DELMON POST LOGO

الداعيات للفشل

بقلم : محمد الانصاري

برزت في الآونة الاخيرة في مواقع التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص مجموعة من الفتيات الفاشلات في حياتهن الأسرية و الاجتماعية ،  يصطنعن الحكمة والجرأة وهنَّ خاويات الفكر ، ضيقات في الأفق ، يدَّعون بأنهن ناشطات نسويات يدافعن عن حقوق المرأة وحريتها ، و في الواقع معضمهن خرجن من علاقات فاشلة ، و بعضهن يطرحن أفكار و مبادرات دخيلة على المجتمع تحت مسميات متعددة.

هذه المجموعة الفاشلة التي نتحدث عنها برزت في العديد من الدول العربية ، وجميعهن ينشرن سمومهن في وسائل التواصل بشكل مبتذل ، يدعون فيه لطلاق النساء من أزواجهن لأبسط الأسباب ، و يهدفن من خلال نشراتهن للتفكك الأسري تحت مسمى حقوق المرأة ، وكرامة النساء ، وكأن كرامة النساء و مكانتهن ضائعة وهن ملائكة السلام والأمل الأخير .

ان الاخلاق الحميدة للمرأة الشرقية ، وقيم الأسرة المتحابة ، و الترابط العائلي و المجتمعي لن تتأثر ببعض التافهات و الضالات المضلات اللآتي لا يميزن بين الاحترام والتراحم في الأسرة و الهيمنة و السيطرة غير المبررة والمرفوضة التي تحصل من بعض الرجال.

مسلكهن غريب و دعواتهن مرفوضة ، يتعمدن الخلط بين مسألة الحجاب و الحشمة ، وحقوق المرأة و تعامل الزوجة مع زوجها ، والأغرب أنهن لم يتعرضوا قط لأي شي من قضايا الأمة والمجتمع سوى المشاجرات او الخلافات التي تحصل بين زوجين لأي سبب كان.

إحداهن تقول إنه ليس واجباً ان تنام المرأة في بيت زوجها ، وهي يمكنها ان تنام أينما شائت ، والأخرى تدعوا للمساكنة قبل الزواج ، والمساكنة تعني ان تعيش المرأة مع رجل غريب عنها قبل الزواج ، فإذا كان حسب مزاجها تتزوجه و اذا لم يكن حسب مزاجها تعود لبيتها ، وأخرى تقول اذا ما عجبك زوجك شوفي عليه صاحب مثل ما هو يصاحب عليك.

ختاماً

فلنكن واضحين جداً ، المرأة لها كرامتها و احترامها ، كما لها مساحة الحرية المعقولة و المنضبطة بالقيم ، و الأسرة لبنة المجتمع و هي قائمة على التواد والتراحم و التضحية والإيثار ، لا نريد دعوات غريبة تمس كيان الأسرة ، ولا نريد أفكار مستوردة تبث في وسائل غير منضبطة ، نعم كبيرة لحرية وتعليم و عمل و مكانة المرأة ، ولا كبيرة لتفكك الأسرة و هتك العلاقات المبنية على التراحم عبر التاريخ الإنساني ، ولا أكبر للمتفسخات و المتفلسفات التائهات الضائعات.