DELMON POST LOGO

لماذا يجب ان نكرس احترام وتقدير جيشنا الوطني في قلوب وعقول المواطنين

بقلم : محمد الانصاري

عندما اصبح الحرب واقعاً في اوكرانيا تحمل اولاً افراد الجيش المسئولية الأكبر في الدفاع عنها ، حيث قام أفراد الجيش بتقديم التضحيات الجسام دفاعاً عن سلامة وأمن بلدهم وشعبهم  ، وقد حمل افراد الجيش الاوكراني أرواحهم على أكفهم وذهبوا ليواجهوا ثاني أقوى وأكبر قوة في العالم ، رغم انقسامهم السياسي العميق ، هذا كان حال الجيش المصري في عام ٥٦ و في عام ٦٧ و في عام ٧٣ الذي ضحى بعشرات آلاف الشهداء من اجل مصر و الامة العربية ، وأقول مصر كلها من مسلميها ومسيحييها ، و اغنيائها وفقرائها ، و مؤيدي نظامها السياسي آن ذاك او معارضيها ، فإن الجيوش تضحي من دون مقابل لتدافع عن استقلال البلدان وسلامة اراضيها وحرية شعبها و مرجعها في ذلك و عقيدتها مبني على الدستور والاعراف والمبادئ الانسانية.

الجيش في البحرين لا يختلف عن الجيوش الاخرى ، فافراد الجيش وقيادتها مستعده للدفاع عن البلد و الشعب في اي وقت و تحت اي ظرف ، وبالفعل فقد قام الجيش البحريني بمهام كبيرة وحيوية وقدم الشهداء عندما واجه البحرين مخاطر امتداد غزو الكويت عام ١٩٩٠ ميلادية ، حيث شارك الجيش البحريني وببسالة في عمليات تحرير الكويت ، وقدم الشهداء في هذا السبيل ، دفاعاً عن الكويت والبحرين و المنطقة كلها.

كما قام الجيش البحريني بتنفيذ عمليات كبيرة و حيوية ضد الملشيات الارهابية التي سيطرة على مناطق شاسعة في العراق وسوريا ، وذلك ضمن التحالف الدولي ضد الارهاب ، حيث كانت هذه العمليات خطوة استباقية لضرب العدو قبل أن تمتد يده وتصل الى حدود بلادنا ، في خطوة تبين الوعي والاستعداد العسكري العالي لدى قيادات وافراد قوة دفاع البحرين الباسلة ، وعلى رأسهم القائد الأعلى لقوة دفاع البحرين جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه.

ان الاحترام والتقدير للجيش كبير جداً في البحرين ، لكن هذا الاحترام في تصوري يجب ان يتسع ويكون اكثر عمقاً ، من خلال مواد دراسية و برامج اعلامية توضح للمجتمع دور ومهام الجيش ، وحجم التضحيات الذي تقدمه الان و في اوقات الخطر ، بالإضافة الى تعريف الناس بالقيم و المبادىء و الاخلاقيات التي تقوم عليه الجيش ، وقدراتها وإمكانياتها ليعرف الجميع ما وصلت قوة دفاع البحرين من مستوى وجهوزية قتالية من أجل الدفاع عن البحرين في حال وجود اي خطر يهدد امن البلد او سلامة الناس.

ان استقلال الاراضي ، و سلامة وامن ومصالح البلد والمواطنين والمقيمين ، وعروبة البحرين ، و دينها الاسلامي الحنيف ، و علاقتها الاخوية مع باقي دول مجلس التعاون ، و حكم ال خليفة الكرام هي خطوط حمراء استمدت من العقيدة الدينية السماوية ثم من ميثاق العمل الوطني الذي جري استفتاء شعبي عليه في 14 فبراير 2001 ، حيث أظهر موافقة أغلبية البحرينيين عليه بنسبة 98.4%، و هذه الخطوط الحمراء هي عقيدة الدفاع عند الجيش البحريني الباسل في وجه كل من تسول له نفسه العبث بها ، و هي محل إجماع الجميع بما فيهم المعارضة ، لذلك لابد ان نكَّرس احترام و تقدير الجيش في قلوب وضمائر المجتمع البحريني كله ، وذلك احترام وتقديراً للاهداف النبيلة التي تقوم عليه قوة دفاع البحرين ، والتضحيات الجسام التي قامت به حتى اليوم ، والمخاطر المحتملة التي قد تتعرض له في المستقبل مع استعداد كل فرد في الجيش للشهادة في سبيل الدفاع عن تلك الأهداف التي سبق ذكرها.

ختاماً نشكر القيادة العامة لقوة دفاع البحرين وعلى رأسهم معالي القائد العام المشير خليفة بن احمد ال خليفة على قيامها بالبدء في (المرحلة الأولى) من فتح باب التطوع للمدنيين للالتحاق بالقوة الاحتياطية ، حيث يحقق ذلك تطلعات الشعب في المشاركة الفعلية في الدفاع عن البحرين ان استدعت الحاجة الى ذلك لا سمح الله.