DELMON POST LOGO

آرت كونسيبت يقدم معرض "رموز دلمونية" للفنان والمؤرخ البحريني محمود عبد الصاحب أحمد البقلاوة

احتفالاً باليوم الوطني لمملكة البحرين، يعلن آرت كونسيبت عن الافتتاح الرسمي للمعرض الشخصي "رموز دلمونية" للفنان والمؤرخ البحريني محمود عبد الصاحب أحمد البقلاوة.  
يقام الافتتاح الرسمي في آرت كونسيبت في حديقة الأندلس، القضيبية يوم السبت 17  ديسمبر 2022 الساعة 7:00 مساءً. ويركز المعرض على شغف الفنان محمود برموز وزخارف دلمون. كما سيعقد الفنان ورشة عمل بعنوان "دلمون في الكتابات المسمارية" يوم الأحد 18 ديسمبر في آرت كونسبت من الساعة 4 عصراً حتى 6 مساءً.
 
المعرض هو نتيجة المجهود الفكري والفني لمشروعه الذي يساهم في تعزيز وفهم ثقافة وتراث دلمون. تمثل أعماله الفنية الرموز والكتابات والمعتقدات القديمة التي شكلت تاريخ البحرين القديم، وتسلط الضوء على واحدة من الشخصيات الرئيسية في حضارة دلمون: Ziu-Sudra.  
إلى جانب العناصر الفنية، فإن الأختام التي ألهمت عمله تحمل الخصائص الأنثروبولوجيا للتاريخ والحياة، بالإضافة إلى مراحل الحضارة والتطور للكائنات الحية والطبيعة. وبهذا المعنى، فإن هذه المجموعة الفنية هي دليل على حضارة أرضه وتكريما للحرفيين وصانعي الأختام الذين نقلوا أفكارهم، ومعتقداتهم، وحياتهم، وبيئتهم من خلال إبداعهم.  
   
نتيجة للثورة الفكرية والحضارية والمعرفية التي بدأت بأرض دلمون منذ ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، عمد الإنسان الدلموني في ذلك الوقت إلى اختصار أفكاره، ومدلولاته، وأبحاثه الفلسفية والعقائدية في رموز ودلالات صورية. وهذا ما اقتضته الضرورة، من خلال الثراء الفكري والاستقرار الاجتماعي الذي كان يعيشه، واختزال الأمور بدلالة رمزية وصورية أصبح أمر ثابتاً لدى الدلمونيين، وأصبح الرمز والصورة في الختم أحد نشاطات الفكر الإنساني التي استخدمها منذ آلاف السنين للتعبير عن أفكاره ومشاعره وعاداته، وذلك بتحويلها إلى رموز صورية.    
فأننا إذا نظرنا إلى أي جانب أثري  دلموني (أختام - فخاريات - حلي؛ .... إلخ) يجب ألا ننظر إليها من الجانب الفني والجمالي فقط، وإن كان هذا الأمر متحققاً بكل صوره. ولكن يجب أن ننظر إلى ما وراء الختم، القطعة الأثرية بكل أبعادها، فالذي عمل تلك الأختام أو القطع بلا شك وضع بها كل أفكاره التعبدية والفلسفية والاجتماعية. مما يقود علماء الأنثروبولوجيا والأركيولوجيا  إلى معرفة كيف يفكر أي شعب من خلال نتاجه بالأعمال النحتية تلك. ولم تقف أعمال الحفر للصورة والرمز في دلمون ذات الحقب الثلاث، بل استمرت تلك الأعمال بديمومته وحيويته في تلك الحقب المتوارثة حيث نجد أن الرمز أخذ حيزاً كبيراً في تعدد تلك الأعمال الفنية سواء الأختام والفخار، والذي يجسد برمزيته كل مكونات المجتمع بألوانه، وأشكاله الهندسية، والصورية.
ويقول الفنان محمود: "ليس غريباً أن نرى فكرة الرمز أو الشعار تبقى عبر السنين كطريقة للتعبير عن مختصرات الأشياء، بل الغريب والملفت بالأمر أن نرى رموزا دلمونية  قديمة أول من وضعها، وصورها أبناء تلك الحضارة في مدلولات خاصة بهم، والآن نراها رموزاً بنفس الرسم والصورة لمدلولات أخرى وأفكار غيرتها السنين المتلاحقة، لكن تبقى براعة الاختراع الدلموني لهذا العمل الفني."
ويتابع: "بلا أي شك في تداولية فنية معاصرة للأجيال دون أن ينحرف عن رمزيته الأولى، ومازال يسمى موروث دلموني أصيل، بدليل كل تلك القطع الأثرية والأختام الدلمونية  التي اكتشفت في المواقع الأثرية المختلفة في البحرين وهي تصور ذلك الرمز. "
قبل آلاف السنين جسد الدلموني  قوة تعبيره، ورمزية أفكاره في منحوتات تصويرية صغيرة جداً تعبر عن رموز وشعارات حية بزغت من أفكار ملأتها عليه الطبيعة، ورؤيته الصافية لها، وعقلية الفنان الدلموني الذي جسد العمل في قطعة صغيرة جداً والتي لم تقف على خط واحد ورأي واحد، أو تنتهي بسماء واحدة، بل عقلية فذة تستحق منا كل الإجلال، وهي تدل أن المنظومة الفكرية لحضارة دلمون القديمة كانت اللبنة الأولى للبنية الاجتماعية.  
محمود البقلاوة مصور ومؤرخ بحريني، حصل على درجة الماجستير في التاريخ من جامعة القديس يوسف في بيروت وحصل على عدة شهادات في الفن والتصوير الفوتوغرافي. وهو عضو في جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون الخليجي وعضو نشط في جمعية البحرين للتاريخ والآثار. لسنوات عديدة، كان يركز عمله على علم الآثار وتاريخ وتراث دلمون.
قاده شغفه إلى دراسة الكتابات المسمارية السومرية وتاريخ بلاد ما بين النهرين التي تعد محورًا مهمًا في تاريخ البحرين القديم. طوال حياته المهنية، نشر العديد من الكتب والمقالات حول دلمون والتاريخ البحريني، مثل قيثارة دلمون الوترية والأختام رائعة الثقافة الدلمونية. وهو معروف أيضًا بإعادة إنشاء نسخة طبق الأصل من قيثارة دلمون القديمة التي تم استخدامها للاحتفالات الدينية والمراسم الملكية. بصفته أمين متحف دلمون المتنقل، يسافر لتقديم المؤتمرات ورفع مستوى الوعي بأهمية التراث والثقافة. وقد منحته مشاركته وسام المملكة الذي منحه جلالة ملك مملكة البحرين عام 2005.  
شارك في معرض تآلف في جمعية البحرين للفن المعاصر عام ٢٠٢١ ٬ ومعرض شخصي "رحلة عبر الزمن " في جمعية الفن المعاصر عام ٢٠٢٢ ٬ ومعرض شخصي "زيوسودرا " في مؤسسة الأيام للصحافة والنشر عام ٢٠٢٢.
آرت كونسيبت٬ مساحة مبتكرة في المشهد الفني البحريني٬ تساهم في توفير فرص للفنانين المحترفين والناشئين وأعضاء المجتمع المحلي. ويستمد فكرته من الشغف بالفنون، والإيمان بإمكانيات الفنانين وأهمية مشاركة المعرفة والخبرة. يحتوي على مجموعة واسعة من الأعمال الفنية لفنانين محليين وعالميين.  
 
يستمر المعرض حتى 31 ديسمبر 2022 من الأحد إلى الخميس، من الساعة 10 صباحًا حتى 2 ظهرًا ومن 3 عصراً إلى 6 مساءً ويوم السبت من الساعة 3 عصراً إلى 7 مساءً.
محمود البقلاوة