DELMON POST LOGO

محمل عقيل بين مرسى .. العاقبة للمتقين او العقاب للمثقفين !!

- المحاكمة السياسية لأول صحفي في مطلع السبعينات بشأن مقال راس الخيانة ! على هامش أيلول الأسود 1970 ومحاكمات 1966

- الابداع الشامل في فن التصوير والمسرح والصحافي الجسور وزهيريات ومواويل البحر والنخيل

- العقاب للمثقفين في صمخ النواخذة واحتجاج صراخ الصمت وصمت الصراخ

كتب : عباس هلال

في هذه المساء المرتعش ، مساء دفء الشتاء وارتعاشة الخريف ، الاحد 19 نوفمبر 2023 اقام مركز كانو الثقافي فعالية هواجس الأخ العزيز الصديق عقيل سوار بتدشين موقعه الاكتروني هواجس عقيل سوار ، ومعرض صور بحرين لوّل .

افتتح الفعالية الاستاذ الاعلامي الشامل اللامع محمد فاضل ، بعدها بدأت الاخت الاستاذة الصحفية خريجة العلوم السياسية ، ومراسة البي بي سي في التسعينات ، عصمت الموسوي بالحديث عن تجربتها مع عقيل سوار تالقت وكفت ووفت ، وبعدها تحدث المحامي الدكتور عباس هلال ، وبعده تحدث الفنان المخرج المبدع والفنان التشكيلي والسكر نبات ، عبد الله يوسف .

احتفلنا باكبار واجلال وحب مع عقيل البحر وعقيل اشرعة نواخذة غوص بن سوار ، مع عقيل جيل انتفاضة وسجون مارس 1965 المجيدة ، جيل الجبهة القومية – حركة القوميين العرب حيث كان عقيل من كوادر الحورة ، مع جاسم بوشقر وعلى صالح ومحمد عبد الملك وبين كوادر المخارقة في مقدمتهم علي السيد حسين وبرفقة المرحوم كريم الشكر و المرحوم عبد العزيز المسقطي...الخ

توهج ابداعه بفن التصويرالفوتوغرافي وايحاءات وابعاد الصوره من خلال احترافية البدايات ، بداياته في طيران الخليج وفندق الخليج مؤسسا الاستديو الشهير – استوديو بنسوار ( لازال الاستوديو لكن في بيته بكامل عدته ) منطلقا نحو الصحافة في صدى الاسبوع  برئاسة الأستاذ المرحوم  الصحفي الكبير علي سيار وبمعية الصحفي الأستاذ علي صالح ، فصال وجال بعدها في كل الصحف.

بدايات مثيرة بمقال راس الخيانة بشأن أيلول الأسود في الأردن 1970 ، فكان اول صحفي يقدم للمحاكمة السياسية في نوفمبر 1970 محاكمة كانت حديث المدينة وتستحق ان تكون مسرحية رأي عام  او مسرحية حرية التعبير في هذا الوقت المبكر – وقبل ذلك  المحاكمة السياسية في 1966 بشأن الصدام مع بعض عناصر الجبهة التقدمية – عناصر تودة – التحرير .

- وطنيا قوميا معتصماا بقناعاته  معتصما بحياة حرة متمردة بعيدا عن النخبوية والمخملية ، حساس مرهف ترى ذلك في احزانه وفي اشعاره ومواويله ، كاتبا مسرحيا يشار اليه بالبنان - في البراحة – ورجل من عامة الناس – وسوق المقاصيص ... الخ نال عنهما جوائز محلية وخليجية وعرضت بعض مسرحياته في بغداد في النصف الثاني من الثمانينات مع مسرح اوال ، والعكروت التي حجبت عنها جائزة التأليف المسرحي بسبب صدام حوار مارد الدين ومارد السياسة ، صامتا كاظما للحزن والغيظ ، لا بتسع المقال لصولاته وجولاته في الصحافة والمسرح

كنت ملتصقا معه في مطلع الثمانينات حيث كنت طوال السبعينات وبداية الثمانينات متنقلا بين جامعة دمشق وسجون جدا وسافرة وجو والقلعة !!!؟ هي ايضا جامعات سياسية ، !!!! عرفته عن قرب القرب في ذروة عطائه وفي ذورة احزانه ، فصداقة الإباء والامهات انعكست على علاقاتنا – تراه متسمرا حابسا للدمع ناظرا للسماء سواء في وفاة شقيقه الأستاذ المربي الفنان والكشفي المرحوم راشد سوار على القبر بحضور لفيف من اهل الفن والاعلام والتربية يتقدمهم الوزير المرحوم طارق المؤيد في مطلع التسعينات، ويتكرر الحال في المفاجئة في يوم العيد الوطني في الالفية – 2009  - ازمة شقيقه الفنان إبراهيم سوار أبا  ملك القلبية ، ومثل ذلك المفاجئة الصادمة بغدر البحر بملك لاحقا ، والده فاجئته الازمة القلبية في بيتنا ( وللحين عقيل يقول انتو قتلوا ابويا )! ، انعكس هذا الحزن على فن كتابه الازهيريات والمواويل العامة لكن افراحه كانت في النجاحات الباهرة لمسرحياته والتكريم المتكرر، لكن الفرحة الجميلة الاجمل حسب قوله لحظتي وفرحي منى حميدان ام مازن .. يا سلام سلم .

كما صدرت له دراسات في ادب الطفل ودواوين المواويل ، ومنذ مسرحية العكروت والتي حجبت عنها جائزة مسابقة التاليف المسرحي بدأ فيها واضحا رايه حول الدين والسياسية استمر بقناعاته اكثر واكثر حتى بداية المشروع الإصلاحي كان اكثر تمسكا بل مجاهرا بالمعارضة لتأسيس جمعيات سياسية إسلامية فئوية اتفق من اتفق واختلف من اختلف وبقى كذلك اكثر إصرارا حتى لو قطعت المياه عن نخيل عقيل !!.

له محطا مفصلية مختلفة بعد ورشة وندوة الجمعيات الاهلية حول رفض قانون الجمعيات 1989 كتب مقالا بعنوان ما خاب قط من خاطب سمو الأمير ، كان مقالا شهيرا علق عليه الأخ العزيز المرحوم المهندس هشام الشهابي أبا عمر ( ما خاب قط ) !!.

، ومثل ذلك مقاله مدرسة جاسم مراد 1998 كمنصة لرسائل سياسية للقيادة ! مثل ذلك الساقط من اوارق حسن فخرو تعقيبا على محاضر الأخ العزيز الدكتور حسن فخرو بجمعية المحامين تحت عنوان – النفط بين التشريع والسيادة – أكتوبر 1986 وزوبعة رد الرد ! والمقال الشهير الجرئ في اخبار الخليج 1992 بعنوان آن الأوان للشعب ان يتكلم والحكومة ان تسمع !!!.

هذه بعض المحطات المختصرة بصولات وجولات عقيل لايتسع لها المقال .. واصل عقيل قبل التقاعد وبعد التقاعد هواياته ونشاطه حيث كان فنانا في التقنيات وفي الكمبيوتر ( هو من نسق طباعة رسالتي للدكتوراه 91-92-1993 ، وهو من اخرج صور انتخابات 2002 الخاصة بي باستوديو بنسوار في بيته ) .

- تقاطع مع الجهة الرسمية بشأن تغريدات وكثرت استدعاءاته في الجرائم الالكترونية فقرر الاضراب ليس عن الطعام وانما اضراب عن صراخ الصمت وصمت الصراخ صمخ النواخذة احتجاجا !! متمسكا في حقه العام في حرية التعبير وحرية الكاتب وحرية الراي وحرية الكلمة ، وذلك لعمري صحيحا بموجب الدستور –ولازال محمل عقيل في حيرة العاقبة للمتقين او العقاب للمثقفين !! قليل الكلام ، كثير العطاء غزير الابداع استمرت معه الامراض المزمنة منذ الازمة القلبية في 20 يوليو 1992 مسرعا للمستشفى العسكري ينفخ في سجائرة الوداعية !! حيث كنت وقتها في القاهرة وتصادف وجود الأخ العزيز الدكتور سعيد عبد الله ... يحسبه الغير مترفعا غرور اللؤلؤ لكنه نقيا شفافا كجناح فراشة وقويا كجناح نسر ، ازدحمت القاعة بحضور نخبوي ثقافي اجتماعي انيق وحضور نسائي لافت ، .

هذه سردية مختصرة واكثر من سريعة مع صديقنا الفنان المبدع البديع والصحفي اللامع والكاتب المسرحي الكبير أبا مازن ،واغنم زمانك يا عقيل اغنم ، فانت للبحرين قرة اعيان.