DELMON POST LOGO

الذهب – سوار الدهب 24 قيراط .. حكم العسكر – الانقلابات العسكرية

- الذهب ، سوار الدهب 24 قيراط ، الاستثناء الوحيد واليتيم

- افسد العسكر رمضان وعيد السودان كما افسد البلاد

- وعساكر كتبت على ثكناتها ، الويل للاحرار من الجزار

كتب – عباس هلال
عاشت بلادنا العربية منذ مطلع القرن العشرين على خطوات الدولة القطرية الحديثة بعد سقوط دوله الخلافة العثمانية   1924 الرجل المريض، وما سبق ذلك من قيام الثورة العربية وتقاسم بريطانيا وفرنسا تقسيم المقسم سايس بيكو 1916 ، ووعد بلور المشؤوم 2 نوفمبر 1917. و ما ان وضعت الحرب العالمية الاولى أوزارها حتى اصبحت البلاد العربية تحت الاستعمار او الانتداب (البريطاني الفرنسي ) وتأسيس الجيوش العربية الحديثة ، وقيام حرب فلسطين 1948 وما ترتب عليها ( عام النكبة ) من انهزام الجيوش العربيه وحصول التقسيم (عام النكبه) حتى بدأت وتيرت الانقلابات العسكريه باسم فلسطين وفق سلسلة متـتالية واصبح العسكر في اداره هذه الدول.
البداية من سوريا الرائدة في الانقلابات العسكرية حيث بدا الانقلاب العسكري الاول على الحكومة المدنية من قبل الضابط في الاركان حسني الزعيم 1949 ، وسوف ناتي في مقال لاحق بتفصيل انقلابات سوريا والعراق ومصر واليمن ومورتانيا .. الخ ونبقي مع الحرب الدائرة بين اقطاب الانقلاب العسكري في السودان بين البرهان قائد الجيش وحميداتي قائد قوات الدعم السريع ، لقد افسد العسكر رمضان السودان وعيد السودان ، كما افسد الحياة السياسية والمدنية والمجتمعية واصبحت القوى المدنية والمدنيين ضحايا كما اهلك العسكر كل مقدرات السودان ..
منذ انقلاب الفريق إبراهيم عبود 1958 على حكومة إسماعيل الازهري المدنية بعد الاستقلال بعامين بدأت سلسلة الانقلابات العسكرية والاستئثار بالسلطة ومقدرات الوطن ، ومنذ بيان الفريق عبود وحتى الساعة .
حتى سقوط نظام عبود ورجوع الحكم المدني بقيادة الصادق المهدي رئيسا للوزراء وتشكيل مجلس السيادة برئاسة إسماعيل الازهري. ولم تكن الأحزاب السودانية على براءة تامة حيث كانت ومنذ البداية تدفع بعناصرها وكوادرها للكليات العسكرية والجيش !!؟ .. وبعد خمس سنوات من الحكم المدني والاستقرار جاء انقلاب 25 مايو ، أيار 1969 بقيادة الفريق جعفرالنميري المدعوم من القوى القومية والناصرية ضد حكومة الازهري ، فانقلاب يوليو 1971 الفاشل بقياد بابكر النور وهاشم العطا بدعم من امين الحزب الشيوعي عبد الخالق محجوب ، وإنقاذ النميري بواسطة مصر عبر ليبيا باجبار طائرة بابكر النور وفاروق حمد الله القادمة من بريطانيا الى الخرطوم في بني غازي ( مثلما قيل في البيان تفعيلا لاتفاقية الدفاع المشتركة بين الجهوريات الثلاث) واستمر النميري حتى 1985 ، عام العصيان العام وشلل الدولة وتسلم الجيش مقاليد الحكم برئاسة الفريق سوار الدهب والذي قطع عهدا على نفسه وذمته فعاد الحكم المدني برئاسة الصادق المهدي .. 1986 ، لكن انقلاب 30 يونيو 1989 كان بالمرصاد وبدعم من الاخوان المسلمين - الدكتور حسن الترابي ، وبدأ فصل جديد اخر للعسكر بقيادة عمر البشير حتى انقلابه على الترابي 1999 وعاث بالسودان بلادا وعبادا وخرابا .
في نهاية يونيو 1989 كنا في القاهرة للتسجيل للدكتوراه وكان معي في رحلة الماجستير العميد احمد محمود من السودان وكان يسكن في فندق القوات المسلحة السودانية بالدقي وكنا أصدقاء دراسة وصداقة عائلية مع زوجته الأستاذة آسيا وهي ناشطة نسائية ، بانقلاب البشير ترك العميد احمد محمود الدراسة وغادر القاهرة واصبح عضوا في مجلس قيادة الثورة بحكم علاقته بالبشير ووزيرا للعدل ، بقى مع البشير ثلاث سنوات وغادر السودان فجأة والتحق بالقضاء العسكري بالجيش القطري .
في عهد البشير تلاشت الدولة وتقسمت وتدهورت حرب دارفور – وانفصال جنوب السودان وارتكب كل الموبقات من فساد ودكتاتورية وقتل وزير دفاعه وتزوج أمراته الهانم وداد بابكر !!! وفقا للائحة الاتهام !
حفل استقبال البشير
في 6 ديسمبر 2004 عقد المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب الخرطوم  وكان السكن بفندق هلتون الخرطوم وبحضور عضو المكتب الدائم المحامي علي الايوبي والمحامي عبد الوهاب امين نائب الرئيس ممثلا عن الجمعية عقدت الاجتماعات بقاعات مركز المؤتمرات الذي شيدته الصين ، وبعد الافتتاح استقبل الرئيس البشير بالنقباء ( مع ان العادة يلتقي راعي الاجتماع – الرئيس باعضاء المكتب الدائم ) كان نقيب الكويت جمال العثمان جالسا بجانبي ، بدأ البشير حديثه وبجانبه نقيب السودان فتحي خليل والأمين العام  إبراهيم السملالي ، بدأ مزمجرا متحديا الولايات المتحدة الامريكية !! والغرب !! والعالم !! قائلا انا عندي اكثر من  15 الف محامي مسجلين في المحكمة العليا بجانبي !.مضبوط يافتحي !!؟.
تداخلت معه قائلا وفي سجونك اكثر من 15 الف معتقل !! فكيف تواجه العالم ، اصلح امورك الداخلية وخلق جبهة مدنية وطنية ديمقراطية هي سندك لا 15 الف محامي !؟ .
طبعا جاء ذلك وفق المعجم الدبلوماسي الدقيق لمراسم الاستقبال .. صمت البشير برهة وخاطب نقيب السودان فتحي خليل ما توصى الجماعة علي !!؟ التقينا بعد ذلك برئيس مجلس السيادة السابق ورئيس البرلمان الطاهر .
السودان بلاد الخير والزراعة والمياه واطلاله موانئ البحر الأحمر وطرف باب المندب، سلة غذاء الوطن العربي ، السودان بلاد الطيبيين وقلوبهم كبياض الياسمين وبلاد السياسة والثقافة والفكر فالبشير ليس بشيرا والبرهان بعده ليس برهانا غدر بقوى الحرية والتغيير ( هاتوا برهانكم !!! ان كنتم صاديقن ؟).
هذا كان حكم العسكر واصبح العسكر بروكسي Proxy  ، وكلاء القوى الخارجية وعساكر كتبت على ثكناتها ، الويل للاحرار من الجزار ، ولنا عودة قريبة عن حكم العسكر.

الرئيس الحالي البرهان
البشير قبل الاخير
جعفر النميري
اول من بدأ الانقلابات في السودان الرئيس عبود
عباس هلال مع نقيب المحامين السودانيين بالخرطوم