DELMON POST LOGO

أهلوا التجار قبل الباحثين عن عمل

بقلم : محمد الانصاري

لقد تعودنا الحديث عن تأهيل الباحثين عن عمل و توجيه كل أشكال النقد لهم ، و درجنا على تحميل العمال مسئولية الاستعداد لسوق العمل ، و قمنا بثورة من أجل تطوير المناهج لكي يكون الخريجين أكثر ملائمة لاحتياجات سوق العمل ، لكن ماذا عن أصحاب العمل ؟ ، هل هم مؤهلون بالشكل الكافي والمناسب لنفس سوق العمل بصفتهم طرف آخر من أطراف الإنتاج ؟ ، هل التجار مدركين فعلاً التحديات العالمية التي تحيط بنا ؟ ، و هل أصحاب رؤس الاموال على قدر المسئولية الخطيرة المناطة بهم ؟.

على مر العقود السابقة قام الجميع بتحميل كل المسئولية في ظاهرة انحرافات سوق العمل على كتف الباحثين عن عمل ، لأنهم فعلياً الحلقة الأضعف ، في حين إن أصحاب العمل من جهة ، والحكومة بصفتها صاحب عمل وحكومة من جهة اخرى ، يتمتعون بحصانة كاملة من النقد و المحاسبة ، وكأن أصحاب العمل والحكومة منزهتين من الزلل ، وان الضعف كله من المواطن الذي يحتاج للتدريب والتأهيل والتأديب و التهذيب والنقد و في النهائية الجلد والتأديب.

ان القصور كالشمس في وضح النهار عند الذين تخلو عن مسئوليتهم في تبني و تطوير الكوادر الوطنية ، حيث اتخذ بعض اصحاب العمل هذا القرار بسبب الأجور المتدنية التي يقبل بها العامل الأجنبي الوافد نظراً لظروفه المعيشية الصعبة ، ليقوم التاجر بظلم العامل الوطني والأجنبي في آن واحد ، فيظلم المواطن بالتخلي عنه و حرمانه من حقه في العمل ، ويظلم العامل الوافد القادم من بلد فقيرة ببخس أجرة و المتاجرة فيه ، وهذا ان دل على شي لهو يؤكد إن صاحب العمل يحتاج للتأهيل كما يحتاج الآخرون لذلك.

إن معظم أصحاب العمل قد تخلوا عن دورهم الوطني تجاه الباحثين عن عمل من أبناء جلدتهم ، و أغلبهم لا يدرك الخطأ الاستراتيجي الذي يرتكبه ، فالإعتماد الكلي عل العمالة الوافدة أصبحت سمة غالبية أصحاب العمل في البحرين ، وقد وصل هذا السرطان حتى للوظائف والمهن التي يتساوى فيها اجر وتكلفة المواطن والوافد ، لأسباب متعددة منها الطاعة العمياء عند بعض الجنسيات ، ومنها عقدة الأجنبي عند بعض أصحاب العمل.

اما المبررات التي نسمعها من بعض المسئولين الرسميين حول حرية أصحاب العمل فحق يراد به باطل ، فترى ما شأن حرية أصحاب العمل في تأخر طيران الخليج في خطة بحرنة الطيارين ؟! ، وما علاقة تقاعس شركات التأمين والصرافة والبنوك في توظيف البحرينيين المؤهلين الذي يعد تكلفتهم أقل من الأجانب وتأهيلهم أكبر بحرية سوق العمل ؟! ، أليس سبب فرنجة الرؤساء التنفيذيين في العديد من الشركات والمؤسسات الكبيرة سوى قصور رؤية عند أصحاب العمل أنفسهم وحاجتهم للتأهيل والتدريب ، هم ومن سمح لهم بذلك ؟!

ختاماً:-

١- تدريب أصحاب العمل ليس عيب ، و الاعتراف بقصور و تحيز قراراتهم ليست شتيمة.

٢- أصحاب العمل ركن من أركان الإنتاج و هم صناع القرار في سوق العمل ، وتركهم دون إعدادهم بشكل مناسب خسارة كبير للوطن و المواطن.

.