- قضية مطعم الزيتون – سترة – وهيئة المحامين ودحض ادعاء اجتماع مسجد الغدير
- اعتقال المحامي احمد الشملان في 7 فبراير 1996 مداهمة منزله ومكتبه - ومحكمة امن الدولة.
- جريمة مجزرة العدوان الاسرائيلي - مذبحه قانا في 19 ابريل 1996 - والمكتب الاستثنائي لاتحاد المحامين العرب.
كتب: عباس هلال
- سردنا موجزا عن قضية مطعم الزيتون وهيئة المحامين وسير وانتهاء المحاكمة في منتصف يوليو 1996، وأشرنا عودة على بدء بإشارات أحداث التسعينات منذو 1992 منذ بداية العريضة النخبوية والارهاصات السابقة لها، وما بعدها العريضة الشعبية ومن أقطاب العريضة منذ الاجتماع الشهير في مجلس علي ربيعة وما بعد ذلك، علي ربيعه، محمد جابر الصباح، أحمد الشملان، إبراهيم كمال الدين، د. منيره فخرو، الشيخ عبدالامير الجمري، الشيخ عيسى الجودر، الشيخ عبد اللطيف المحمود، المحامي عبدالله هاشم، أحمد منصور، المحامي محسن مرهون، سعيد العسبول، عبدالله مطيويع، ومعهم العشرات من الناشطين والناشطات، وانضمام النقيب حميد صنقور، وتسليم العريضة النخبوية في 15 نوفمبر للديوان، كنا خارجين من المحكمة ظهرا لقهوة الشراتون أنا والمحامي علي الأيوبي والمحامي سمير رجب، جاءنا المحامي عبد الله هاشم متأبطاً جدول توقيعات العريضة ونصها وقعنا نحن الثلاثة، وقبل ركوب السيارة يأتي أحمد الشملان أيضاً متأبطاً العريضة طالباً منا التوقيع فقلنا له وقعناها مع عبدالله هاشم، وفي نفس اليوم ليلاً كنت في اللجنة العامة لعمال البحرين عندي محاضرة عن التشاور الثلاثي في تشريع العمل وباعتباري محامي اللجنة، رأيت سيارة عليها شعار أحدهما معامل الخرسانة نزل منها أحمد منصور ومتأبطاً كذلك العريضة (هذه المحاضرة كانت بادرة لندوة كبرى انعقدت بعد اكثر من سنتين عن التشاور الثلاثي تحت رعاية وزير العمل الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، وبحضور منظمة العمل الدولية، وليد حمدان – في 7-8/12/ 1994 وبسقف مرتفع) – مروراً بالعريضة النسائية في أبريل 1995 إضافة نضالية نوعية للمرأة البحرينية.
- كانت جمعية المحامين في قلب الاحداث فهي طليعة المجتمع المدني و أبرز قواه الناعمة ، سواء في المساهمة في تشكيل هيئات الدفاع الكثيرة، كما تراكمت على الجمعية المئات من خطابات أهالي المعتقلين، و إشكالات الحواجز الأمنية في الكثير من المناطق ، ومثل ما ذكرنا الخير كل الخير والبركة كل البركة في الكثرة من جموع المحامين في النهوض بواجبهم المهني والوطني في وقت اصبحت فيه قيادات الشارع في السجون والمنافي.
- وفي هذا الخضم ووسط تصاعد الأحداث كان نشاط أحمد الشملان متصاعداً متواصلاً لامعاً على كافة الأصعدة فهو المحامي والصحفي وكان لقاءه مع إذاعة BBC شهيراً ، تم استدعاءه من قبل وزير العدل معاتبا له ومحذراً له من الانزلاق مع جماعات حزب الدعوى الفئوية، لكن أحمد أوضح الجوانب المطلبية في حقوق الإنسان والديمقراطية، وأن حراكه سلمي ديمقراطي لمطالب دستورية مشروعة، وفي صباح 7 فبراير 1996 تم اعتقاله ومداهمة منزله في عراد ومكتبه في بناية صلاح الدين شارع الخليفة بالمنامة ، رافق ذلك تصريحات رسمية صحفية بتهمة التحريض على أعمال العنف والتخريب وتواصله مع منظمات متطرفة، وقبل اعتقاله استدعاءات متكررة لمركز الشرطة ومعه الصحفي حافظ الشيخ، نشطت حملات تضامن محلية وخارجية للمطالبة بإطلاق سراحه (طبعا كان أحمد منذ الستينات وإلى منتصف السبعينات مترددا على السجون وحتى بعد استكمال دراسته تم اعتقاله لأكثر من ثلاث سنوات في ما كانت مراسلة BBC الصحفية عصمت الموسوي تغطي الأحداث، وقد تعرضت هي الأخرى لاستدعاءات متكررة منذ أيام طارق المؤيد في مطلع 1995 ( في شهر يونيو تغير الوزير ) وما بعد ذلك حتى 1998 )
- تم تقديم أحمد شملان مخفورا لمحكمة امن الدولة التي أطلقت صراحة بضمان اقامته في 21 ابريل 1996 ، وحكم البراءة في 5 مايو 1996 ، واصل حراكة المطلبي بوتيرة ارفع لكن الضغوط وكثره الاستدعاءات اللاحقة انهكت صحته فتعرض لأزمات صحيه انتهت بالجلطة الدماغية في 27 تموز 1997 ، كان ذلك يوم سفرته العائلية المقررة القاهرة – باريس ، فيما كان من المفترض ان يكون معنا على نفس الطائرة القاهرة جنيف ، في هذا المعترك كان الرفاق، وكانت الاخت العزيزة فوزية مطر ام خالد قد حملت على كفيها وكتفيها ومحملها اشرعة القوه والوفاء والأمل، وهي التي اطرّت ووثـقّت سيرة رفيق دربها ، سير مناضل وتاريخ وطن لأكثر من ألف صفحة.
- كان عقله ثوريا ،لا يعرف السكون ويشعرك دائما بالقوة والأمل .
لم تكن الساحة العربية هادئة في هذا الربيع حيث جاء العدوان الاسرائيلي و بوحشيه غير مسبوقة في 18-19 ابريل - نيسان 1996 بارتكاب مجزرة قانا بقصف هستيري وحشى لمقر قيادة قوات اليونيفيل ، مجزرة المدنيين اللاجئين اليها هربا من ما يسمى عناقيد الغضب، راح ضحيتها اكثر من مائه شهيد ومئات الجرحى، وانعقاد مجلس الامن والفيتو الامريكي، فيما استمر العدوان لأكثر من اسبوعين كان له ارتدادات وتداعيات شعبيه وعالميه ، تداعت جمعية المحامين بحشد التضامن مع المجتمع المدني لكن الظروف الامنية الساخنة بالإضافة الى التحذير الامني المباشر أجل ذلك الى 2 اكتوبر 1996 بنادي العروبة. کان انعقاد المكتب الدائم الاستثنائي لاتحاد المحامين العرب سريعاً بالقاهرة 21/22 ابريل 1996 بفندق برميزا الدقي بناءاً على طلب نقابة بيروت ونقابة طرابلس الشمال وبحضور الاستاذ المحامي عمر زين عن نقابه بيروت والمحامي حسن مرعبي والمحامي سمير الجسر عن نقابة طرابلس، غادرت للقاهرة في يوم 20 ابريل واثناء الاجتماع في 21/4/1996 تلقينا خبر اطلاق سراح المحامي المناضل احمد الشملان، فاقمت في ليل ذات اليوم جلسة لبعض الاصدقاء المشتركين د. نجاح د. ليلى عبد الوهاب وفوزية رشيد المقيمة في القاهرة في تلك الفترة، وفى الليلة الثانية كان الحشد اكبر في العزيمة بحضور السفير شكري وهانيه الشلقاني وحسين عبد الرازق وفريده النقاش وفتحيه شلبي والمحامية اسماء خضر من الاردن حيث كانت في زیارہ مترافقه للقاهره، فيما كانت ، د.خوله مطر في سفرة للبنان، حضرها ايضاً جمال العثمان نقيب الكويت ومازن رشيدات امين سر نقابه الاردن واجرينا اتصال مع احمد الشملان.
- ولدّت مجزرة قانا ارتدادات عربية شعبه وعالميه ، وقادت منظمات حقوق الإنسان حملات واسعة فيما كان المكتب الدائم للاتحاد قد اصدر الادانات واعلن التضامن مع الشعب اللبناني، كان الاجتماع بحضور المنظمة العربية لحقوق الانسان ومنظمة العمل العربية و حشد من ادارات نقابات الاطباء والمهندسين والصيادلة التي حلتها السلطات المصرية ، كما ادان المكتب الدائم الفيتو الامريكي ، وخاطب المنظمات الدولية ، واعلن توثيق الجرائم الإسرائيلية في الكتاب الاسود . كان هذا الاجتماع هو اخر حضور لرئيس الاتحاد ونقابة المحامين في مصر، الرئيس الاشهر النقيب احمد الخواجة بعد انتخابات اكتوبر 1996 وانتخاب النقيب سامح عاشور .
- هكذا كان ربيع 1996 وربيع صيف 1996 ساخنا فيما كانت الاحداث والمواجهات تتصاعد العنف والعنف المضاد لم تطغى على المطالب بعودة الحياة البرلمانية وقضايا حقوق الإنسان - فيما كان مجلس الشورى مجلس التوصيات - في عتمه وتعتيم لم تسمح الحكومة بتغطية اخباره في الاعلام المباشر والرأي إلا في منتصف 1995.
هذه سردية سريعة مختصرة رمضانية – رمضان الخير و البركات – و كل عام وانتم بخير - عيد سعيد .