1972 – المجلس التأسيسي – والدستور 1973
1972 - اللجنة التأسيسية للعمال والمهن الحرة
كتب : عباس هلال *
سبق الكتابة عن تأسيس الاتحاد، وظروف تأسيس الاتحاد وعن المؤتمر التأسيسي 15-25 فبراير شباط 1972 وعلى ثلاث حلقات وفي هذا العام وبعد 51 عاما ، اكثر من نصف قرن ، كنا شباباً فأضاف عمر الاتحاد إلى عمرنا عمراً، وسوف نكتفي بهوامش على هامش التاسيس.
كانت اعوام 1971، 1972 ،1973 حبلى بالحراك الرسمي والاهلي لتشكيل وتأطير المؤسسات والنظم والمنظمات ففي عام 1972 – تشكل المجلس التأسيسي لتشريع الدستور بانتخاب 22 عضواً وتعيين 8 اعضاء – انجز دستور 1973 ، وفي 1972 حاولت الحركة العمالية وشكلت اللجنة التأسيسية للعمال واصحاب المهن الحرة – وفي 15 – 25 فبراير، شباط 1972 انعقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد الوطني لطلبة البحرين في دمشق وكل ذلك ضمن ومن رحم نضالات الحركة الوطنية في البحرين
نضالات سجلها التاريخ بأحرف من نور، مرج البحرين يلتقيان .. فيها اللؤلؤ والمرجان ..!! شباب شابات طلاب شبان في العشرينات من العمر، قادة روابط طلبه البحرين في الخارج .. متناثرين في العواصم العربية والاجنبية، جلسوا .. اجتمعوا .. اختلفوا .. تحاوروا .. نجحوا بأعلان الاتحاد الوطني لطلبة البحرين، اعلن ذلك مكتب الجلسة الختامية برئاسه خليل مطر وعلي حسين نائب له، شكلوا مؤسسة الاتحاد ونظمه .. رسموا اجراءات نقابية ديمقراطية في تحولات الروابط إلى فروع .
رغم تباعد وتبعثر قيادات الاتحاد، مقر الاتحاد المؤقت بيروت في مقر رابطة فرع بيروت شارع 35 مقابل كنيسة سيدة كنيسة سيدة النياح الروم الارثودكس. والرئيس وامين السر في الكويت احمد مطر وابراهيم بوجيري، ونواب الرئيس في القاهرة فيصل المحروس وعادل المؤيد ومعهم علي مكامل، وجاسم سيادي الأمين المالي في الكويت والنشر والاعلام في بيروت وتولى عبدالحميد مراد امانه السر بعد انتقاله للكويت، على اثر استقالة ابراهيم بوجيري 1973 ، ودخول عزيز الجميع المرحوم جواد العكري واستلامه النشر والاعلام ، اصلاح مغموس بالعرفان للدور الخلاّق الذي لعبته رابطة الشام واستضافتها للمؤتمر التأسيسي وقبل ذلك اللجنة التحضيرية وخبراتها النقابية المخضرمة .. شباب وشابات طلاب وطالبات نجحوا تألقوا فيما لم يكتب التوفيق !!! ؟ للتيار القومي اليساري الديمقراطي (وعد، المنبر، القومي) في التوحد ! بعد اضافة ثلاثين عاماً إلى اعمارهم وتواجدهم جنباً إلى جنب في البحرين .. مفارقة .. ربما .. وافهم يا فهيم!!!
- تأسيس الاتحاد عز وفخر وافتخار للحركة الطللابية البحرينية .. كوادر منذ عقود شكلت قيادات المجتمع المدني وكوادر اصبحت قيادات في المؤسسات الرسمية والخاصة ... مدرسة الاتحاد منارة البحار والبحرين وفي مقارنة سريعة مع الاتحاد الشقيق والداعم والاسبق الاتحاد الوطني لطلبة الكويت 1964، رغم زخم ودعم هذا الاتحاد لنا سوف نرسم خارطة الفروقات كالتالي:
1- الاتحاد الوطني لطلبه الكويت مقره في الكويت وقياداته في الكويت، ومقره مجهز بكل الامكانات والمكنات، اتحاد البحرين مقره مؤقت في بيروت عديم الامكانات وقياداته متناثرة.
2- الاتحاد الوطني لطلبة الكويت يتلقى منذ البداية وحتى الآن دعماً مالياً بموجب قانون وزارة العمل الشوؤن الاجتماعية مثل كافة منظمات وجمعيات المجتمع في الكويت، اما الاتحاد الوطني لطلبة البحرين فكان عديم الامكانيات المادية والقانونية، تميز العمل فيه بالتفاني والتضحيات.
3- اتحاد الكويت عمل في اجواء انفتاح سياسي وديمقراطي تميزت به دوله الكويت، بينما اتحاد البحرين بدء بانفتاح اقل وانتهى بعد حل المجلس الوطني في 26 اغسطس 1975 وما سبق ذلك من اعتقالات متتاليه متلاحقه .
طبعا هذه المقارنات والمفارقات لا تقلل من عطاء ونضال الاتحاد الوطني لطلبة الكويت وقياداته، فهو الشريك والشقيق والداعم لاتحاد البحرين. لكنها تكشف وتظهر متانه ونضال ورصانه الاتحاد الوطني لطلبة البحرين، اما الاتحادات الطلابية التابعة للاحزاب الحاكمة فهي وافرة في كل الامكانيات لكنها فاقدة للاستقلالية ومن الاتحادات الطلابية العربية والتي كان لها شأن كبير هو الاتحاد الوطني لطلبة المغرب لكن محاولة الانقلاب ومحاولة اسقاط طائرة الملك في 1971 من قبل الجنرال محمد اوفقير انعكست محنة كبرى على الحراك السياسي والطلابي المغربي وغرقت المغرب في المحاكمات السياسية حتى نهاية السبعينات .
اما اتحاد طلاب الجزائر فسيطرة جبهة التحرير الجزائرية الحاكمة كان جلياً وفاقعاً، من ناحيه اخرى اتحادات الدول الاشتراكية والتي شكلت العمود الفقري لاتحاد الطلاب العالمي فكانت في معمعه النضال ضد الامبريالية وامكانياتها عاليه لارتباطها ايضاً بالاحزاب الحاكمة (نحن في مكتب الشرق الاوسط لاتحاد الطلاب العالمي كنا نتلقى دعم السكن والسفر ومبلغ 45 ليرة شهرياً !! ).
والحديث عن اتحادات الطلبة يطول ومليء بالتفاصيل، اما العراق ( اتحادات العام " الحزب الشيوعي " والوطني " حزب البعث " ، ) في مطلع الستينات ، ومنذ 1968 كان الاتحاد الوطني لطلبة العراق برئاسة كريم الملا ، ومحمد دبدب عضو المكتب الطلابي في قيادة الحزب ، وصقر اللجنة التنفيذية للاتحاد ، وكانت له صولات وجولات لازال طلبة البحرين يذكرونه جيدا في تلك الفترة .
فيما كان وجود الاتحاد العام في الخارج ضمن الشبيبة العالمية ، ويبقى الاتحاد العام لطلبة فرنسا في مقدمه وتاج راس الاتحادات الطلابيه فهو الاتحاد الاقوى كيف فهو منذ 1968 شكلت التيارات الشبابية والغالبية للشابات زخم انتفاضة 1968 في فرنسا .. الانتفاضة الشبابية والتي اسقطت اعتى واقوى زعيم .. بطل التحرير الكرزما الرئاسية العالية الجنرال ديكول وابهرت العالم وتوالدت قيادات شبابيه مميزة، كان اتحاد طلاب فرنسا تخشاه الدول الشمولية ولا تتم دعوته تم توجيه الدعوة لهذا الاتحاد العتيد واجريت ترتيبات الترجمة مع كلية الآداب بجامعة دمشق د. بثينة شعبان (والتي اصبحت لاحقاً مترجمة للرئيس الاسد ثم وزيرة ومستشارة سياسية للرئيس بشار الاسد ) لكن المكتب الطلابي القومي ومع رئيس اتحاد سوريا والداعمين لمؤتمرنا وضع فيتو احمر على اتحاد فرنسا.
وعودة على بدء بشأنه حضور المهرجان العالمي العاشر 28/7/1973 – 5/5/1983 للشبية و الطلبة و الذي تم افتتاحه يوم السبت 28 يوليو في برلين ، حيث كأن للشبيبة للطلبة وهج مضيء في سماء العالم ، و في معمعة النضال المعادي للإمبريالية !! في ساحة الكسندر – الكسندر بلاتز – المتوردة الوجنتين يغمرها رشقات المطر ، بحضور أرش هينكر السكرتير الأول للحزب وياسر عرفات و تراتشكوفا أول رائدة فضاء في العالم ، و بحضور أكثر من 150 ألف من شباب العالم ، وحضور كبير للاتحاد الوطني لطلبة الكويت بوفد مكون من 35 بينهم الفنان يوسف المهنا ، وكانت فرصة ذهبية لتوثيق العلاقات بين الاتحادات الوطني لطلبة البحرين وبحضور رئيس الاتحاد احمد مطر وعضو المجلس الإداري عادل العسيري و جواد العكري مسئول النشر و الاعلام في الهيئة التنفيذية وفضيلة المحروس ومحمد الجميري . وإبراهيم الماجد وزهرة الحمدان تحت يافطة أخرى وبدعم كبير من اتحاد الكويت صاحب الخبرة في حضور هذا المهرجان ، ومتابعة عضوية الاتحاد في كافة مؤسسات اتحاد الطلاب العالمي تنفيذا لتوصية الاجتماع التحضيري الذي انعقد في صوفيا – بلغاريا في أبريل 1973 ، حيث تقدم بها عباس هلال عضو مجلس الشرق الأوسط لاتحاد الطلاب العالمي .
هذا اتحادنا الاتحاد الوطني لطلبة البحرين وهذه ذاكرتنا ومسيرتنا العامرة وسيظل 15 – 25 فبراير ، شباط محفوراً في القلوب وفي الصدور.
-------------------------------