DELMON POST LOGO

١٤ اغسطس ، آب استقلال البحرين 1971 ( 2-3)

- مسودة الدستور والمجلس التأسيسي وتسارع بناء الدولة والحراك المدني والسياسي

- قطبا المنفى في دمشق الشملان في التأسيسي و حسن الجشي رئيسا للمجلس الوطني

كتب:   عباس هلال

- في سياق تسارع بناء الدولة والحراك الاهلي الموازي والمتزايد مدنيا وسياسيا ومهنيا منذ الاعلان عن الانسحاب من شرق السويس في مجلس العموم وفق بيان هارود ويلسون رئيس الوزراء،
وتم استعراض مبادرات مدنية ومهنية بتاطير نشاطاتها بمنظمات ديمقراطية وطنية ، ونضالات سياسية ، واتحاد وطني ذا طبيعة ديمقراطية ، جمع الالاف من طلبة البحرين في الخارج واصبح مدرسة نقابية ديمقراطية وطنية للعمل المشترك ، بينما بقيت مجلة الاضواء وحيدة حتى عام 1969 ، وفي هذا العام صدرت مجلة صدى الاسبوع الاسبوعية ،  برئاسة المرحوم علي سيار، والاضواء برئاسة محمود المردي وكوادر صحفيه لامعة في الجريدتين، مرورا بأجواء محاكمه الصحفي عقيل سوار في 1970 حول مقالة ( راس الخيانه) ما بعد ايلول الاسود في 13 سبتمبر ايلول 1970 ، ومحاكمه المسيرة المجلة التي تصدرها رابطه طلبة البحرين في الكويت برئاسة احمد مطر 1971 ، وتصاعد النضال العمالي عبر قوى اليسار في اللجنة التأسيسية و ضربة الاعتقالات اللاحقة، وظهور تنظيم الجبهة الشعبية مطلع 1972 وتصاعد تحركاتها وقادتها في زخم الثورة في ظفار ، كانت الصحافة العربية و مقالات محمد جابر الانصاري في الصياد اللبنانية طبعا بعد خروجه من مجلس الدولة رئيسا لدائرة الاعلام ، و مجله الطليعة و وفود اعلامية وسياسية كثيرة ... إلخ
- استكمال مشروع الدستور و صدور المرسوم بقانون رقم 12 لعام 1972 بشان انشاء المجلس التأسيسي في 20 يونيه - حزيران 1972، وفي 19 يوليو 1972صدور  المرسوم بقانون رقم 13 بشان احكام انتخابات المجلس التأسيسي.
رافق ذلك حوارات و نقاشات في اوساط قوى اليسار بشان المشاركة والمقاطعة ، فكانت المقاطعة ، وما لبثت ان تخلخلت لاحقا فيما سنرى.
- كان مشروع الدستور والمستمد من الدستور الكويتي العام 1962 ، تنقصه عده مواد اهمها : قسم الامير وولى العهد امام مجلس الأمه (المجلس الوطني) وقسم الوزراء وفقا للمادة 60 من الدستور الكويتي ، واصرار صاحب السمو امير الكويت الشيخ عبد الله السالم الصباح - طيب الله ثراه- رغم ان في اواخر سنوات حكمه وعدم رجعيه تطبيق الدستور ، إصراره تثبيتا للمادة ومنعا لأي تفسير لاحقا يمينا وشمالا !! كذلك كان المجلس التأسيسي في الكويت منتخبا بالكامل والوزراء اعضاء بحكم مناصبهم ، بينما المجلس التأسيسي في البحرين اكثر من الربع من اعضاءه بالتعيين والوزراء اعضاء بحكم مناصبهم ، لكن مشروع الدستور كان كامله مكملا من حيث الرقابة البرلمانية بكل ادواتها والمجلس اي البرلمان سيد قراره بسن لائحة الداخلية.
- في الحادي من ديسمبر 1972 كان اليوم المقرر لأجراء الانتخابات سبقه اعلان اسماء الفائزين بالتزكية وهم : محمد حسن الفاضل ، علي صالح الصالح ، علي بن ابراهيم عبدالعال ، محمد  علي أل ضيف ، وكان عدد المرشحين 58 مرشحا، اسفرت انتخابات الحادي من ديسمبر 1972 عن فوز كل من : خليفه احمد البنعلي ، رسول الجشي ، عبد العزيز الشملان، جاسم مراد ، عبدالعزيز الراشد ، خليفه عبد الله المناعي، علي سيار ، قاسم احمد فخرو ، عبدالكريم العليوات ، عيسى قاسم ، محمد حسن كمال الدين ، ملا حسن زين الدين ، محمد عبدالله المطوع ، محمد سعيد الماحوزي ، حسن المتوج، حميد العريض ، عبدالعزيز العالي .
- في 9 ديسمبر 1972 اصدر صاحب السمو امير البلاد الشيخ عيسى بن سلمان أل خليفه امير البلاد - طيب الله ثراه - مرسوما بتعين ثمانية أعضاء في المجلس التأسيسي وهم : ابراهيم العريض ، أحمد علي كانو ، ابراهيم حسن كمال ، طارق عبد الرحمن المؤيد ، محمد يوسف جلال ، راشد الزياني ، صادق البحارنه ، محمد حسن ديواني ، وكلهم من القطاع التجاري ما عدا ابراهيم العريض.
- وفي يوم السبت الموافق 16 ديسمبر 1972 ، كانت جلسه الافتتاح للمجلس التأسيسي بمبنى بلدية المنامة ، بحضور امير البلاد و رئيس الوزراء وولي العهد ، حيث ألقى سمو الامير - طيب الله ثراه – كلمة قصيرة تركزت على التطوير الدستوري والاداري والقانوني للدولة ، حضر الافتتاح وفود كثيره، اكبرها الوفد الكويتي برئاسة رئيس مجلس الامه و وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، و وزير الصحة و رئيس هيئه الاركان ، و مدير الصندوق الكويتي للتنمية ، و الصحافة الكويتية.

- بعد مراسم جلسة الافتتاح ، بدأت الجلسة برئاسة صاحب السمو رئيس الوزراء - طيب الله ثراه – وبعد كلمته الترحيبية انتقل الى جدول اعمال الجلسة بانتخاب رئيسا للمجلس، ترشح ابراهيم العريض وعبد العزيز الشملان للرئاسة ، و بعد عمليه الاقتراع فاز ابراهيم العريض 22 مقابل 18 صوتا لعبدالعزيز الشملان وانتقل رئيس الوزراء الى مقاعد المجلس و تولي ابراهيم العريض رئاسة المجلس والجلسة ، و بعد كلمته الترحيبية ، جرى التصويت على منصب نائب الرئيس فاز عبدالعزيز الشملان ب 26 صوتا 15 لصادق البحارنه ، فاز قاسم احمد فخرو بأمانه السر بـ27 صوتا مقابل 14 لعبدالله المدني .
- ومن الواضح ان الحكومة دعمت الرئيس ابراهيم العريض ضد الشملان، و كان الاولى ووفقا للأدبيات السياسية و الديمقراطية أن يكون العضو المنتخب صاحب التاريخ النضالي العريق هو الرئيس ( مع حفظ المقام للشخصية الادبية الرفيعة الاستاذ ابراهيم العريض ) لكن حسابات البندر عند الحكومة غير حسابات الغيط عند الشعب !! والحديث بالحديث يذكر هناك مقولة لاحقة وظريفة للمرحوم ابراهيم محمد حسن فخرو النائب بالمجلس الوطني وتاجر المواد الغذائية يقول المعين مثل العيش القديم  يطبن في الجدر والمنتخب مثل العيش الجديد يطلع نثري... نثري !! والآن ظاهرة المنتخب الساعي للتعين !!
ومثل ذلك سنرى لاحقا سقوط عبدالعزيز الشملان في انتخابات المجلس الوطني ، وربما كان خطا من القوى الليبرالية و اليساريه التي شاركت، شخصيه وطنية مخضرمة ، نضالية كارزميه، عريقة و كريمة ، تم دفعه دفعا لردة الفعل بتولي الوظيفة العامة سفيرا في القاهرة ، رغم أن عبدالعزيز الشملان ابو سعود أينما كان ، في الشام و في البحرين وفي القاهرة و تونس  كان حنونا كريما وشخصية تاريخية لامعه . وخاصة ان تشكيلة كتلة الشعب كانت وازنه و متوازنة و منفتحة ، فالنائب المحامي محمد سلمان لم يكن من التحرير والنائب عبدالله المعاوده و النائب علي ربيعه، والنائب عيسى الذواذي على خلفيات القومين العرب. وتفاصيل قادمة حول مناقشات الدستور واجواء جلسات المجلس التاسيسي وما بعد ذلك ، في الجزء الثالث في الذكرى الخمسين ( 1972-2022 ) حيث كنا شبابا جامعيا متألقا فاضافت الذكرى الخمسين الى عمرنا عمرا .