DELMON POST LOGO

طالب الكويت ، طالب الصيرفي كان طالب الامال والاحلام

- طالب الكويت ، طلوّب الاحبّاب والمحبّوب

- من طلاب الكويت الذين حرموا من تكميل تعليمهم العالي اصبح صحفيا واعد العلو

كتب – عباس هلال
لم يكن المرحوم طالب الصيرفي في مرحلتي الدراسة ، كان من الدارسين في الكويت منذ منتصف السبعينات، وكان فرع الكويت وقتها وقبل ذلك له الصولجان والهيلمان منذ أيام الرابطة ، كان المرحوم شابا واعدا انيقا، علاقاته رشيقة مع الطلبة ، كان طالب الكويت ، طلوّب الحبّاب والمحبوب ، دارسا للاقتصاد واحد ضحايا مرحلة تدابير امن الدولة بالمنع من السفر واكمال الدراسة الجامعية ، بعد ما حصل له ولمجموعة كبيرة من الطلبة ، تنقل واستقر به الامر في بيروت – عين لمريسه ، كان ضمن الاطار العام للحركة السياسية القومية الديمقراطية الشعبية ، وفي فترة لاحقة اصبح مراسلا للصحافة المهاجرة بقبرص خلال الحرب الاهلية اللبنانية ، يعود الى الوطن – البحرين ، عمل في وكالة انباء الخليج والتي كان يرأسها وقت ذاك الأستاذ نبيل الحمر ومع الزملاء – طلبة الشام – عيسى الشايجي وخالد الزياني ، كما عمل مراسلا لاكثر من صحفية كويتية وفي مقدمتها القبس ، في هذه الفترة كانت علاقاته مع اقرانه من طلبة الكويت وفي مقدمتهم الأستاذ المرحوم أبا شميس عبد اللطيف راشد والفنان محمد الجميري .. الخ ، شد الرحال الى الامارات كاتبا في الأزمنة العربية ، قلمه في الاقتصاد والسياسة انيقا ورشيقا ، كريما يده سخيه ، كحال طلبة السبعينات كان له أحلام وامال بوطن ديمقراطي زاهر، هكذا كان أحلام وامال وتطلعات تلك المرحلة ، مثقفا عضويا واعدا كان ضمن جيل الكويت بمعية كبيرهم عبد الحميد مراد وعادل العسيري .. الخ .
فعودة مرة أخرى بعد الامارات وكانت ملامحها تنذر بعواقبها حين كان كغيره في حصار وتململ الانسداد السياسي والديمقراطي ، ولو .. ربما .. ربما .. لو تزوج واقترن لتغير المسار ، وتغيرت المسيرة ، ..  ظهرت واجتمعت في حياته اليومية تقاطعات متداخلة، طالب الكويت ، طالب البهجة والفرحة ، تدرجت وتدحرجت حياته ، فهو القومي اليساري الملتزم ليس بخطه السياسي وانما بعلاقاته الاجتماعية الانيقة الى ما يشبه فلسفة العدم والوجودية ، وانطبقت عليه  رؤيا البيركامو في الانسان المتمرد الذي كان أخلاقيا وفاضلا، او فلسفة ارستبس كن ابن للحظة واقتنص اللذة ، فضاعت إمكانيات واعدة وامكنات اكيدة .
تراكمت عليه الامراض المزمنة وحاصره المرض ، رأيته صدفه بمستشفى السلمانية مقعدا على الكرسي المتحرك، وفي حديثي معه ، ظهرت على محياّه ّ ابتسامة عصفورة الشجن.
والعزاء للعائلة الصديقة عائلة الصيرفي الكرام وفي مقدمتهم شقيقه صديقنا التاريخي ( أبا الياس ) عبد الجليل  الصيرفي وصديقنا الكبير سعيد الصيرفي ، العزاء لطلبة الكويت العزاء لنا جميعا في طالب الكويت – طلوّب الاحبّاب المحبوب.
هكذا كان حال جيل ضاق به الانسداد السياسي في السبعينات وما بعدها ، ضاقت به كتم الامال والرؤيا والاحلام في القلوب وفي الصدور .
الرحمة والغفران والنور والضياء والرضوان على روحه الطاهرة.