بقلم : محمدالأحمدي
البعض يملئ الدنيا ضجيجا ليعلن انه موجود أو بالأصح يفرض وجوده على من حوله والبعض يزأر ويصرخ ليقول انا الصح والبعض لا يفوت فرصة إلا ليدلوا بدلوه ليقول أنا افهمكم ! ولكن هناك قله من النس هم كما النسمة الخفيفة التي تدغدغ حواسك، كما العطر الهادئ الذي ينعش لحظتك، هؤلاء قله ومنهم فقيدنا الدكتور عادل البري أتذكره بابتسامته الخفيفة التي تستشعرها تصل إلى أعماق اعماقك .
كلماته بسيطة ولكنها تلامس شغاف قلبك .شخصيا" لا أدعي معرفتي الكبيرة به ولا علاقتي القوية معه . معرفتي به سطحية جدا ولكنه من القلة اللذين تشعر بتوهجهم وهم يسلمون عليك وبصدقهم وهم يهدونك ابتسامه وحتما تشعر بحرارة سلامهم وهم يشبكون يدهم بيدك برفق . لست بحاجة لان تكون دائما معه لتحسبه رفيقا لك وصديقا عزيزا .. هو مقتصد في كلماته ولكنه كريم في مشاعره الطيبة .
اليوم وبمجرد اعلان خبر رحيله المفاجئ لمسنا انه وقع كالفاجعة على قلوب رفاقه ومحبيه ونستطيع ان نلمس ونشعر بانهم كثر ومن مختلف المشارب والمناطق والأعمار. بعضه زامله كطالب جامعة في البصرة والبعض زامله خلال عملة كدكتور بمختلف الاماكن والبعض زامله كرفيق سفر لديه شغف الاستكشاف والمعرفة والتجوال والبعض رافقه في جمعيات المجتمع المدني كالاتحاد الوطني لطلبة البحرين وجمعية وعد وجمعية الاطباء ومقاومة التطبيع والبعض يعرفه من خلال الآخرين اللذين يعرفونه ويقدرونه ويجلونه ولذا استمد المحبة والتقدير منهم .ولكن ما يجمعهم اليوم هو جسامة الفقد وحرقة الفراق .
فقيدنا د.عادل البري لترفرف روحك الطاهرة إلى حيث جنات النعيم ونعزي أنفسنا ونعزي كل عائلتك واقربائك واحبائك ومن يعزونك ... إنا لله وانا اليه راجعون ....
.png)
