DELMON POST LOGO

البحرين ترفض الطائفية والطائفيين

بقلم : محمد الانصاري

أَحمد الله أن شعب البحرين لم يكن في يوم من الأيام طائفياً ، وإن كان في بعض الأوقات تأثر بهبات تحمل فايروسات طائفية من أمكان وبلدان أخرى، إلا أنه سرعان ما تموت تلك الفايروسات بسبب المناعة الطبيعية المكتسبة في عقول ونشأت الشعب البحريني الأصيل ، فالعقلاء وعموم الناس من الطائفتين يحترمون بعضهم البعض ، و المتعصبون في المجتمع البحريني وعلى مر الزمن أقلية منبوذة ، أما بعض الاختلافات الشكلية بين الطائفتين مثل إختلاف مواعيد الصلاة أو الإفطار في شهر رمضان الكريم ، فننظر لها على أنها إختلافات فقهية نحترمها ويحترمها الجميع.
إننا مدركون تماماً بأن مجريات التاريخ لن تتغير ، و أن كتب التاريخ لدى كل الأطراف شابها ما شابها ، وان تطابق الرأي يكاد أن يكون مستحيلاً ، إلا إذا شاء الله فأمره فوق كل شيء ، لكننا ندرك جيداً عدم جدوى نبش الماضي ، وعدم استعداد الناس لمثل هذه التجارب لما لها من عواقب وخيمة ، كما إننا لا نرغب في استنساخ بعضنا بل علينا أن نقبل و نحب الناس كما خلقهم الله سبحانه وتعالى ، ولو شاء لخلقهم أمةً واحدةً ، لكن قدَّر الله وما شاء فعل.
كنت في بدايات الثمانينات أدرس في مدرسة السلمانية الابتدائية الاعدادية للبنين ، و كان في ذلك الوقت يدرس فيها طلاب من منطقة النعيم وهم غالباً من الشيعة البحرينين العرب ، و طلاب منطقة أبو صرة و هم غالباً من الشيعة البحرينيين من أصول ايرانية ، و السلمانية و هم غالباً من السنة البحرينين من اصول بحرينية ، وخليجية ، وايضاً من أصول ايرانية ، و طلاب منطقة القفول و قد كان معظمهم من الطبقة المخملية الثرية نسبياً ، و طلاب منطقة الدفنة وكانوا في ذلك الوقت يعيشون في بيوت الصفيح ، بالإضافة الطلاب من سكان القلعة و معظمهم من البلوش و اليمنيين ، كل هذه الخلطة و التنوع ولم نكن نعرف المذاهب ولا الفوارق و لم يكن بيننا سوى الاخوة و المحبة الحقيقية ، وهي مستمرة حتى اليوم مع من نلتقيهم بين فترة وأخرى.
عملت حوالي ٢٠ سنة في أجهزة الدولة الرسمية ، وفي مواقع رفيعة ، وتعاملت مع رجال الدولة ، ولم المس فيهم سوى تلك الروح الطيبة المشتاقة للسلام و الطمئنينه والود بين أبناء البلد ، ولمست التسامح و الرغبة في التعايش مع الآخرين في تصرفات أعمدة الدولة ورموزها ، و هنا لا أريد أن أعطي صورة مغايرة للمسئولين عن الطبيعة الإنسانية، فحالهم كحالنا أنا وأنت ، نغضب و نفرح و نحزن و نتأثر …. الخ ، الا أننا يجب ان نلتزم في إظهار مشاعرنا و ردود افعالنا بالقيم التي تربينا عليها و بالقانون و دون تهور و لا تعصب ولا ظلم للآخرين.
اخواني الأعزاء
ليس هدفي في هذا المقال تلميع أية جهة ، كما ليس هدفي هو إخفاء بعض الظواهر السلبية هنا وهناك ، وانني اعلم جيداً وجود مسئولين و أفرادا من الطائفتين يمارسون سلوكاً غير سوي في هذا الجانب ، لكن هذه حالات فردية مرفوضة ومنبوذة من المجتمع والقانون وما تعارفنا علية في البحرين ، وبإمكاننا محاربتهم و إضعاف تأثيرهم في المجتمع عبر الاتي :
اولاً: يجب علينا الوقوف بحزم في وجه اي فرد يثير النعرات الطائفية باللمز او التصريح فلا نقبل إثارة مواضيع حساسة تمس بآل بيت رسول الله (ص) أو أزواجه امهات المومنين رضي الله عنهن ، او اصحابة رضي الله عنهم أو بعقائد اي طائفة أو دين بما فيها الأديان السماوية الأخرى.
ثانياً : يجب علينا محاربة أي شخص أو مسئول يمارس سلوك طائفي عبر الوسائل القانونية ، والقانونية فقط ، و لا تقبلوا اليأس و لا ترضوا بهضم حقكم ابداً فالقانون يحميكم ، كما لا تقبلوا بظلم الأخرين ، وجلالة الملك المعظم حفظه الله وسمو الامير سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله صمامي أمان ، وهم بعد الله عز وجل سيف العدل والعدالة.
ثالثاً : البداية بأنفسكم و ببيوتكم ومارسوا في حياتكم اليومية إحترام الاخرين و رفض ظلم الناس بسبب لونهم أو أصلهم أو دينهم أو مذهبهم أو لونهم ، وكونوا دعاةً للحق والعدالة والاحترام بأفعالكم حتى يترسخ و يعم المجتمع هذا السلوك ويستمر في الاجيال القادمة.