تعقد القمة العربية غدا الثلاثاء 1 نوفمبر ، تشرين الثاني 2022 قمة الجزائر منذ ثلاث سنوات، بعد انتهاء وزراء الخارجية واعداد مشروع جدول الاعمال ومشروع القرارات في ملفات منها ادانة التدخلات الإيرانية والتركية ، ومحاولة احتواء التوتر بعد قطع العلاقات المغربية الجزائرية المزمنة ، تاتي هذه القمة بعد قمة مارس 2019 في تونس قبل تفشي وباء الكرونا كوفيد 19.
وهي القمة الرابعة في تاريخ الجزائر منذ مطلع السبعينات بخلاف القمم الاقتصادية .
هذه الجزائر بلد المليون شهيد من حرب الاستقلال الى الدولة كانت وهج حركة التحرر الوطني وكانت الجميلة جميلة بحريد وهج النضال المشع في ارجاء الوطن العربي.
كانت الجزائر انموذجا للدبلوماسية العربية فهي الحاضنة بكل النزاعات والنازعة فتيل كافة التوترات بقيادة وزير خارجيتها المخضرم عبد العزيز بوتفليقة ،( واتفاق الجزائر بين العراق وايران في مارس 1975 بشأن شط العرب وسقوط طائرة وزير الخارجية في وساطته اثناء الحرب العراقية الإيرانية ) تراث متراكم في فن إدارة الواساطات الإقليمية والعربية لكن القدر لم يمهلها بعد ان شاخت جبهة التحرير الحزب الحاكم ، التفاؤل بعد تولي بوتفليقة الرئاسة لكنه انتهى صورة على كرسي متحرك !!
منذ الانقلاب على نتائج الانتخابات البرلمانية 1992 بعد فوز جبهة العمل الإسلامية، دخلت الجزائر في زلازل من العنف والعنف المضاد قاده الجيش برئاسة الجنرال خالد نزار الحاكم الفعلي.
يبقى الامل ان كان هناك امل لكن ما اضيق العيش لولا فسحة الامل !! في إعادة العلاقات المغربية الجزائرية المتوترة منذ منتصف الستينات واشتدت مطلع السبعينات حول الصحراء المغربية (وادي العيون )، وقد شهدت هذه على الصعيد الرسمي اما على صعيد الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني فهي صورة طبق الأصل في يناير 1975 اثناء انعقاد المؤتمر التأسيسي لاتحاد الحقوقيين العرب، شهدت اللجنة السياسية تراشقا حادا بين وفد المغرب برئاسة الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي ( دولة الرئيس لاحقا ) وبين وفد الجزائر!!.تدخل في ذلك السيد النائب صدام حسين راعي المؤتمر وكان برفقته الأستاذ شبيب المالكي قال صدام : الستم عربا وقومين عرب ؟ ووحدة عربية ؟ فأجاب اليوسفي : نحن على خطى العلاقات العراقية السورية !!. هنا تدخل الأستاذ عباس الفاسي دولة الرئيس لاحقا، قائلا : يحيا صدام السيد النائب ، فعم التصفيق ،بعدها عاتب رئيس اللجنة السياسية الدكتور شمران حمادي اليوسفي لمقاطعته السيد النائب !.
ومثل ذلك اجتماعات ومؤتمرات اتحاد المحامين العرب وبقية الاتحادات – سايكس بيكو -رسمت الخارطة وتم تطبيقها ولكن الأنظمة العربية زادت عليها وكفت ووفت في التجزئة ونزاعات الحدود !!.
دائما كانت مؤتمرات القمة في الجزائر تتميز بدعم للشعب الفلسطيني ، واستضافت الجزائر قبل شهر القيادات الفلسطينية من اجل وضع حد ادنى للانقسامات !! لكن حماقات القيادات الفلسطينية اعيت من يداويها .
في 24 يونية 2000 انعقد المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب في الجزائر في فندق قصر الاوراسي الذي استضاف سابقا مؤتمرات القمة العربية والإسلامية والاقتصادية. رغم بناءه الحديث ورغم ضخامته وفخامته لكن يد الصيانة لم تصل اليه !!.وكان الوفد برئاسة النقيب علي الايوبي، عباس هلال عضو المكتب الدائم ، والمحامي عبد الوهاب امين ممثلا للجمعية ، وبرفقة المحاميين فريد غازي ومحمد احمد .
كانت الجزائر كئيبة والاقتصاد شبه منهار رغم النفط والغاز . لازالت في ذلك الوقت ربما في بداية التعافي من الاضطرابات بعد الانقلاب على انتخابات 1992 فتجد الجيش والمصفحات تحيط بكافة الأماكن الترفيهية والسياحية !! ولا سياحة كلها نياحة !!
حتى ميدان الشهيد العامر كان مكفهرا ! والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يعد العدة بحملة علاقات عامة صحفية كبيرة لتغيير الدستور ! طرحنا ذلك في الاجتماع فجاء العتاب في حفلة الاستقبال امام فاروق أبو عيسى وزير خارجية الجزائر والنقيب الدكتور عبلاوي .
لازالت الجزائر تشكل مدخلا للخير قياسا باوضاع الوطن العربي جزائر جميلة بوحريد جزائر انتفاضة الجماهير اللاحقة ولازال ملف المليون شهيد مع فرنسا يرواح ولازالت فرنسا تتمترس تحت الشعار الملتبس الشعار الاستعماري المراوغ لا توبه ولا نكران !!!
أصبحت القمم العربية روتينية خلافية اكثر منها وفاقية عاجزة تصارع البقا مثل الجامعة العربية لكن رغم كل ما قيل ويقال يجب العض عليها بالنواجذ ورحم الله مظفر النواب في قصيدة قمم قمم!!!
