دشن الفنان عيسى محمد هجرس كتابه الأخير "السرايات" بنادي الضباط مؤخرا بحضور عدد من المهتمين من فنانين وأدباء وشعراء وكبار رجال الأعمال وجمهور كبير.
يقول هجرس في مقدمة كتابه، أن "السرايات"... هي عواصف الموسم المعلقة بذيل الشتاء... وهي مزاج الريح عندما تفقد صوابها في شهوة الجنون للعصف والاقتلاع من وراء الغفلة، غير آبهة بحزم السكون وأمن الكائنات... ومن هذا النزق الموسمي كان الإسقاط... إن الموجات الفكر سريانها التي تهب في مناخات الأحاسيس والعواطف فتجر قوافل التأمل في مساحات البلاغة وافق الخيال، بحثا عن طرائد الإبداع، حرفا ونغما في شفرة الأسرار وغموض الذات.
إن السرايات كانت لي سفر في عقود السنين بحثا عن خبيئة الحكمة، وهرولة المغامر اللاهث وراء شرانق الحرير.
هذا الكتاب لم يكن قط جلسة تأليف، ولكنه إملاء عفوية تلفظت بنها لغة الأحداث والظواواستفز خصوبة الكلمة لولادة العبارة فتراكمت مع التقادم رصيدا فكريا قد يحلق في إدراك الذهن فيرف رسالة... أو يسقط في تجويف الوجدان بحث عن قبول.
لقد تعلمت وأنا أطوف الزمن مسكونا بالسرايات... إن الإبداع قد يكون قطرة عسل يتبرع بها رحيق الزهور، أو قطرة دم نضح بها جرح غائر... وصادرات معنى الاختزال والتكثيف في البلاغة، وكيف تجمع الشمس في بورت ضوء، وكيف يوضع عمق البحر في قطرة ماء.
إن إصدار هذا الكتاب بالنسبة لي هو محاولة عن هبوط آمن في مدرج مفخخ بألغام النقد، ما إيماني الراسخ في أعلى رتب اليقين، أن الكلمات التي لا تستطيع أن ترسم ظلها وتوصل صوتها هي غير جديدرة أن يمنح لها كتاب، ويفرش لها سماع.
وعلى حافة النهاية أود القول: إنه لا يوجد اجتهادا لا يركبه الإجهاد، وفي حال سقوط الفارس لا يعني ذلك موت الجواد... وسيبقى الفكر سجال الفكر والاتباع موسم حصاد.
وقد شارك في حفل التدشين كوكبة من الفنانين والأدباء والكتاب منهم الشاعر إبراهيم الأنصاري الذي إبراز الحفل بصورة رائعة والفنان الكبير احمد الجميري والفنان أحمد الصايغ في روائعه في الإخراج وكل من حضر الحفل من الفنانين ايضا الفنان عبد الله ملك وسعد البوعينين والفنان جعفر حبيب وباقي كبار الأساتذة والفنانين والاطباء والمهندسين وجمهور غفير.
علما بأن الفنان عيسى هجري يمتلك مخزونا متنوعا من الفن فهو يمتلك من القدرات الذهنية من الأدب والشعر والغناء وخفة الظل والكتاب يتألف من 1060 حكمة من تجارب الحياة كتبها بينها إشعار غزل وحب ونصائح وتأس، لكن كل الحكم التي تفوق الألف تستحق القراءة. وقد ساهمت نسيمة جناحي في تنظيم هذا اللقاء والتدشين الذي حضره كوكبة من الشخصيات الفنية والنجوم والادباء من اهل البحرين.