بقلم : محمد الانصاري
بسم الله الرحمن الرحيم
(7) فَلَا تُطِعِ ٱلۡمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّواْ لَوۡ تُدۡهِنُ فَيُدۡهِنُونَ (9) وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٖ مَّشَّآءِۭ بِنَمِيمٖ (11) مَّنَّاعٖ لِّلۡخَيۡرِ مُعۡتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلِّۭ بَعۡدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ (13) أَن كَانَ ذَا مَالٖ وَبَنِينَ (14)
صدق الله العظيم ( سورة القلم )
الشيطان ، الحسد ، الغيرة ، المنافسة ، العداوة وأسباب اخرى كثيرة تدفع الأشخاص وحتى المؤسسات والدول لاختلاق القصص الكاذبة و الأفلام الهوليودية ، حول أشخاص بعينهم أو مؤسسات منافسة لهم ، من المؤكد أنكم سمعتم عن شركات أو افراد صُنعت ضدهم الحبكات ، شخصياً أعرف بعض الحالات ، وأنتم أيضا من الممكن أن كنتم ضحية كذبة اختلقها مجهول ، او مصدر سري حاسد منتهي الصلاحية.
من أكثر ضحايا الكذابين هنَّ النساء اللآتي يقعن ضحية إشاعات كاذبة تمس بسمعتهن ، لذلك قرر الشرع ان رمي الغافلات المحصنات من الكبائر و السبع الموبقات ، فحتى أمهات المؤمنين نساء النبي (ص) لم يسلمن من الافتراء.
هناك ٦ فئات قد يواجهونكم في الحياة ، هم أكذب الناس و أكثرهم ضرراً بكم قبل الآخرين ، وهم الذين أنصحكم أن لا تصدقوهم ولا تصادقوهم ابداً حتى لو استطاعوا ان يحيلوا لكم التراب ذهباً ، وهم :-
١- لا تصدق كل شخص يسيء للآخرين من خلف ظهورهم ، فهو إما كذابٌ أشر ، يختلق القصص لتبيان أنه شخص واصل ولديه معلومات خاصة و ملم بالأحداث ويعرف ما لا يعرفه الأخرين، بدافع الشهرة ، أو قد يكون منافق وجبان يحفر لصديقة أو قريبة او زميلة في العمل بدون ذمة ولا ضمير ، بدوافع شخصية منها الحسد والغيرة ، ومنها النظر لما في يد الآخرين أو خوف من منافستهم، ،ومثل هؤلاء الأشخاص أحذرهم بل اطردهم من حياتك فهم بالتأكيد يحفرون لك و يتحدثون عنك بنفس الطريقة أمام الأخرين.
٢- لا تصدق وبشكل عام كل موقع أو حساب إلكتروني يقف خلفه شخص أو مجموعة مجهولة ، فيأتون هؤلاء احياناً بأسماء كبيرة من أجل إضفاء الشرعية على أنفسهم ، من خلال مس عواطف المجتمع ، مثل "فارس الامة " " ثوار المشرق " " مجاهدي البصرة " " جند الشام " " مصدر سري " و هذه مجرد أمثله من الخيال ولا أدري إن كانت هذه المواقع موجودة فعلاً أم لا ، لكنها فقط بقصد تقريب الصورة ، فهذه الحسابات لو كانت نواياها حسنة لأعلنت عن من يشرف عليها ومن يمولها.
وللأسف يقع البعض احياناً ضحايا للحسابات التي تخلط الحق بالباطل ، فتارةً تجدها تدافع عن المبادئ من أجل ايهام الناس بمصداقيتها ، و اخرى تهاجم الظلم ، لكن القصد وراء ذلك تدمير شخص نظيف لم يقبل بالظلم ، أو إخراج تاجر من المنافسة و احياناً تكون الأهداف أكبر ، فتصل لتدمير بلد بأسره.
كما أن هذا لا يعني انك تسلم بما يقوله الحسابات المعروفة أو الصحف أو القنوات التلفزيونية ، فهم ايضاً لديهم خططهم وأجندتهم ، ولكن قم بالتحقق قدر الامكان من أخبارهم قبل التسليم بها.
٣- لا تصدق حتى الموثوقين بالنسبة لك ، إذا قال لك أحدهم معلومات عن أفراد أو أمور خلاف ما أنت متيقن به ، فإذا مثلاً سمعت من مصدرك الموثوق أن فلان بخيل وأنت تعرفة منذ سنوات ولمست منه السخاء والكرم ، فأعلم إما مصدرك الموثوق لم يتحقق من معلوماته واستعجل بحسن نية ، أو من الممكن أن يكون قد غلبه الشيطان هذه المرّة ، كما يمكن ان يكون هذا المصدر الموثوق من الاصل كذاب لكن لم تكتشفه بعد ، لذلك لا تعطي أذنك أبدًا لأي مصدر يقول لك خلاف ما أنت تعرفه إلا بدليل دامغ وواضح وقابل لأن تتحقق منه.
٤- لا تصدق أي قصة تروى حول إنسان من عموم البشر خلاف الطبيعة ، وخلاف المنطق ، كأن يقول لك شخص انه يعرف انساناً يمشي على الماء ، أو شخص لا يأكل الا في الشهر مرة ، فالمعاجز للأنبياء فقط ، وإذا وجدت كرامات لعباد الله الصالحين فلا يجوز التسليم لها وتناقلها بين الناس الا بدليل ، بعد التيقن والتحقق منها ، وإلا أصبحنا أسرى للخرافات.
٥- لا تصدق الساسة أبداً ، فوعودهم تذهب مع الريح ، وكما تعلمون ف ٩٩٪ من الوعود الانتخابية غير قابلة للتنفيذ ، كما انه ٩٩،٩٪ من أحاديث الساسة حول ما سوف يفعلونه إذا وصل لسدة الحكم هراء في هراء ، فإياكم ثم إياكم ان تبنوا أحلامكم على وعود انتخابية ، استمدوا قوتكم من طموحكم و تطلعاتكم من ثقتك بالله عز وجل اولاً ثم من عملكم وجهدكم ثانياً ، ولا تركنوا لأي سياسي مهما علا او اقسم الأَيمان.
٦- لا تصدقن أيها النساء كلام الرجال الا اذا كانوا على استعداد حقيقي وبادروا بالفعل للارتباط بكن ، فقبل ذلك ما كلامهم إلا طعم ، فإذا دخلتن في الشبك إنتهى الأمر ، و أصبحتن بعد أن ينال منكن وطره نسياً منسيا ، مرة لا يجيب واخرى يتهرب ، وقد تصل عند البعض أن يعرضك ومن دون علمك في صفقة تبادل أسرى مع أحد أصدقائه.