ماذا كشف بولتون عن خطط قلب انظمة الحكم ؟ .. و ما الذي يأمله الشعوب من زيارة الرئيس بايدن ؟
بقلم : محمد الانصاري
بداية أود ان أحمد الله عز وجل ( مرتين )على الانفراجة التي حصلت في التنقل ببطاقة الهوية بين دول الخليج العربية ، مرة لأنها سوف تخدم جميع بلدان الخليج حكومات وشعوب ، والثانية لأنها حصلت قبل وصول الرئيس الامريكي ، كي لا يحسب الفضل في الانفراجة إلا لأهله وهم قادة وشعوب المنطقة.
قبل أيام من زيارة الرئيس بايدن لمنطقة الشرق الاوسط ، أدلى مستشار الامن القومي الأسبق للولايات المتحدة الامريكية جون بولتون بتصريحات خطيرة و صادمة وغير معتادة في مقابلة له مع المذيع المشهور لدى شبكة (سي.إن.إن) جيك تابر بعد جلسة استماع في الكونجرس حول هجوم السادس من يناير عام ٢٠٢١ على مبنى الكونجرس ، وجميعنا يتذكر مشاهد الفوضى الجماهيرية التي بثت في تلك الأيام عبر قنوات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي ، عندما اقتحم عدد كبير من الناس ، وفي سابقة غير معتادة ، مبنى الكونغرس بعد فوز الرئيس بايدن على سلفه ترامب ، وقد استمر المشرعون حتى يوم الثلاثاء الموافق ١٧ يوليو ٢٠٢٢ في اتهام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالتحريض على العنف في محاولة أخيرة منه لاستمرار بقائه في السلطة بعد خسارته انتخابات ٢٠٢٠ الرئاسية.
وأثناء اللقاء لفت انتباه الكثير من المتابعين ما قاله بولتون خلال حديثه إلى مذيع شبكة (سي.إن.إن) جيك تابر، حيث أشار بولتون إلى أن ترامب لم يكن مؤهلاً بما يكفي لتنفيذ "انقلاب مدبر بعناية" ، كما وأضاف لاحقا "باعتباري شخصا ساهم في التخطيط لانقلاب- ليس هنا ولكن في أماكن أخرى- فإن ذلك يتطلب عملاً كثيراً ، وهذا ما لم يفعله (ترامب)".
عندها سأل مذيع السي ان ان بولتون عن محاولات الانقلاب التي اشار لها في حديثة ، حيث كان رد بولتون مقتضباً "لن أخوض في التفاصيل"، ثم استدرك قوله بالإشارة الى فنزويلا كمثال ، حيث ان بولتون سبق وان أيد علنا في عام ٢٠١٩ عندما كان مستشارا للأمن القومي الأميركي دعوة زعيم المعارضة الفنزويلية خوان جوايدو الجيش لدعم جهوده للإطاحة بالرئيس الاشتراكي مادورو ، بحجة أن إعادة انتخابه لم تكن شرعية. وبقي مادورو في نهاية المطاف في السلطة.
وقد زادت إنتقادات الخبراء ومنظمات حقوق الانسان للسياسة الخارجية الأمريكية، حيث درجت الأخيرة على التدخل في شؤون دول أخرى، بدءاً من دورها في الإطاحة برئيس الوزراء القومي الإيراني محمد مصدق عام ١٩٥٣ و حرب فيتنام ، والصومال ، وغزو العراق وافغانستان و إحتلال أجزاء من سوريا ، والتدخلات في مصر والبحرين وفنزويلا وكوبا ، ودعم حركات الفوضى و الانقلابيين في العديد من الدول .
هذه التصريحات لبولتون وهو من صقور الحزب الجمهوري ، لا تختلف ابداً عن مواقف لمسناها من الحزب الديمقراطي أيضاً ، تجلت في فترة ما يسمى بالربيع العربي ، ففي تلك الفترة وهي فترة حكم الرئيس باراك أوباما ، لمس الجميع حجم التدخل الامريكي في سوريا والعراق ومصر وليبيا والبحرين ، وقد كانت جميع التدخلات الأمريكية للأسف سلبية و كلها تصب في خانة زيادة الفوضى الخلاقة التي تحدثت عنها الإدارات الامريكية وأسهبت فيها كوندوليزا رايس ، وإذا جمعت تلك المواقف و رصَّت بشكل صحيح يمكن تعريفها دون شك على أنها مؤامرات تهدف لقب أنظمة تلك الدول.
تأخر الرئيس بايدن قليلاً في زيارة المنطقة ، وقد فاته أضاحي العيد ، لكن ملحوقة بيت الخير ما يخلو من الذبايح وفوح القهوة بالهيل ، ورغم ما يعكر صفو العلاقة ، فضلاً على ما آلمنا من مواقف ادارة بايدن الغريبة ، الا انه من شيمنا ان نرحب بالضيف ، وكل ضيف حسب مكانته ، وكشعوب وبعيداً عن مغاور السياسة ، اذا اراد رئيس الولايات المتحدة الامريكية معرفة ما الذي نرجوه من زيارته فاننا نتفق جميعاً على الاتي:
١- يتمنى الشعوب ان لا تتسبب هذه الزيارة في حرب او قطيعة او فتنة جديدة بين دول المنطقة ، كما كانت عادة الزيارات السابقة.
٢- نتمنى ان تساهم وتساعد الولايات المتحدة الأمريكية دول المنطقة في مجالات البحث العلمي ، وخصوصًا المتعلقة بالأمن الغذائي و المائي.
٣- نتمنى أن يدفع بايدن الفلسطيينين و الاسرائليين إلى قبول المبادرة العربية التي أساسها الاعتراف بالدولتين ، وان تكون القدس بحدودها الأصلية عاصمة فلسطين .