DELMON POST LOGO

ايها الحوثيون اغتنموا الفرص فإنها تمر مر السحاب

رغم عدم مشاركة جميع المكونات اليمنية في المشاورات الاخيرة اليمنية - اليمنية التي حصلت بمقر  الامانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي برعاية خليجية وعربية ، الا ان نتائجها حققت رضاً معقولاً بين شريحة واسعة من الغرماء السياسين ، ما يجعلنا نعتقد بان نتائج المؤتمر و القرارات التي صدرت عن الرئيس السابق لليمن عبدربه منصور هادي يمكن البناء عليها لتكون جسر سلام لجميع مكونات اليمن.
قبل ان أدخل في تفاصيل النتائج التي أسفرت عن المؤتمر نتائجها الايجابية بنظري ، وقبل الخوض في توقعات ما سوف يترتب على هذا المؤتمر في المستقبل القريب و المتوسط ، اسمحوا لي ان أطلق لنفسي العنان للخوض في شأن هذه الحدث المهم والتاريخي، لسببين الاول لان بلدي البحرين طرف في التحالف العربي ونتائج هذا الحوار مؤثر علينا وطنياً وخليجياً ، والثاني لان اليمن بلد عزيز على قلب كل بحريني ، وان كل ما في ذاكرتنا عن اليمن جميل ما عدا الفترة الاخيرة التي تمر بارهاصات صعبة و معقدة على اليمن وعلى المنطقة.
أيها الاعزاء في اليمن السعيد ، لا تدعوا هذه الفرصة تفوتكم فإنها ان فاتت قد لا تعود في القريب العاجل ، و أخص هنا في هذه الدعوة وبنية صادقة الحركة الحوثية بشكل عام والسيد عبدالملك الحوثي بشكل خاص ، و أذكره بقول حكيم الامة و خليفة المسلمين الامام علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه وعليه السلام عندما قال " اغتنموا الفرص فانها تمر مر السحاب " ، ان الفرصة مواتية و الظروف مهيئة و الاطراف راغبة في طي صفحة الحرب في اليمن ، فلا تفوَّت هذه الفرصة ، ولا نطلب منك ولا نقول لك سوى أن إجتمع مع باقي اخوانك وأهلك في اليمن على ان تحكموها بالعدل و المساواة ، وأن تكون اليمن بعيدة عن الصراعات الاقليمية والدولية ، وان تعملوا سويًا لبناء بلدكم دون استئثار طرف دون آخر بالسلطة.
وعودةً لنتائج الموتمر الذي أسفر عن صدور آخر قرار للرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي بصفته رئيساً ، والذي نص على إنشاء «مجلس قيادة رئاسي» من المكونات اليمنية الفاعلة على الأرض ، وقد فوضها صلاحياته كرئيس للدولة بشكل نهائي ودون رجعة ، وذلك استجابة لمخرجات المشاورات اليمنية - اليمنية ، وتقديرا للحاجة الماسة لمواجهة الأزمات التي نتجت عن الحروب بين أبناء الشعب اليمني.  
جاء هذا القرار حسب تقديري استشعاراً من الرئيس هادي و باقي مكونات المؤتمر التشاوري اليمني للمسؤولية التاريخية والوطنية والإنسانية في ظل الظروف التي يمر بها البلاد والمنطقة ، و ليس خفياً إن دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية باركت هذا التوافق ، و حثت علناً لدعوة الحوثيين للمشاركة في الاجتماعات القادمة لاستكمال بنية وشكل السلطة القادمة.
استند قرار الرئيس هادي الاخير إلى الصلاحيات الممنوحة له بموجب الدستور  ، وإلى المادة ( ٩ ) من الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية التي نصت على " ضرورة اتخاذ كافة التشريعات اللازمة لتنفيذ الضمانات الواردة في المبادرة الخليجية وأهمها تلبية طموحات الشعب اليمني في التغيير والإصلاح، وإزالة عناصر التوتر سياسياً وأمنياً ".
أفضى الوضع الجديد الذي يعتبره الكثيرون فرصة اذا اقتنصها الحوثي وقرر التعامل معها بحسن نية ، حالة من الايجابية والتفاؤل ، حيث ان المجلس المشار اليه يمكن ان يضم ممثلين عن الحوثي و باقي القوى المتواجدة على الارض ، ومن الممكن ان يسهم إنشاء «مجلس قيادة رئاسي» مكون من القوى اليمنية المؤثرة على الأرض وتفويضهم صلاحيات الرئيس اليمني في التنسيق بين مكونات القوى العسكرية الفاعلة على الأرض والقوى السياسية اليمنية ، وتوحيد جهودها لتحقيق السلام وإنهاء الحرب ، كما سيتيح لها تحمل مسئولياتها و التفاهم يمنياً وبعيداً عن اية معادلات اقليمية من شأنها تعقيد الوضع ميدانيًا ،
تأكد ايضاً إنشاء هيئة للتشاور والمصالحة حظى بدعم العديد من المكونات اليمنية ، يهدف الى تنفيذ قرارات مجلس القيادة الرئاسي ، ويعمل على احتواء جميع القوى السياسية اليمنية ، و بما فيها الحوثي بل وعلى وجه الخصوص الحوثي كونها اكبر قوة ميدانية عسكرية ،  وذلك بما يضمن التصالح بين القوى الوطنية وتهيئة الظروف المناسبة لوقف الاقتتال والصراعات بين ابناء اليمن والتوصل لسلام يحقق الأمن والاستقرار الداخلي والاقليمي.
وفي اعتقادي ويشاركني في ذلك العديد من المهتمين بنتائج الموتمر توفيق الاخوة في خطوة تشكيل فريق قانوني من الكفاءات الوطنية اليمنية المختصة ، وذلك لقناعة المؤتمرين بالحاجة إلى تحديد مهام واختصاصات مجلس القيادة الرئاسي والكيانات الأخرى المشكلة بقرار الرئيس هادي، بما يضمن وضع إطار لحوكمة أعمال هذه الاجهزة واللجان وتنظيم عملها ، تحاشياً لاي خلافات مستقبلاً ، ومن الضرورة في حال موافقت الحوثي على الانظمام الى ركب الفرق المشاركة في الحوارات القادمة ان يتم إشراك خبراء قانونيين من طرفهم ايضاً في اللجنة القانونية.
اما بالنسبة للمعادلة الاقليمية وتاثيرها على الوضع اليمني في ظل قرار الرئيس السابق هادي فقد بات واضحاً ومطمئناً على الاقل من الجانب الغربي و الخليجي ، حيث ان السعودية بالنيابة عن التحالف الغربي رحبت بقرار هادي و طالبت المجلس الجديد بسرعة دعوة الحوثي لطاولة الحوار بهدف الوصول الى اتفاق للسلام ، وهذا التوجه يعبر صراحةً عن رغبة السعودية في غلق ملف اليمن بشكل نهائي وفي اسرع وقت ، في حين ننتظر الموقف الايرانى الذي لم يصدر صراحة بعد.