DELMON POST LOGO

نأسف … لقد خلط النواب بين بيض الخعفق وفرخ الخعنفق

بقلم : محمد الانصاري

يتحدث بعض نواب الشعب المنتخبين وكأنه وزير أو مسئول في الحكومة ، فبعضهم يقوم بدل الحكومة بتقديم وعود بتوظيف العاطلين ، وبعضهم يعد بحل مشكلة الإسكان ، وآخرون يسربون أخبار و خطط وبرامج الحكومة و قرارات الدولة التي لم تعلن بعد ، والبعض يقدم الأعذار بالنيابة عن الجهات الرسمية ، وهذا إما يعني خلط وقصور في فهم مهام وصلاحيات النائب ، أو يعني تحول بعض النواب لموظفين في القطاع عام.

تراجع النواب الملموس عن دورهم أمر مرفوض ولا يخدم البلد ، وظن بعض النواب بانه سوف يكسب إحترام المسئولين عندما يكون خانعاً وخاضعاً أيضا تقييم ليس في محلة ، و تحول بعض النواب لمندوبي تخليص معاملات أو لموظفي علاقات عامة شيئ لا يقبله الشعب الذي انتخب ممثليه من أجل الدفاع عن حقوقه ومكتسباته ، و إننا وللأسف الشديد نرى أمامنا عدد لا يستهان به من النواب قد أصبحوا تكملة عدد او كما يقال بالعامية حلول جمعة لا يهش ولا ينش .

ان جلالة الملك حفظه الله عندما قرر خوض التجربة النيابية كان يتطلع لذلك الدور الرائد لأعضاء المجلس المنتخب على غرار الديمقراطيات العريقة في العالم ، تلك الديمقراطيات التي يقاتل فيها النائب من اجل الأصوات التي انتخبته ، كما ان القيادة  لا تضجر بأي مطلب شعبي و لا بأي موقف يتضمن محاربة للفساد واستغلال السلطة ، ولكن يضجرهم القصور والضعف الذي تفشى بالمجالس المنتخبة ، والذي بدى يلاحظ مؤخراً في قبول النواب ان يصبحوا هامشين و بسقف أقل بكثير مما يتطلع له ويطالب به الشعب.

اين وعود أصحاب السعادة النواب حول الملفات المعيشية مثل الإسكان و البطالة ؟ ، ألم يعد النواب الجماهير في فترة الانتخابات بإعادة العمل بزيادة المتقاعدين و رفع أجور العاملين في القطاعين العام والخاص ؟ ، ألم يعد النواب بمساعدة ذوي الدخل المحدود ؟ ، أين الدور المرتقب من النواب في محاربة الفساد و الاستغلال والمحسوبية ؟ ، كيف يقوم مجلس النواب بإعلان مواقف سياسية ليست واقعية ولا دقيقة حول العلاقات الخارجية للبلد ؟ لقد تسبب الإعلان غير الدقيق حول سحب السفراء المتبادل بين البحرين و اسرائيل لبساً لدى الشارع ذكرنا بمسرحية سوق المناخ عندما تلخبط الوزير - النواب - بين شركة بيت الخعفق وشركة فرخ الخعنفق.  

إذا إستمر النواب في نفس النهج الذي هم عليه ، سوف يتسبب ذلك في انتكاسة كبيرة في قناعات الناس حول جدوى الإعتماد على العمل السياسي الديموقراطي لتحقيق تطلعاتهم و أحلامهم ، والمشكلة الكبرى تبدأ عندما تفقد الأمة إيمانها بالحوار و التمثيل الشعبي ولا تجد لها وسيلة أخرى من أجل تحسين ظروفها سوى الذراع والقوة ، لان ذلك لا محالة سوف يقود المجتمع بأكمله لتوجهات صعبة لا يرغب فيها أحد وسوف يدفع ثمنها الغني قبل الفقير .

ختاماً ؛-

١- ضرورة توقف النواب عن الخلط بين دورهم ودور  الحكومة ، وضرورة فهم أهمية الفصل بين السلطات ، ومثال على ذلك تصريحات النواب حول قطع العلاقات مع اسرائيل الذي تم تكذيبة والتي هي حصراً من إختصاص وزارة الخارجية ، حيث تسبب هذا البيان في جرح مصداقية من كتبها.

٢- ضرورة التفات النواب لمطالب وتطلعات الشعب المعيشية التي وعدوا بها الجماهير في فترة الانتخابات اذا ارادوا أن ينتخبهم الناس مرة أخرى.