DELMON POST LOGO

أين أيامك يا طارق المؤيد ؟!!

بقلم : محمد الانصاري

يمر علينا العيد ونحن نشاهد بغبطة أخبار وإعلانات جيراننا للفعاليات السياحية والثقافية والفنية وهي تملىء الصحف و الفضائيات و مواقع التواصل الاجتماعي ، ماعدا البحرين باقية على الوضع الصامت ، حيث يتفق الجميع على غياب البرامج المنتظمة و المخطط لها جيداً للمناسبات الدينية و الموسمية ، فهاهو عيد الاضحى وقبله عيد الفطر ، و شهر رمضان المبارك ،و موسم الربيع والصيف وغيرها ولم يتم الإعلان عن حزمة البرامج الترفيهيه والسياحية والثقافية والفنية التي تنتظرها العائلة البحرينية و زوار البحرين ، ما عدا بعض الفعاليات المبعثرة التي تكاد أن لاتذكر.

أين المسرحيات التي كانت الأسر  الخليجية تأتي للبحرين لحضورها ، حينها كانت البحرين في الثمانينات والتسعينات وحتى بداية الالفية الجديدة مركزًا للأعمال المسرحية البحرينية والخليجية ، كما كانت الأعمال المسرحية في كل عيد لا تنسى الأطفال بأعمالها الباقية حتى الآن في ذاكرة جيل السبعينات حتى جيل التسعينات ، أمّٰا الآن فلا توجد برامج ترفيهه ولا فعاليات فنية ، ولا أعمال تلفزيونية ولا معارض و لا تخفيضات تجارية منسقة ومعلن عنها ولا فعاليات ثقافية ، ولا ولا ولا ولا ، فكيف يأتي السياح ؟ ولماذا ؟

أصبح لدينا جهات عديدة من المفترض أن تكون مهتمة بهذه الامور ، الا ان الناتج صفر تقريباً ، وزارة الإعلام ،هيئة الثقافة ، هيئة السياحة والمعارض ، المجلس الوطني للفنون ،و أخيراً وزارة السياحة ، كل هذه المؤسسات لا تنتج ربع ما كان ينتجه طارق المؤيد رحمة الله بأقل من عُشر الموازنات المخصصة لهذه الجهات حالياً ، وعدد أقل بكثير من الموظفين.

تشتت الجهود وبعثرتها ، وكثرة الهيئات والمؤسسات والوزارات وتضارب أعمالها ، تغير وزراء الإعلام السريع و عدم اختصاصهم وعدم اختصاص المسئولين في هذه الهيئات والوزارات ، كلها أسباب أدت مجتمعة الى ضياع الجهود ، و تجميد المشاريع ، و تخالف الخطط ، والمتضرر البحرين وزوارها ، وزوايا الضرر عديدة لكني ارغب في الاشارة لثلاث منها :

١- أصيب المواطن بضرر كبير ، حيث انه اصبح مضطراً تحت ضغط الأطفال والأسرة للسفر خارج البحرين لقضاء عطلة العيد او إجازة الربيع والصيف ، ما يتسبب في أعباء مالية على الأسرة ، فضلاً عن صرف هذه الاموال خارج البلد بدل ان تصرف في الداخل.

٢- خسر القطاع الفندقي زبائنه و أعلن معظم ملاك وإدارات الفنادق ذلك مراراً في الصحف ووسائل الإعلام ، وبسبب ذلك خسرنا الاف الوظائف في القطاع السياحي والخدمي.

٣- قُتل الفن و المسرح و الإنتاج الفني البحريني بشكل بطيء ، وبسكين ثلم ، وهاجر معظم الفنانين البحرينيين لدول الجوار. وأعني هنا الهجرة الفنية ، حيث نقلوا مراكز أعمالهم خارج البحرين ،وصارت تلك الأعمال تنسب لقنوات أو دول أخرى ، والشركات الفنية و المنتجين و الفنانيين الباقين يعانون الكساد و الإفلاس المالي رغم كفاءتهم وتميز أعمالهم.

توصيات :-

اولاً: إعادة كل هذه الإدارات والوزارات والهيئات الى جهة واحدة مسئولة و لديها الصلاحيات الكاملة كما كانت في السابق في وزارة الإعلام.

ثانياً: رفع القيود الفنية و الإدارية عن الأعمال التلفزيونية والمسرحية والفنية والثقافية و غيرها من معارض و مهرجانات ، و اتاحت الفرصة للإبداع و الانتاج دون تدخلات سياسية.

ثالثاً : تسليم هذه الوزارة لشخص متخصص وقادر على اتخاذ القرار ، واتاحة الفرصة والوقت و المال ومساحة الحرية المنضبطة لاختيار فريق العمل وتنفيذ البرامج .