DELMON POST LOGO

في الهملة وأدت المؤامرة

بقلم : محمد الانصاري
تكسر البحرين مرةً تلو أخرى  معاول الفرقة و زرع الفتنة ، وتؤكد أن الامة أكبر وأقوى من كيد الكائدين ، و من غدر إبليس وأعوانه المتربصين بالبلاد والعباد ، ليثبت أبناء هذا البلد الأصيلين من الطائفتين إن البحرين عصية على أعداءها ، و إن الأمة لا تقبل القسمة على إثنين ، وإن هذا الجيل سوف يحقق من التلاحم ما يفوق ما حققه الآباء والأجداد بفضل الله ثم العلم و الوعي و النضج و التجربة.
لم ينقطع الاستعمار بشكل عام ، والاستعمار الانجليزي على وجه الخصوص عن مساعي تقسيم البلدان الى طوائف و أعراق ، ولم يتوقف أعوان المستعمرين عن زرع حبائلهم وفتنهم في المنطقة حتى اليوم ، ان بريطانيا التي كانت تحتل بلادي ، قسمت الناس لعقود على أساس ديني وعرقي ومذهبي ، و أستمرت في هذا النهج حتى بعد خروجها واستقلال البحرين في ١٥ اغسطس ١٩٧١ ميلادية بعد إعلان بريطانيا إنسحاب قواتها شرقي السويس ، من خلال عدد من العملاء والضباط الانجليز الذين زرعتهم لإكمال خطتها في تمزيق الدول لدويلات صغيرة متحاربة ، ضمن فلسفتها المعرفة " فرق تسد " التي أدارة بها العالم لعقود.
إن أول ما فعلة جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه بعد ان تقلد مقاليد الحكم في ٦ مارس ١٩٩٩ ميلادية ، هو الإعتماد الكلي على الضباط البحرينيين ، وتعيين الخبرات والكفاءات الوطنية في شركات النفط و الغاز و المنيوم و الحديد و البتروكيماويات والاتصالات وغيرها ، كما قام مع أبناء البلد بصياغة ميثاق العمل الوطني الذي كان محل توافق الجميع ، وقد أجري استفتاء شعبي في ١٤ فبراير ٢٠٠١ أظهر موافقة البحرينين بنسبة ٩٨.٤% على نص الميثاق ومبادئة.  
يُعد مبادىء ميثاق العمل الوطني ضربة لمشاريع التفرقة ، و اساساً للحكم الرشيد ، و ذروة التطور الديمقراطي في البحرين ، وهو أسمى وأعلى نص قانوني يبين عقيدة أبناء البلد في نبذ الطائفية ، ويجذر عروبة البحرين وتاريخها الاسلامي والخليجي الأصيل ، وقد وصفه جلاله الملك بأنه "فتحا جديدا في تاريخ البحرين" خاصة وأنه تضمن الكثير من المبادئ السياسية والاقتصادية التي تؤكد النهج الديمقراطي الانفتاحي للبحرين ، حيث جاء في مبادئه المساواة والوحدة بين ابناء البلد ، ونبذ الطائفية و التقسيم ، وإحترام حقوق المرأة وتشريعات الدين الاسلامي الحنيف.
استمرت البحرين قيادةً وشعباً في تنظيم الفعاليات الجامعة لأبناء البحرين ، فيما أستمر المستعمر في استقبال كل شخص يقسم الشرق ويسبب الحروب بين أبنائهم، حيث اصبحت بلاد الضباب ملجأ ومنطلقاً للفتنة بعد خروج الاحتلال من بلداننا ، وخير مثال على ذلك تجنيس بريطانيا لسلمان رشدي الذي يهاجم الدين الإسلامي ويسخر من نبينا عليه وعلى اله وصحبه الصلاة والسلام ، الى إعطاء الحماية واللجوء للمدعو ياسر الحبيب الذي يسعى بطرحة لزرع الفتنة بين الطائفتين الاسلاميتين الكريمتين ، و عشرات من الامثلة الأخرى من الخارجين عن قيم الامة مبادئها.
اما على الصعيد الوطني فقد واصلت البحرين جهودها في جمع الامة وتوحيد صفوف ابنائها ، وخير مثال رعاية البحرين مبادرات مثل سلسلة فعاليات الزواج الجماعي للطائفتين التي تنظمها جمعية الهملة الثقافية الخيرية الاجتماعية ، والتي كان اخرها في الأسبوع الماضي في ٩ مارس ٢٠٢٣ بحضور لفيف ضخم من الشخصيات الوطنية العامة ورجال الدين وآلاف المهنئين من أبناء البلد وخارجها ، وبرعاية كريمة من معالي الشيخ سلمان بن عبدالله بن حمد ال خليفة ، هذا الرجل الذي لم ينقطع عن رعاية هذه الفعاليات ، التي تأتي ضمن المبادرات الوطنية الهادفة لتعزيز اللحمة والوحدة ، منطلقين من المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ودعم جلالته الجهود الرامية إلى تحفيز المجتمع وأفراده ومؤسساته نحو ترسيخ هذه القيم النبيلة والتعاضد والتآزر الاجتماعي.
ختاماً :
١- البحرين شعب واحد و مصير واحد لا مكان فيه للطائفية و لا التفرقة.
٢- نعلم ان هناك من يسعى ويستفيد من تقسيم البلد لكن الشعب أوعى وقادر على ان يمضي قدماً دون الاكتراث بالمساعي الهدامة.
٣- التجارب التي مرت بالبحرين والمنطقة كفيلة ان تكون درساً لأبناء البلد و حافزاً للتكاتف والترابط ورفض اهل الفتن.