زيادة الأجور ومعاشات التقاعد شرط إقرار برنامج عمل الحكومة

‍

بقلم : محمد الانصاري

يخضع مجلس النواب بتشكيلته الجديدة خلال الأيام القادمة لاختبار صعب ومصيري ، سوف يكشف هذا الاختبار عن مدى مصداقية كل نائب ، كما سيبين مقدار التزام الفائزين في الانتخابات ببرنامجهم الانتخابي ، هذا الاختبار مرتبط بتمرير برنامج عمل الحكومة ، فإذا مر هذا البرنامج بدون إتفاق على زيادة في رواتب ومعاشات جميع الموظفين والمتقاعدين سوف يسقط هذا المجلس من عيون الناس في أول شهر عمل له ، ويكون نهاية شهر العسل بطلاق بينونه كبرى لا رجعة فيها بين الشعب والمجلس.

لا يهم الناس أحاديث وخطب تسجل في مضابط مجلس النواب ، ان ما يهم الجميع ان تقترن الأقوال بالأفعال ، وان ينتزع هذا المجلس مكاسب حقيقية لأبناء البلد تمكنهم من العيش الكريم ، و تقيهم الفقر و الحاجة والعوز ، ولا يمكن ذلك إلا بزيادة مناسبة في مداخيل الموظفين والمتقاعدين تغطي جزئياً الأثر السلبي الكبير الذي تعيشة الأسرة البحرينية بسبب التضخم وزيادة الاسعار في كل جانب.

وجه جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاة ان ينعكس التحسن في الأوضاع المالية على أجور وأحوال الناس ، وهذا التوجيه كان في مجلس النواب ، وهو يعكس التطلع والرغبة الملكية السامية ، كما قامت بقية دول مجلس التعاون الأخرى بتنفيذ خطط كبيرة جداً لمعالجة الغلاء في شكل زيادات مباشرة في الأجور ، فخلال الأسبوع الماضي فقط أعلن حاكم الشارقة عن خطط الإمارة ، و التي من أبرزها رفع أجور المواطنين الى أكثر من ١٧ الف درهم لمن يحملون شهادة دون الثانوية ، و ٢٥ الف درهم كحد ادنى للمواطنين الذي يحملون شهادة جامعية عند توظيفهم لأول مرة.

نعلم بانه سوف لن تكون مسألة تمرير زيادة مرتبات ومعاشات الموظفين والمتقاعدين سهلة امام النواب ، لكن لهذه الصعاب إختار الشعب نوابه ، والمواقف في هذه الدورة بالذات سوف تحفظ في ذاكرة الأمة، فهذه المرة من يقع في التصويت ضد مصالح الشعب سوف لن يتمكن من السير في الشارع مرفوع الرأس ابداً ، و سوف يواجه بعاصفة لن تهدأ من النقمة و الغضب من الناخبين ، وسيحمل معه إرث ثقيل يورثه لأبنائه وعائلته.

ختاما:

700 دينار هو الحد الأدنى الذي يمكن للعامل او المتقاعد ان يغطي مصاريفه بكرامة ، حيث يجب ان لا يقل دخل اي مواطن عن هذا المبلغ  ، أما عن الزيادة هذه السنة فيجب أن لا تقل عن 10 % لمن أجورهم أو معاشاتهم التقاعدية دون 1500 دينار ، و 7 % لمن أجورهم أو معاشاتهم أعلى من ذلك ، دون تقطيع ولا فذلكات كما هي العادة ، لان حتى اصحاب الأجور والمعاشات العالية نسبياً لديهم التزامات عالية ، كما أن مساهماتهم عند الاستقطاع كانت ايضاً عالية.

‍