة الحزينة 23 يونيه 2023 ، الحاضر الغائب بكفاية النضال ووفاء النضال ، وشعلة النضال ، وايقونة النضال .