DELMON POST LOGO

ربيع 1996 الساخن - وجمعية المحامين البحرينية -ذروة تصاعد الاحداث 1- 2

- قضيه مطعم الزيتون - ستره - وهيئة المحامين ، ودحض ادعاء اجتماع مسجد الغدير

- اعتقال المحامي احمد الشملان في 7 فبراير 1996 مداهمة منزله ومكتبه - ومحكمة امن الدولة  

- جريمة مجزرة العدوان الاسرائيلي - مذبحه قانا في 19  ابريل 1996 -  والمكتب الاستثنائي لاتحاد المحامين العرب

كتب : عباس هلال
- كان ربيع 1996 ملتهباً بتصاعد الاحداث ممتزجاً بامطار وعواصف الكآبة والتوتر ، وقد اشرنا سابقاً عن بدأيه مرحله التسعينات وبالتحديد منذ عام 1992 وبعد تحرير الكويت وظهور أوسع واكبر لقضايا حقوق الانسان والديمقراطية عالمياً و اقليميا ومحلياً، وبداية العريضة النخبوية حول تفعيل الدستور والمجلس الوطني - البرلمان - ان الخيار الرسمي  بمجلس الشورى شأن رسمي  لا يجب ان يمس فصل السلطات في دستور 1973 وفي  التشريع والرقابة، حيث تشكلت لجنه العريضة في الاجتماع الشهير بمجلس الاستاذ على ربيعه ثم التوسع في اطارها الفكري والشعبي بضم الشيخ عبد الامير الجمري والشيخ عبد اللطيف المحمود والشيخ عيسى الجودر - ثم العريضة الشعبية في خريف 1993 ، وشرارة الاحداث فى دسمبر 1994 ، واشتدادها في 1995 ،وفشل الإقامة الجبرية للشيخ الجمري وتطويق بني جمرة والعودة إلى سجن ( أنا درع القرية وليست القرية درع لي مقولة المرحوم الشيخ الجمري) وإبعاد الشيخ علي سلمان ورفاقه، فيما استمرت العرائض شبه الشهرية وعريضة الشكر لعريضة الشخصيات الوطنية الكويتية حيث كان المحاميان أحمد الشملان وعبد الله هاشم رأس حربه جمع التوقيعات في اوساطنا .
- شكل تصاعد الاحداث في ربيع 1996 منذ الاسبوع الاول من فبراير 1996 باعتقال المحامي احمد الشملان ومداهمه مكتبه ومنزله وقبل ذلك الاستدعاءات لمده ثلاثة ايام لمركز الشرطة ومعه الصحفي حافظ الشيخ (وسوف نأتي على ذلك تفصيلاً في الجزء الثاني ) . ومع دخول شهر مارس ومنتصفه الملبد بالغيوم وزخات المطر والتوتر والكآبة ، كان الحدث الاكبر هو حريق مطعم الزيتون بستره ومقتل العاملين الاسيويين، كان يوم الاربعاء اثناء مغادرتنا بيروت الى البحرين مع الصديقين العزيزين المرحوم د.جعفر طريف ود.علي ابراهيم. اخذ الحادث ابعاداً محليه ودوليه اعلامية ، وعلى ضوء ذلك بدأت حمله مداهمات واعتقالات واسعه في ستره تجاوزت المائة وأكثر، وفى نهاية شهر ابريل ومطلع مايو تم الاعلان عن تقديم المتهمين لمحكمة أمن الدولة في جو ، وقد تلقيت بصفتي رئيساً لجمعية المحامين عده رسائل من أهالي الموقفين والمتهمين.
- اتصل بي المحامي عيسى ابراهيم وزياره ليلية ، وهو محام من ستره  ويحتفظ بعلاقة صداقه مع بعض المتهمين وعائلاتهم ومثل ذلك المحامي حسن رضي والمحامي عباس منصور الشيخ الستري ، وطلب مني ان اكون ضمن هيئه المحامين كمحامي وبالصفة الاعتبارية د.عباس هلال رئيس جمعيه المحامين وباعتباره المنسق بتشكيل الهيئة واتصاله ايضا بالمحامي عبدالوهاب امين والمحامي عبد الشهيد خلف بالإضافة إليه.
- انعقدت الجلسة الاولى لمحكه أمن الدولة في خيمة جو بحضور المتهمين علي العصفور (علاوي) ، يوسف باقي ، احمد كتاب ، قمبر ، خليل ابراهيم ، محمد العطار ، عبدالله ابراهيم ، عبدالعزيز باقي ، طالب اعدادي - حدث. لم يتم السماح لهيئة المحامين بلقاء المتهمين - تمت تلاوة التهم عليهم فتم نفي التهم جمله وتفصيلاً وتم استعراض ما تعرضوا له من تعذيب جسدي ونفسي لانتزاع الاعترافات، وكان افضل المتحدثين وبصورة ملفتة وبإمكانات شخصية یوسف باقي - وفي الجلسة الثانية تم السماح للمحامين بلقاء المهتمين لأكثر من عشر دقائق ، لقد صال المحامون وجالوا في الدفاع بتقديم اسماء اكثر من خمسين شاهد نفى، ورساله خطيه من المرحوم الشيخ منصور الستري مختصره تفيد تواجد المتهم الثاني يوسف باقي في منزله، واستدعاء رئيس مركز النبيه صالح العقيد ناصر المسلم ، ورئيس مركز سترة رئيس العرفاء يمني الجنسية  ابوحزام بشأن مسجد الغدير المغلق منذ ثلاثة شهور وادعاء الادعاء العام باجتماع المتهمين فيه فجراً، وجاءت شهادة العقيد ورئيس العرفاء بأنهما لا يعلمان شيئاً عن مسجد الغدير ، ورفعت الجلسة وفي الجلسة  التأليه قدم الادعاء العام رساله من الاوقاف الجعفرية تفيد بأن مسجد الغدير كان مفتوحاً فجراً بأنواره المتلألئة  !! وهذه الرسالة قد انتزعت من الاوقاف الجعفرية انتزاعاً جبريا !! مثلما ذكرنا في الرد: استمرت المحاكمة لأكثر من اربع جلسات في ربيع الصيف مثل ما يقولون حتى منتصف يوليو 1996 بصدور الحكم بالإعدام والمؤبد 15 عاماً للحدث عبد العزيز باقي، في جو مشحون بالتوتر في جو!! علي العصفور ويوسف باقي  واحمد كتاب اعدام - والباقى مؤبد 25 سنه وعبد العزيز باقي حدث 15سنه.
- لقد صال المحامون وجالوا وقدموا دفاعاً مهنيا واحترافياً عاليا وتفرغوا بكل اوقاتهم و وجدانهم لايمانهم العميق وبموجب شهود النفى والمستندات وظروف القضية ببراءة المتهمين ، لكن محكمة أمن الدولة تأخذ بافادات الشرطة وتقارير الطب الشرعي بانه الجروح والكدمات بسبب شجار المتهمين بعضهم البعض في الزنازن !!! ؟ والخير كل الخير والبركة كل البركة بجهود الكثير من المحامين الذين تفرغوا بالدفاع في السنوات الطويله مسطرين بأحرف من نور واجبهم المهني والوطني.
- تم نقل المحكومين الى سجن جو وكان وضعهم صعباً بدنياً حيث كانوا في الشهور الاولى  مقيدين بالاغلال ونفسياً  بعدم التكّيف مع وضع  السجن باعتبارهم ابرياء وانهم سمعوا عن حريق المطعم مثل غيرهم ، استمر بهم الحال طويلا وسط مطالبات مكررة و مكروره  برسائل  لوزيري العدل والداخلية وشرح اوضاعهم.
- في مطلع فبراير 1999 تلقيت اتصالات من العقيد عبد الرحمن المريخى  مدير السجون بشأن مقابله موكلي محمد رضا العطار والمحكوم بالمؤيد 25 سنة ، تعجبت من ذلك كثيرا لان تجاربنا الشاملة مع وزارة الداخلية بعدم التعامل مع المحامين بعد انتهاء القضية !!، ثم قابلت العطار في مكتب السجن في القلعة (طبعاً انا حافظ الاماكن !!!)  وقبل ذلك بشهر كان لنا لقاء مع أمیر البلاد صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفه - طيب الله ثراه - بصفتنا اعضاء مجلس امناء مدرسة الرجاء ( وهذه فتره حل مجلس ادارة جمعيه المحامين)  كان اللقاء وديا وكنت المتحدث الرئيسي ان لم يكن الاوحد ، اخذ سمو الامير الكارت الخاص بي قائلاً ان شاء الله بترجع جمعيه المحامين ولا تخلي في خاطرك ! ثم فتح مجر الطاولة الجانبية واخرج تقريراً ثم ارجعه قائلاً انا لم اصدّق على حكم الاعدام منذ رفعه وطلبت تقارير عن وضع المحكمة ، كان تقرير هندرسون  ان الحكم بموجب اجراءات محكمة امن الدولة والتي تعتمد على افادة الشرطة (بالإضافة طبعاً لعشرات المناشدات المحلية والدولية ) وختم سمو الأمير حديثه لن اقابل ربي بالتصّديق على هذا الحكم، شكرته شكراً كبيراً مغموراً بعاطفة عميقه وقوفاً.
- في لقائي بالعطار بمكتب السجن ذكرت له ذلك وبعد شرح مطول من قبله عن اوضاعهم في سجن جو مبنى 4  وانهم حتى الان غير مصدقين ما جرى لهم ، قلت له الله كريم ، وما يدريك، بين طرفه عين وانتباهتها، يغير الله من حال الى حال ، وما اضيق العيش لولا فسحة الامل. وهكذا محاولة خلق الامل ورفع المعنويات ، فلما استكملت حلقاتها فرجت ، وكنت اظنها لا تفرجو .. تمنيت له الخير وابلغته السلام للبقية وقلت له ، قل ، رب اشرح لي صدري ويسر لى امري ، ودعني بابتسامة عريضة.
-  في السادس من مارس 1999 جاء الخبر الصاعق الحزين بوفاة سمو الامير - طيب الله ثراه ودخلت البلاد في الحزن الكبير ومراسم التعزية، ومع العهد الجديد بتقلد جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم كانت تباشير المشروع الاصلاحي بالعفو العام والغاء مرسوم امن الدولة ومحكمه أمن الدولة وعودة المنفيين، وعاشت البلاد افراحاً وزغاريد زاهيه وبهيجة (نشتاق لعودة افراح وزغاريد تباشير المشروع الإصلاحي 2001 بالعفو العام ولا زلنا نطالب ونأمل ذلك )  تم الافراج عنهم ووصولهم الى ستره بالتنسيق مع الدكتور محمد على الستري .
- هذه سردية مختصرة جداً  ولدينا تفاصيل التفاصيل، وهذا حال المحامين و دورهم المهني و الوطني الخلاقّ وجمعيه المحامين التي كانت في قلب الاحداث المهنية والوطنية، وفى الجزء الثاني سوف نتحدث عن اعتقال احمد الشملان 7 فبراير 1996 ، ومداهمة بيته ومكتبه و براءته في المحاكمة ، ونشاط لجنه العريضة  ومجزرة قانا 19 ابريل 1996  والمكتب الاستثنائي للمحامين العرب بالقاهرة لادانة المجزرة و التضامن مع لبنان و إدانة الفيتو الامريكي ومخاطبة الهيئات الدولية وتوثيق الجرائم الإسرائيلية بالكتاب الأسود.
إلى اللقاء في الجزء الثاني – رمضان الخير و البركات – و كل عام و أنتم بخير.