- رقابة ادارية صارمة وتطبيق قسري
- ( المادة 18 ) العصا في دولاب المجتمع المدني
- انعدام التواصل والحوار ومفهوم الشراكة
كتب – عباس هلال
اصدر وزير العمل قرارين بشأن تعيين مجلس ادارة مؤقت لجمعية المحامين 14 نوفمبر 2021 ولجمعية الاطباء 6 ابريل 2022 ، جاء فيهما استنادا الى مذكرة ادارة دعم المنظمات الاهلية التي الثابت فيها مخالفات وتجاوزات الجمعية وتعيين نفس الادارتين المنسوبة اليهما التجاوزات والمخالفات ومطالبا اياهما باعداد تقرير مفصل عن هذه التجاوزات والمخالفات !! (المادة واضحة ولا غبار عليها واطلب من الخبير تفسيرها !!؟) فاذا افترضنا جدلا : جدلا ان ادارة الجمعية ارتكبت مخالفات وتجاوزات وهذا افتراض وهي بالاساس غير صحيحة على الاقل لجمعية المحامين بحكم التواجد والمتابعة ! فكيف يتم تعين نفس الادارة ؟ ، ان يطلب منها ان تعد تقرير مفصلا بشأن هذه المخالفات !!؟.
والسؤال الاهم وفقا لكافة القوانين والنظم الاجرائية هل تم مواجهة الجمعية ذات العلاقة بهذه المخالفات التجاوزات .ان وجدت للدفاع عن نفسها ؟اليس من المحتمل ان يكون هناك سؤ فهم !! او خطأ او تعسف من قبل ادارة دعم المنظمات الاهلية ، ام ما تقوله مذكرتها هو الكتاب الذي لا ياتيه الباطل من حوله وهو الحق المبين !؟ ، وهل انقطعت سبل التواصل والحوار وبقيى فقط التعامل بالقرارات الوزارية المفاجئة ؟؟!.
انعقدت الجمعية العمومية لجمعية المحامين في 12 فبراير 2022 وبعد انتخاب مكتب المؤتمر ، تم رفض القرار ورفض ما جاء فيه ورفض تقارير الادارة المعينة مباشرة ورفض الرقابة الادارية والامنية ،ونعم للرقابة القضائية اللاحقة .
هذا قدر الجمعيات مع هذا القانون والذي يفتقر للابعاد الديمقراطية والتنموية بعيدا كل البعد عن مسلك المشرعين المعتبرين ، والذي زاد من الطين بله التعديلات اللاحقة عليه لمزيد من التضيق على منظمات المجتمع المدني وحجر عثر امام دورها الخلاق في التنمية والشراكة المجتمعية والمهنية والديمقراطية ، وفوق ذلك التطبيق الاكثر تعسفا له ،
لذلك من المفيد العودة الى ملابسات وظروف صدور هذا المرسوم بقانون، وموقف منظمات المجتمع المدني في حينها ، حيث كانت الجمعيات تعمل منذ 1959 في ظل قانون الترخيص للجمعيات والنوادي في البحرين لعام 1959 وكان قانون موجز وقيوده عامة وسهلة . وفي زخم تطور عمل الجمعيات المهنية والنسائية والاجتماعية في حقبة الثمانيات رغم مرسوم أمن الدولة ، وتزايد انشطتها ، وعلى حين غرة ومن غير تشاور او اعتبار !! صدر في 18 ديسمبر 1989 المرسوم بقانون رقم 21 لسنة 1989.
وقد كتبت مقالا بعد اسبوع من صدوره في جريدة الايام الحديثة الصدور ، انتقدت عدم أخذ رأي الجمعيات والتشاور معها بهذا الشأن ، كما بدأت الجمعيات تفوق من هول هذا المرسوم بقانون ، فبدأت تعد عدتها وتفند قيوده الكثيرة الصارمة ، حيث وضع القانون بروح وصيغة التأميم بأعادة التسجيل !!؟
في مساء الاثنين 21 مايو 1990 نظمت جمعية نهضة فتاة البحرين ملتقى حواري للجمعيات ، انتدى فيه المرحوم الاستاذ جميل الجشي مدير الشؤون الاجتماعية والمحامي عباس هلال وبحضور قيادات المجتمع المدني ، وخلاصة الملتقى ان الاستاذ جميل قال سوف نطبق القانون بمرونة واننا لم نصدر القانون ونحن بحاجة الى اعادة الثقة وباب التظلم مفتوح . بينما ركز عباس هلال على نقد طريقة الاصدار وقيود القانون ، وكان لجمعية المحامين برئاسة المحامي حسن رضي والمرحوم سمير رجب امين السر دورا مشهودا في تفنيد عيوب وقيود القانون ، وايضا لرئيسة جمعية النهضة الاستاذة نادية المسقطي والاستاذة منى الزيرة رئيسة اللجنة الثقافية الدور البارز في انجاح الملتقى.
انتهى المتلقى بقرار رفع عريضة الى صاحب السمو الامير طيب الله ثراه ، باعادة النظر في القانون وقيوده ، وبالفعل تم رفع العريضة لاحقا ، وكتب الصحفي عقيل سوار عمودا عرمرميا تحت عنوان ما خاب قط من خاطب سمو الامير والذي دارت حوله تعليقات عديدة وظريفة !! ( قط ) !.
في المهلة المقررة لاعادة التسجيل اعترضت وزارة العمل على تسجيل جمعية المحامين على خلفية لم تضمن نظامها الاساسي ما ورد في المادة 18 من القانون ( لا يجوز للجمعية الاشتغال بالسياسة ) فحدث اول الصدام ، حيث رأت الجمعية ان الجمعية العمومية سيدة قرارها وان المادة 18 رغم الاعتراض عليها من قبل الجمعيات هي نافذة على الجميع .
تظلمت الجمعية برئاسة حسن رضي ضد قرار الوزارة طبقا للمادة 12 من القانون ، امام ذلك المحكمة الكبرى المدنية الثانية برئاسة القاضي المرحوم احمد وهدان ، والوزارة والجميع يعرف ان المستشار المرحوم احمد وهدان ضمير مرتعش ، واذا ما وجد تعسف في قرار الوزارة او شبهة تعسف يعصف به عصفا ويجعله كعصفا مأكولا ! ،ومع اصرار الجمعية رضخت الوزارة وتم الصلح هذه هي البداية مع المادة 18 وليست النهاية.
تكرر الصدام مع المادة 18 نعم تكرر عند ما اصدر وزير العمل والشؤون الاجتماعية عبد النبي الشعلة قراره الوزاري في يوم الاربعاء 28 فبراير 1998 بحل مجلس ادارة جمعية المحامين برئاسة د.عباس هلال على خلفية تراكمية .. استقالة المحامي محمد السيد ، والذي ترأس الجمعية لاربعة شهور منذ 11 يناير 1996 ، وفي يوم الاربعاء 16 رمضان 14 يناير 1998 اقامت الجمعية ندوة ضمن ليالي رمضان الثقافية المعتادة عن مجلس التعاون انتدى فيها الاستاذ الصحفي حافظ الشيخ والدكتورة منيرة فخرو استاذة علم الاجتماع على هامش انعقاد قمة مجلس التعاون في الامارات في ديسمير 1998 والتي حضرها الرئيس مانديلا ..وكوفي انان امين عام الامم المتحدة وعصمت عبد المجيد امين عام الجامعة العربية . بعد الندوة بيوم طوقت سيارات الشرطة مقر الجمعية بحدائق كانو ، لفترة وجيزة ، وبدأت الحملة الصحفية على الجمعية ، والاستدعاء المتكرر للرئيس عباس من قبل وزير الداخلية ، كنا اكثر اصرارا على سلامة موقفنا وان كل ما قيل وكتب في الصحافة عار عن الصحة وباطل .
