DELMON POST LOGO

نقيب النقباء المرحوم حميد علي صنقور 19 ابريل 1993

كتب – د.عباس هلال

في صباح يوم الاثنين 19 ابريل 1993 الساعة العاشرة ونحن على باب المحكمة الكبرى المدنية الاولى ، كان الشرطي عبد القادر ينادي على المحامين .. حميد صنقور .. حميد صنقور .. رن هاتفي النقال نوكيا ( حيث مضى اكثر من عام على خدمة الموبايل ) فقلت لضياء السكرتير ماذا عندك ؟ قال عظم الله اجركم  ابو رياض عطاكم عمره ، حيث كانت مكاتبنا معا في بناية النور – شارع الحكومة ، المت به النوبة القلبية على باب بيته في الثامنة صباحا قبل ركوبه السيارة وتم نقله لعيادة الدكتور عبد الله كمال لكن القدر لم يمهله، انتشر الخبر كالنار في الهشيم في وزارة العدل والاوساط الاجتماعية .. وحالة ذهول من المحامين .. رحم الله ابا رياض فقد كان المحامي الابرز والاشهر  من الجيل الانتقالي جيل الخبرة والمران من المحامين راشد فليفل وو .. الخ ، تشرب الخطابة والعلم من والده ملا علي ، وكان في صغره صانعا ( متدرب مساعد ) لابيه ملا علي لكنه تمرد واختار طريق الحداثة والتعليم النظامي ، صقلته ايضا التجربة واصبح محاميا معروفا له علاقاته الرسمية والاهلية وايضا مع المستشاريه ساعده في ذلك المامه باللغة الانجليزية .

تعاصر معه جيل الخريجين  منذ منتصف الستينات مثل المحامي المرحوم خليفة البنعلي ولفترة وجيزة المحامي المرحوم ابراهيم حميدان والمحامي المرحوم محمد صالح الشيخ عبد الله .. الخ ونهاية الستينات المحامي عبد الغني حمزة القاروني والمحامي محمد سلمان .. الخ، ومع مطلع السبعينات بدأ تزايد المحامين المتخرجين .

ارتسمت شخصية المرحوم حميد صنقور القيادية عبر علاقاته المميزة بالمحامين ليكون رئيسا تاريخيا ، فقد ترأس الاعمال التحضيرية لتاسيس النقابة واصبح نقيبا للمحامين 1974، وترأس وفد النقابة للمؤتمر التأسيسي لاتحاد الحقوقيين العرب بغداد 11-14 يناير 1975 ومعه المحامي عوض اليماني والمحامي علي الايوبي المحامي خليل اديب والمحامي عباس هلال .

في تاسيس الجمعية نظرا لاعتراض الجهات الرسمية على  النقابة كان من المؤسسين للجمعية واصبح رئيسا لها حتى ابريل 1986 حيث تشكلت ادارة جديدة برئاسة المحامي حسن رضي علي الايوبي نائبا للرئيس المرحوم سمير رجب امينا للسر ، وعباس هلال للثقافية وعلي العريض اللجنة الاجتماعية وحميد رستمي امينا ماليا بالتزكية ( ما عدا 1982 عندما اصبح المرحوم الشيخ عيسى بن محمد ال خليفة رئيسا وكان نائبا للرئيس ) فهو النقيب التاريخي ونقيب النقباء .

خاض انتخابات المجلس الوطني ( البرلمان ) في 7 نوفمبر 1973 ولم يحالفه التوفيق لان موازين القوى لم تكن في صالحه ، وفي محاكمات المرسوم بقانون بشأن تدابير أمن الدولة نوفمبر 1975 – يونيو 1976 كان في مقدمة الحضور مع المعتقلين وفي رفض المرسوم وآثاره !! ( حضر معي ومعه المحامي خليل اديب ) .

كان ناشطا في مطلع التسعينات في المطالبه بالديمقراطية ومن الموقعين على العريضة النخبوية المطالبة بالديمقراطية والحقوق الدستورية 1992 ، كما وقع رسالة مشتركة مع المرحوم جاسم مراد والمرحوم الشيخ عبد الامير الجمري الى وزير الداخلية عام 1981 بشان ابراهيم سند المحكوم بعشر سنوات  1970-1980 ( والذي كان اطلق عليه الميجر سميث حاكم جده ) بعد انتهاء مدة الحكم وضرورة اطلاق سراحه .

كما كان له حضور مميز ولطيف في اللقاء الموسع في القصر الزاهر 1992 بحضور ومعيه سمو ولي العهد ( جلالة الملك ) وبحضور شخصيات اكاديمية وحقوقية ومجتمعية في مقدمتهم الدكتور حسن فخرو والدكتور محمد الانصاري والذي رسم مشروع خارطة الطريق مع المجتمع المدني بشأن متابعة بداية موضوع التحكيم في الادعاءات القطرية .

تم تكريمه في احتفالات جمعية المحامين بالعيد العاشر في نوفمبر 1986 بفندق دلمون كمؤسس ، وتكريمه في عيد الجمعية العشرين بجميعة المهندسين – نوفمبر 1997 كرئيس سابق ، وتم تكريمه في اليوبيل الفضي للجمعية 7 نوفمبر 2001 ، كمؤسس ونقيب سابق ، على هامش انعقاد المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب ، بفندق الريجنسي ،تحت رعاية المرحوم صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان ال خليفة رئيس الوزراء، كما تم تكريمه في العيد الاربعين للجمعية بفندق كروان بلازا كمؤسس ونقيب سابق ايضا في 21 ديسمبر 2017، كما تم تكريمه من قبل اتحاد الحقوقيين العرب باعتباره مؤسسا في العيد الاربعين للاتحاد 2016 ، وتكريمه في مناسبات اخرى مجتمعية .

علاقاته بمجموع المحامين راقية ومظلة شاملة وقامة شامخة للجميع طيب القلب ،كان الحاضر الابرز في لقاءات ليلة الخميس بالجمعية طيلة الثمانينات ، وكان المتحدث شعرا ونثرا ، كريم في ضيافته المتكررة والمكرورة للمحامين في بيته الكائن في الماحوز.

طبعا هذه سردية سريعة جدا ، وهناك تفاصيل كثيرة عن حياته  في الخمسينات والستينات ، اصدرت ابنته هدى صنقور كتابا عن سيرته لم اطلع عليه حتى الان ،

رحم الله نقيب النقباء ابا رياض ، سيبقى خالدا في ذاكرة الوطن ، خالد في ذاكرة القضاء والمحاماة ووجدان الزملاء .. في وفادة رب كريم رحيم في اعالي جنان الخلد .. وفي اعلى عليين .. آمين يارب العالمين .

الرحمة والغفران والنور والضياء والرضوان على روحه الطاهرة .

اولاد المرحوم اثناء التكريم 2001 ، من اليمين هدى المرحومة سهام واقبال  
المحامي حميد صنقور في بداية حياته المهنية