DELMON POST LOGO

أبو طفول ومراد عبد الوهاب رفيقان من عمان يرثيان أبا سلمان عزيز الحسن

يقول مراد عبد الوهاب في رثاءه مستذكرا الماضي الجميل بالقول : ترجل الفارس الرفيق والاخ المناضل عزيز الحسن عن جواده وتركنا الى خالقه ، لقد كان هذا الرجل  وطنيا خالصا وقوميا ذو توجهات يسارية لذا فعند قيام جمعية وعد لم يتردد لحظة في الانخراط بكل أريحية وحب واخلاص في صفوفها ناشطا ومناضلا
استكمالا لنضاله وسط الحركة الطلابية البحرينية الطلابية العربية في بغداد. تعرفت على عزيز الحسن اواخر عام ١٩٦٦م حيث
جمع بيننا النضال وسط الحركة الطلابية البحرينية في بغداد كما كنا عضوين ناشطين في صفوف حركة القوميين العرب وسط طلبة البحرين في بغداد  واكملنا مع التيار اليساري في الحركة وشاركنا عضوية الجبهة الشعبية لتحريرالخليج العربي المحتل- بغداد  .
كان المرحوم عزيز نشطا وسط الحركة الطلابية وممثلتها رابطة طلبة البحرين في بغداد وقد خضنا والرفاق الآخرين   غمار الصراع النقابي  في الفترة التي تواجدنا فيها في بغداد  .
ولازلت اتذكر ان المرحوم عزيز الحسن وانا كنا دائما نمثل رابطة طلبة البحرين في الملمات والمهام الصعبة ولا زلت اتذكر عندما ذهبنا معا استجابة  لدعوة المكتب الطلابي  القومي التابع لحزب البعث ولم نكن على وفاق سياسي او نقابي مع المكتب ، طبعا كجزء من نشاطه وتوجهاته يستدعي المكتب ممثلي الروابط والاتحدات الطلابية في بغداد  الى مقره خاصة اولائك الذين ينتمون لتنظيمات اخرى غير البعث كفتح اوالحزب الشيوعي او الجبهة الشعبية في فلسطين او الجبهات الارتيرية لمناقشة بعض القضايا معهم طبعا هي ليس نقاشات ديمقراطية وانما شكل من أشكال جس النبض وغيرها من الأمور الاخرى.
قد قال المرحوم عزيز الحسن عن الموضوع  بعدما خرجنا من المكتب وركبنا الباص وابتعدنا قليلا  "زين اللي طلعنا بسلام" . وقد كان فعلا لقاء عاصفا.  
ومن هذه الحوادث الخشنة التي لازلت  اتذكرها اننا ذهبنا في احدى المرات كممثلين ايضا عن رابطة طلبة البحرين في بغداد للإستفسار عن الطالب عاطف التيتون الذي كان مسجونا في سجن دائرة الإقامة والتاشيرات قرب البتاوين والذي الى اليوم لم نعرف السبب الحقيقي من وراء سجنه وقد تضاربت الاقاويل وما اعرفه عن عاطف التيتون انه شاب  مسكين وفي حاله وعلى نياته ليس له ولا عليه شيء وبالاساس ليس له علاقة بالسياسة لا من بعيد ولا من قريب. عاطغ كان شابا ذكيا وجاء ليستكمل دراسته في بغداد .
على اية حال ذهبنا والمرحوم عزيز الحسن وقابلنا آمر المركز فدلنا عليه وكان في حالة يرثى لها  ثيابه وسخة وبدى لنا وكانه لم يستحم مدة سنه  وعندنا رآني اخذ في البكاء مستنجدا   وقال "مراد طلعوني من هنا" وكان في حالة انهيار شديد بسبب السجن ظلما دون ان يرتكب  شيئا.عاطف التيتون  انا اعرفه منذ الصبا وكنا في المدرسة الشرقية معا.
المهم تم تخليص المعاملات الورقية وتم ترحيله  الى البحرين على نفقة الرابطة.
شخصيا اعتبر المرحوم عزيز الحسن رجل المهمات التي يمكنك الاعتماد عليه لذا عندما تبرز  مهمة للرابطة كنت اقول له  " ها عزيز مستعد يقول يالله رحنا ".
في الفترات الأخيرة اشتد الصراع في رابطة طلبة البحرين في بغداد  وكانت الاطراف تبحث عن الثغرات ضد  الهيئة الادارية للرابطة وتقتنص الفرص للنقد  وفي مجرى هذا الصراع كان المرحوم يدافع عن الهيئة الإدارية وعندما يوجه له النقد اتصدى للرد عنه بدلا عنه حتى ان في احدى المرات انزعج  المرحوم عبدالله كمال وقال دعه يرد بنفسه  فقلت له نحن إدارة واحدة للرابطة لذا يمكن لأي شخص منا ان يرد على أسئلتك.
رحمهما الله كلاهما .
وعندما زار مسقط حرص ان يراني بعد خروجي من السجن فاستقبلته في بيتنا المتواضع في مطرح  وهو في الاصل بيت جدتي العتيق حيث انتي في تلك الفترة لم أمتلك بيتا ولم تكن لدي القدرة المالية لشراء بيت حتى ان جلستنا كانت أرضية وعلى الدواشق والمساند وقد اتى به الى البيت صديقتا المشترك الاخ محمد بن عبد الرحمن الفارسي.
وهكذا كنا نلتقي بين الفينة والأخرى في البحرين  وعمان عندما ياتي.
ومن محاسن الصدف ان ابنتي تعرفت على ابنته وكانت تزورها كلما سنحت لها الفرصة لزيارة البحرين لزيارة خالاتها.واخر مرتين  شاهدته كان في مقر وعد ومجلس احمد الشملان.
وفي زيارتي الاخيرة للبحرين سمعت انه مريض وفي البيت لذا كلمت الاخ شوقي العلوي او عبد الرحمن السندي كي نزوره فقيل ان حالته صعبة ولا يستطيع استقبال الزوار فكلمته تلفونيا وقال لي ان مرضه شديد  فتمنيت له طولة العمر والشفاء وكان هذا الكلام  قبل اكثر من سنة تقريبا .
رحم الله رفيقنا وصديقنا  المناضل عزيز الحسن ابا سلمان وتغمد روحه الجنة مع الصادقين والابرار والصديقين
من جانبه رثا مهدي أحمد ( أبو طفول ) من عمان عزيز الحسن وهو رفيقه في الكثير من المحطا أهمها بغداد بالقول : قرأت للأخ الغالي مراد نعيا صادما للأخ والرفيق العزيز ابا سلمان  عزيز الحسن.
وعلى الرغم اننا لم نكن نتواصل غير اننا نحتفظ بمساحة أثيرة من الذكريات إبان مرحلة العلمية المبكرة بجامعة بغداد والنشاط الطلابي المشترك لرابطة طلاب عمان. يومها بلغنا أن أحد الطلبة العراقيين من عائلة الجنابي كان يعتزم إصطحاب والدته برا إلى بلغاريا لتلقي العلاج وليلة خبرته كان بود لو أن أحدا يصحبه ويعينه في السياقة وفي تحمل التكلفة. ولأني لم أكن أتقن القيادة فقد كان العزيز الراحل هو الساعد الأيمن.. وامضينا فترة تزيد على الاسبوعين في رحلة متعبة سادها غياب الانسجام والاختلاف حول كل شئ انتهت بتعرض الجنابي للإحتيال وسرقة ما كان مخصصا للعلاج وكذلك المركبة بدعوى إصلاحها ..ولولا مساعدة احد العراقيين النشامى الذي كان يتقن اللغة ودوره بإبلاغ مخافر الشرطة التي اتضح أن المحتال كان يعتزم التوجه بمغانمه ليوغسلافيا آنذاك.
والذي ضبط من قبل الشرطة وجاءوا به مخفورا واعادوا قسطا كبيرا من المبلغ وكذلك المركبة..مما اضطررنا أن نقفل عائدين مع انقطاع جسور التواصل مع الجنابي.. اختلفنا تركيا وفي الطريق إلى حلب الشهباء ساد جدال بيننا عن النظام بسوريا وعن الرئيس حافظ الأسد انتهى بارتفاع الاصوات قررنا حينها أن نخلي مسؤوليتنا حينها ومفرق على مشارف حلب..واستكمال الرحلة بمعرفتنا دون منغصات..
وحين انتهينا من  الدراسة..تقطعت بنا السبل لكن حشد التذكارات الجميلة منذ تلك الرحلة.آخر مرة التقيت بالعزيز الراحل عزيز..كان بالبحرين بعد المشاركة لتأبين الراحل عبد الرحمن النعيمي. وكان في ذلك اللقاء دافئا بشوشا مستبشرا ولم يجر التطرق إلى الحال الصحية.
تغمد الله الراحل العزيز يغامر عطفة وعظيم مغفرته واسكنه فسيح جناته. وانا لله وانا اليه راجعون.