DELMON POST LOGO

إعدام تجار المخدرات جزء من الحل

بقلم : محمد الانصاري

يقوم تجار المخدرات في الفترة الأخيرة باستخدام التكنولوجيا لحماية وتطوير تجارتهم ، حيث أصبحوا متواجدين وبقوة في وسائل التواصل الاجتماعية، وصاروا يبيعون موادهم المحرمة عبر الإنترنت، ويستلمون اموالهم عبر عمليات تحويل رقميه معقدة ، وثم يرسلون لوكيشن لمكان المواد المخدرة للمشترين المحليين.

لقد تغيرت وسائل ترويج وبيع المخدرات في السنوات الأخيرة، و شمل هذا التغيير قفزة نوعية في سبل المراوغة والتهرب من أجهزة مكافحة المخدرات في الدول ، حيث صار من الصعب تحديد هوية البائع بسبب انتهاء التواصل المباشر بين تجار المخدرات والمدمنين ، وصارت المعاملات تتم كلها عبر التحويل الإلكترونية اما من خلال مبالغ بسيطة تضيع بين ملايين التحويلات اليومية للكميات الصغيرة، او عبر عمليات تحويل رقمية لا يمكن تتبعها بسهولة للصفقات الكبيرة والمهمة.

كما بدء مؤخرا رواج المخدرات الرقمية، وهذه المخدرات ليست مواد كيميائية او طبيعية تذهب بالعقل ويمكن معرفتها ورصدها من قبّل أجهزة الجمارك او عن طريق الخبراء، بل هي وصلات وملفات إلكترونيه يتم الاستماع لها من خلال سماعات الأذن، و بسبب تخالف الذبذبات بين السماعتين بشكل معين يظهر اثر على دماغ المتلقي لها تشبه أثرٍ الموثرات الدماغية، وهي بالنتيجة اكثر خطورة من المخدرات الطبيعية و الادمان عليها خطير لأبعد الحدود.

ان مادة الشبو و الكثير من المواد الكيميائية الجديدة ومنها مستخلصات الحشيش والكوكائين أصبحت منتشرة بين أوساط المجتمع المخملي ، حيث انها صارت عند البعض شكل من أشكال الوجاهة، كما صار بعض الشباب بسبب النقص في الوعي يظن انها محفز جنسي يعطي من يستخدمه القدرة على إبهار شريكة ، ويتوهم آخرون بانها مواد تحسن من المزاج العام وتعطي القوة البدنية اللازمة لإكمال المهام والعمل الشاق.

اننا امام تحدي كبير لا تستطيع الحكومة لوحدها مواجهته ، فدور الاسرة والمجتمع مهم بشكل متزايد، كما ان دور مؤسسات المجتمع المدني ورجال الدين والمثقفين أساسي في تحقيق نتائج ايجابية لمواجهة هذا التحدي الكبير الذي يشكل خطرا على حاضر ومستقبل البلد ، و وعيّ الاسرة وجدية متابعة الأبنآء وسيلة اساسية لتجنيب أبناءنا خطر المخدرات.

ولقد كان لتجميد إعدام كبار تجار المخدرات والتي كان بعضها لأسباب إما إنسانية أو نتيجة للضغوط الخارجية أثر سلبي في تشجيع موردي المخدرات في أخذ المجازفة لتحقيق المكاسب، لذلك يجب عدم الالتفات لدعوات بعض الجهات الخارجية لوقف إعدام تجار المخدرات الكبار ، ويجب تنفيذ عقوبة من يعثون في الارض فساداً على كل شخص يجلب كمية من المخدرات عبر اي منفذ من منافذ الدولة وبشكل سريع و دون تاخير.

ختاماً

١- ندعوا الى تنفيذ حكم الإعدام بشكل سريع في كبار تجار المخدرات ، وعدم تأخير تنفيذ العقوبات بحقهم من باب الرأفة والرحمة فهم لا يستحقونها، كما انها فهمت خطاءً من قبل البعض على انها تساهل معهم.

٢- ندعوا لسن التشريعات الضرورية لتنفيذ حكم القرآن في من يعثون في الأرض فساداً في كل من يجلب المخدرات من اي منفذ من منافذ المملكة.

٣- ندعوا الاسر و المجتمع ان يكون لها دور في محاربة هذه الآفة الخطيرة.

٤- نشجع الجميع على الإبلاغ ودون خوف عن أي تاجر مخدرات.

٥- نشجع ودون تردد اي مدمن على الأستفادة من المشاريع الرسمية التي تساعد المدمنين على العلاج ، فهي سرية و آمنة و محل دعم لوزارة الداخلية، كما انها تحمي من دخلها من خطورة المطاردة إذا بدأ العلاج بشكل حقيقي.