انجاز الميثاق كان في رمضان 2000
هدنة المبعوث الاممي في اليمن في رمضان 2022
العفو العام في دولنا اكثره في رمضان
كتب – عباس هلال
لن اكتب عن شهر رمضان الذي أُنْزِلَ فيه القرآن ، ولا عن قدر ليلة القدر و لا مغزى غزوة بدر ، ولا عن اهلته صوموا لرؤيته وافطرو لرؤيته ، ولا عن ثواب وميزان الحسنات في التواصل والتعاطف التكامل الاجتماعي ، ولا عن طقوس الصيام وركن الاسلام ، ولا غزوة بدر 17 رمضان فذلك موجود على اسماعنا ليلا نهارا ، وبكرة وجهارا .. ، ولا حرب اكتوبر المجيدة في العاشر من رمضان 6 اكتوبر 1973 ، ولا عن انقلاب 14 رمضان 8 فبراير شباط 1963 في العراق، وانما هذه خواطر رمضانية عن الابعاد السياسية لرمضان او عظيم كرم رمضان السياسي والاجتماعي ، سواء على الصعيد الداخلي او على الصعيد الدولي والاقليمي .. فهذا هو المبعوث الاممي الخاص باليمن هانز غروندبرغ يعلن " يوم امس الجمعة " قبول اطراف النزاع لعقد هدنة لمدة شهرين تدخل حيز التنفيذ اليوم السبت الثاني من ابريل – نيسان الساعة 19 بالتوقيت المحلي الساعة السابعة مساءا بناسبة دخول شهر رمضان وهذا على سبيل المثال لا الحصر ، وتلجأ الكثير من الدول في استغلال شهر رمضان كفرصة متاحة وذهبية لطرح حلول سياسية جزئية او كلية تبدأ عادة بالعفو العام وطرح مبادرات اقتصادية متزامنة كاسقاط القروض او طرح مزايا وظيفية او مهنية ، وباعتبار ان سلطات رئيس الدولة ( ملك ، رئيس ، امير ) تعطيه الحق الدستوري المطلق في العفو كبداية للاصلاح السياسي او فتح بوابة واسعة لنسداد سياسي مستحكم ، وفي هذا الشأن تكون الالية وفق النظام القضائي والسياسي المقارن ، فهو رئيس السلطات ، ومن ضمنها رئيس السلطة القضائية والمجالس العليا للقضاء وتصدر الاحكام باسمه وصلاحياته تعلو نظام درجات المحاكم ، فله العفو العام بقانون وله العفو الخاص وله تخفيف احكام الاعدام وله التصديق عليها له العفو عنها ، وفي هذا الاطار يكون استخدام هذه السلطة تفاوت من دولة الى اخرى .
ففي الاردن مثلا الملك حسين بن طلال رحمه الله الاكثر استخداما لصلاحياته الدستورية وحقه الدستوري في العفو العام والخاص في كل المناسبات وفي مقدمتها مناسبة شهر رمضان بدايته ونهايته في العيد ، وفي اعياد الفصح ، والعيد الوطني للاردن وو ... حتى يقال في عيد الشجرة !! واستخدم هذه الصلاحية كاداة سياسية تجاه الازمات المكرره والمتكررة في الشد والجذب بينه وبين جهاز المخابرات والحكومات القصيرة والقصيرة جدا المتعاقبة ، موزعا بيض سلته السياسية على الكثرة والكثيرة من العشائر والاحزاب السياسية والنقابات المهنية ، وقد صادف حضورنا في اكثر من اجتماع للمحامين العرب في الاردن في نوفمبر 1997 في مجمع النقابات المهنية المطالبة بالعفو فكانت الاستجابه فورية وآنية ( تجربة ليث شبيلات نقيب المهندسين المحكوم بالاعدام ).
ومثل ذلك أجتماع النقباء في اكتوبر 2004 برئاسة النقيب المرحوم حسين مجلي ابا شجاع القومي العتيد، وكلا المناسبتين قبيل شهر رمضان بايام !!! حيث استجابة الملك عبد الله الثاني ايضا فورية !! وهذا مثال واسع متسع لابعاد سياسية لرمضان الخير .
ولدينا بالمناسبة ميثاق العمل الوطني قد تم انجازه في شهر رمضان 2000 وعلى مخرجاته تلاحقت مبادرات الملك بالعفو العام وعودة المنفيين والغاء المرسوم بقانون بشأن تدابير امن الدولة ومحكمته .. رافقتها مبادرات اقتصادية واجتماعية وحراك سياسي وديمقراطي اسرع، والواقع انه ومنذ تاسيس الدولة يكون لشهر رمضان والعيد الوطني مبادرات سياسية بالعفو وتحت مسميات عرفية شائعة مرحمة ... ومكرمة ... الخ .
والقول الفصل هنا ان صلاحية جلالة الملك وفق المادة 41 ووفق النصوص الدستورية المقارنة بهذا الشأن له ان يعفو بمرسوم عن العقوبة او تخفيضها ، اما العفو الشامل فلا يكون الا بقانون وهو امر تحت يده الكريمتين.
فجلالة الملك رئيس السلطات .. رئيس السلطة القضائية رئيس المجلس الاعلى للقضاء، وباسمه تصدر الاحكام ، وله فوق درجات المحاكم القول الفصل في التصديق على احكام الاعدام او تخفيضها او العفو عنها وله العفو عن بقية المدد ويكون للعفو اثرا ماسحا لاثار العقوبة ماعدا الحقوق المالية ، كل ذلك وفق فلسفة واستشراف وارتشاف احكام الشريعة الاسلامية وفي مقدمتها احكام القران الكريم ، فمن عفى واصلح فأجره على الله وهو فضل ما بعده فضل ومكانه ومابعدها مكانه ، ان يكون الاجر على لله .. في هذا الشهر الكريم يكون الاجر مضاعفا ولدينا امل. ومطلب ونداء لجلالة الملك في هذا الشهر الكريم بعد عقد طويل وكئيب من الانسداد السياسي .
نشتاق لانوار وزغاريد بداية المشروع الاصلاحي ، نشتاق لسقف الحريات وصولجان العمل السياسي والديمقراطي والعودة الى الرفاه الاقتصادي .. اللهم آمين في هذا الشهر الكريم يارب العالمين
وختاما نبارك حلول الشهر الكريم للقيادة ولشعب البحرين والامتين العربية والاسلامية ، اعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات .