قامت سابك بإدارة سعودية بحتة لتصبح اكبر شركة في العالم
الاهتمام بالإدارة البحرينية في شركة البا احد عناصر نجاحها خلال الفترة الماضية
القى رجل الاعمال زامل عبد العزيز جويسر، الإداري السابق بشركة المنيوم البحرين البا مساء امس محاضرة بعنوان "نبذة مختصرة لصناعات الألمنيوم في دول الخليج" شرح فيها كيف استطاع تحويل الشركة من الخسائر المتراكمة الى أرباح بل الى منجم ذهب معتمد على العمالة الوطنية... انها قصة نجاح.
وقال في محاضرته بانه عمل لمدة خمس سنوات في البحرين بعد تخرجه من أمريكا مهندس معادن، وراى بام عينه كيف الشركة تخسر حوالي 20 مليون دولار سنويا وهو مبلغ كبير في أواخر الستينيات من القرن الماضي حيث تاسست عام 1968.
يقول عن البداية، انتهى البناء عام 1971 بعد شراء مصنع المنيوم قديم وكان ينتج 120 الف طن سنويا، وعملت كمهندس لمدة اربع سنوات، وارى بام عيني ان الشركة تغوص في الخسائر وان يوم ما سوف يغلق المصنع، كان البحرين تمتلك 17 % من اسهم المصنع شركاء اخرين مثل غيتس للالمنيوم تملك 17 %، وبرتن انفسمنت (الألمانية) 3 %، بعد الخسائر (20 مليون دولار سنويا) هربوا المستثمرين واجبرت البحرين شراء اسهمهم لترتفع مساهمة البحرين الى 79.9 %، البحرين اشترت الشركة بسعر رخيص بسبب الخسائر.
يقول بأن احد أسباب الخسائر هو الإدارة غير كفء، حيث يتم تحويل الموظفين الانجليز المتقاعدين او المستغنى عنهم من بابكو الى الشركة برواتب كبيرة وعلاوات باهضة دون عمل حقيقي للشركة لان تخصصاتهم نفط لا المنيوم، ودون معرفة حقيقية ، حينها شعر بان الشركة سوف تغلق اضطررت الى الهروب بالاستقالة قبل حدوث الخسائر الكبرى.
في تلك الفترة تم انشاء شركة سابك السعودية عام 1976، ورئيس مجلس ادارتها المهندس عبد العزيز الزامل، وهي فرصة للعمل بها.
بدعوة من رئيس مجلس إدارة سابك عبد العزيز الزامل حضرت اجتماع مهم حضره وزير الصناعة غازي القصيبي وبحضور وزير الصناعة البحريني يوسف الشيراوي الذي لا يعرفني ولا يعرف اني عملت لمدة اربع سنوات في شركة البا قبل استقالتي .
كان الشيراوي متذمرا يقول الى وزير الصناعة السعودي غازي القصيبي بانه يواجه ضغوط من قبل شيوخ البحرين ( يقصد الحكومة ) لان الشركة تخسر 20 مليون دولار سنويا وهو مبلغ ضخم على ميزانية البحرين ، والخسائر متواصلة .
كان رد غازي القصيبي : كيف تريدنا ان نساعدكم ؟
وكان رد الشيراوي ، ساعدونا ماليا بدلا من انشاء مصنع المنيوم بالجبيل.
يضيف جويسر ، اني هنا تدخلت وقلت : هذا غير ممكن ، غير ممكن الغاء مشروع مصنع الجبيل للالمنيوم ، لانه قد تم توظيفي للعمل فيه وادارته ، وكيف اعمل معاكم بدون هذا المشروع .
فرد القصيبي الذي يحب البحرين بقول وبغضب ، عساك ما عملت معانا ، لابد من دعم البحرين . يقول وانا هنا التزمت الصمت .
هنا التفت الشيراي وسأل لماذا هذا الشخص ضد البحرين ؟
فقلت له لان المصنع مكبا للنفايات لموظفي بابكو الاجانب، أي واحد يريدون يتخلصون منه يرحلون الى شركة البا وكان تكلفة الطن 1450 دولارا للطن آنذاك وويباع في السوق 1200 دولار، أي خسارة 250 دولارا للطن الواحد، ولكن عندي لك شخص يحول هذا المصنع الى منجم ذهب، فقال هاته مه هو قلت له انا، قال على بركة الله لك الامر.
في نفس الاجتماع وافق صندوق الاستثمارات العامة السعودي بمنح المصنع 350 مليون ريال لدعم المصنع والبحرين وكنت امثل سابك عن الصندوق.
هنا اقدم الشكر الى حكومة المملكة السعودية التي ساعدت البحرين واتاحت لي الفرصة تحويل شركة البا الى منجم ذهب فعلا، كانوا فقد كانوا يساعدونني كثيرا في بداية الثمانيات.
شكلنا لجنة انقاذ يراسها الشيراوي وكنت نائبا له والرئيس التنفيذي توفتي عضوا فيها، وخلال سنتين فقط خفضت التكاليف الى النصف تقريبا من 1450 دولارا للطن الواحد الى 950 دولارا، اول عمل قمت به فصلت العمالة الإنجليزية القادمة من بابكو، وهم ذوو رواتب عالية جدا وخفضنا كلفة المورد الخام المستورد (عبر اقناع دبي بشراء جماعي للمصنعين) وكذلك الشحن البحري (انا رتبت مع شركة صدف السعودية بنقل منتجاتها من السعودية الى الخارج بسعر تفضيلي وبالتالي انخفضت أسعار الشحن الى النصف لان الباخرة تأتي مليئة بالامنيوا وتغادر مليئة بمنتجات السعودية "
كوست او صودا "من منطقة الجبيل الصناعية) وادخلنا الاتمتة ورفعنا الإنتاج من 120 الف طن بالسنة الى 200 الف طن دون أي استثمارات إضافية من المستثمرين في عام 1986، وتكلفة الطن الواحد 950 دولار ونبيعه بسعر 1400، صندوق الاستثمار العامة السعودية استفاد من هذه الأرباح وحول قرضه الى مساهمة في الشركة بنسبة 20 %... ودخل بسعر الحصة 40 مليون ريال، لما ارادت بيع هذه الحصة الى سابك كان سعرها 13 مليون دولار آنذاك أصبحت 500 مليون دولار بسبب نجاح المصنع.
في عام 1983، اسسنا شركة" بالكو "واصبح محمود صوفي مديرا عاما له، وعلمنا في الدرفلة، إدارة الشركة رفضت انشاء مصنع لأن التكلفة عالية، فعملت زيارات الى كل من الكويت والعراق وعمان وقطر والسعودية طبعا للمشاركة في المشروع (عدا الامارات التي رفضت الدخل بسبب لديها منصنع) واخذنا قرض 100 مليون دولار، وتم بناء المصنع (لم أعرف لغز بيع سعر الطن في البحرين اغلى من الخارج رغم انه انتاج البلاد).
كما تم ادخال تكنلوجيا متقدمة للمصنع ورفع الإنتاج الى 450 الف طن سنويا دون دفع الشركاء أي إضافات، وكان سعر الطن آنذاك 1700 دولار، واصبح سعر تكلفة الإنتاج بالمصنع هي الارخص في العالم عام 1995.
وأشاد جويسر بالوزير السابق يوسف الشيراوي الذي لديه لديه افق ورؤية بالقطاع الصناعي وخصوصا الالمنيوم الذي ساهم في نجاح المصنع وكان عوين حتى استقالتي من الشركة لاعمالي الخاص عام 2000.
احد المتدخلين قال، ان البحرين صناعيا مرتبطة صناعيا بالبحرين ليس في صناعة الالمنيوم بل جميع المصانع، لكن للأسف لا تنسيق بين وزارة الصناعة بين البحرين والسعودية، سواءا مشاكل شهادات المنشأ او الرسوم بما فيها البا، ودعا الى خلق التنسيق والتباحث من اجل صناعة وطنية خليجية.
وكان رده بانه من الضروري خلق تواصل مع الجانب السعودي والمدير والإداري السعودي مرن، فقط كانت لدينا مشكلة تنزيل الحمولة على جسر الملك فهد عند التصدر للسعودي، وعند مقابلة مدير الجمارك بالرياض وافق على التفتيش دون نزول الحمولة، هناك حلول يحتاج تحرك عليها، والنطقة الأخرى هي السعودة والاعتماد على المواطن في إدارة بلده، مثلا أنشأت سابك عام 1976 بقيادة سعودية، أصبحت خلال فترة بسيطة اكبر شركة في العالم، وهذا الفرق بين البحرين والسعودية، السعودية توظف مستشارين مؤقتين ولكن الإدارة العليا دائما سعودية.