DELMON POST LOGO

ماذا لو تم توجيه ضربة نووية تكتيكية لأوكرانيا أو لإيران ؟!

بقلم : محمد الانصاري
حدثان ليسا من الخيال و لا من تنبؤات " لوستردامس " و لا هما حلم يفسر حسب كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين ، بل هو واقع محتمل ، و إمكانية حدوثهما متزايدة ، ولكلا الحدثين تأثير لا يمكن تجاوزة بسهولة على شعوب ودول المنطقة ، وغير معروف مدى استعداد الدول بما فيهم بلدنا العزيز لمواجهة هاتين الكارثتين إن وقعتا :
اولاً : توجيه روسيا ضربة نووية تكتيكية لأوكرانيا للحد من تسارع وتيرة تدخل الناتو في الحرب ، الى جانب حسم أو على الأقل إعطاء زخم لهذا التباطؤ الكبير في الحملة الروسية التي طال أمدها.
ثانياً :توجيه ضربة مفاجئة اسرائيلية أمريكية إلى البنى التحتية النووية الايرانية ، وخصوصاً بعد تضائل بل إنعدام الأمل في إتمام إتفاق نووي متزن ومقبول من جميع الأطراف .
سوف يكون لوقوع أي من الكارثتين أثر كبير جداً في الأمن الغذائي العالمي على المدى القصير و المتوسط ، كما سوف يكون له أثر فوري على الأمن المائي للمنطقة في حالة ضرب البنية التحتية النووية الايرانية ، خصوصاً ان جميع دول الخليج تعتمد على تحلية مياه البحر لتوفير مياه الشرب و الري ، وهي بالتأكيد سوف تكون معرَّضة للإشعاعات بشكل مباشر.
من المؤكد أيضاً أن الحكومات في المنطقة قد استعدت بمستويات متفاوتة لتوفير الغذاء و الماء لمدد زمنية معينة في حالات الطوارىء ، لكن هل هذه المخزونات كافية لمواجهة كارثة نووية كبيرة وشيكة الحدوث ، من طبيعتها ان يكون لها آثار طويلة الأمد ، مثل التي قد تقع في الجارة إيران ، أو في احد المصادر المهمة للغذاء العالمي مثل اوكرانيا.
تدريب المختصين على مستوى العالم ، لم يكن كافياً لمواجهة الجوائح الصحية ، ولذلك شكلت كورونا مفاجأة و تسببت في البداية بكارثة صحية راح ضحيتها ملايين البشر ، ولكي لا نقع في نفس الخطأ لابد ان نقوم بتدريب كافي للكوادر الصحية و الامنية و المسئولين عن توفير الغذاء والماء والدواء في أوضاع الكوارث على التعامل مع حدث مفاجئ مثل ضربة نووية في بلد قريب.
شراء الأجهزة الطبية ، والأدوية العلاجية ، و تدريب المختصين و توفير الملاجىء و تجهيز مركز توجيه المجتمع في وقت الطوارئ أمر مهم ، كما أن ضمان توافر الطاقة الكهربائية ، و تدريب الإعلاميين وغيرهم من الكوادر المهمة في حال وقوع الهجوم امر ملح و ضروري ، لتحاشي الأثر الكارثي للمفاجاة كي لا نقع فيما وقع العالم فيه اثناء جائحة كورونا.
ختاماً
الاستعدادات الضرورية قد تشكل مجهود و مصروفات في حال عدم حدوث اي شيء ، لكن في حال وقوع الكارثة سوف تشكل خير وسيلة لحماية المواطنين والمقيمين.
إعداد السيناريوهات في أدراج لجان مواجهة الكوارث ليس كافياً ، لابد من تدريب الناس في أسرع وقت ، كما يتم تدريبهم على خطط الإخلاء من المباني والمجمعات أثناء الحريق.