DELMON POST LOGO

بعد غياب 50 الف سنة! ما بين العصر الجليدي والحجري!

الحجري: مذنب يزور سماء البحرين وقد يرى بالمناظير إلى أول أسبوع من فبراير
صرح الباحث الفلكي البحريني علي الحجري بأن سماء البحرين تشهد ظاهرة مميزة بظهور مذنب أطلق عليه إسم C/2022 E3 (ZTF)، وهو غير دوري أي يكمل دورته حسب الحسابات الفلكية قرابة كل 50 الف عام فلا يرى مرة آخر، والذي يزور الأرض بعد رحلة ملحمية في هذا الكون استغرقت ملايين السنين من سحابة أورت بحافة نظامنا الشمسي وتبعد عنا حوالي 3 سنوات ضوئية، ويعتقد أنه زار الأرض ما بين العصر الجليدي أو الحجري القديم، وتم اكتشاف المذنب عندما دخل بالقرب من مدار كوكب المشتري في شهر مارس من عام 2022، لتدل الصور الأولية للمذنب بأن قطره يلامس أعتاب الكيلومتر وبشدة إضاءة وتساوي موجب (17.67meg) في أول يوم تم رصده فيه.
وقال الحجري بأن المذنب نجى من حرارة الشمس المدمرة عند مروره بالقرب منها (الحضيض) في مساء يوم الخميس 12 يناير 2023 في الساعة (09:53) مساء بتوقيت البحرين وعلى مسافة (165604842.9 كيلومتر)، بينما سيكون المذنب في حضيض الأرض أي أقرب ما يمكن بتاريخ 1 فبراير 2023 في تمام الساعة (08:57) مساء بمسافة (42466795.28 كيلومتر) وبسرعة مدارية (39.136 كيلومتر في الثانية)، وشدة إضاءة (+4.94 Mag) وتضعف شدته بسبب الكتلة الهوائية إلى (+5.12 Mag) وأكثر في حالة وجود الهباء الجوي في الأفق الشمالي ليكون موقع بالضبط فوق نجمة الشمال "الجدي" وببعد زاوي عنها لـ 18 درجة و19 دقيقة ويكون ارتفاع المذنب وقت الحضيض 44 درجة و46 دقيقة وهو أفضل وقت لتصويره في حالة صفاء الجو أو حتى مراقبته من خلال منظار أو تلسكوب بشرط صفاء الجو ليرى على شكل لطخة خضراء خافته.
وتابع الحجري ما يميز هذه المذنب لونه الأخضر بسبب تواجد غاز الكربون الثنائي الذرة وهو غير مستقر عند درجة الحرارة والضغط المحيطة بالمذنب، وهو ثاني أبسط أشكال الكربون المكون للمذنب والمحترق نتيجة اقترابه من الشمس، ويحتوي المذنب على ذيل غبار قصير وعريض وذيل طويل أيوني باهت وذيل غباري يمتد إلى قربة الدرجتين والنصف في القبة السماوية، وسوف يختلف شكل وطول وتوهج سطوع ذيل المذنب في يوم اقتراب المذنب من الأرض على حسب كثافة وقوة وسرعة الرياح الشمسية، لذلك يتعين على عشاق الرصد والمصورين للمذنب الذهاب إلى مكان مظلم ليلاً بسطوعه الكامل بسبب تأثر سطوع المذنب بإضاءة المدن من جهة وتواجد القمر في السماء بإضاءة (86.1%)، ليعاود المذنب بالابتعاد تدريجيا وهيمانه في الفضاء السحيق.