DELMON POST LOGO

اماني الطواش تدشن باكورة اعمالها الأدبية برواية "بنات جلّنار"

توثيق ادبي لتاريخ هجرة عدد من العوائل الفارسية للبحرين .. العجم انموذج

بحضور عدد كبير من الادباء والمفكرين والشعراء والنقاد  والمطربين والمهتمين بالادب والفن والروايات ، دشنت الفنانة والكاتبة اماني الطواش باكورة رواياتها والتي باسم " بنات جلنّار" جاليري الرواق «مساحة الرواق للفنون». بالقفول مساء امس ، وصاحب التدشين معرض صور يستمر لغاية 18 أكتوبر الجاري وقبلها تم عرض فلم حول نفس الموضوع .

الرواية الطويلة التي تتكون من 326 صفحة تتمحور في وصول عدد من الإيرانيين  تهريبا الى البحرين للسكن و الإقامة فيها بعد القحط والحرب والمشاكل السياسية في بلدانهم في مطلع القرن الماضي الى البحرين .

تختار المؤلفة أماني الطواش ، عائلة من تلك العوائل وتتبع سيرتها منذ الوصول حتى أربعة  أجيال والتي بدأت بتاقلم ومن ثم الانخراط في المجتمع البحريني كمواطن متمتع بكامل حقوقه ، مثله من المهاجرين من المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية او من مناطق بعيدة  مثل الهند، الى الاستقرار كمواطنين ومن ثم المشاركة في اقتصاد البلد والتصويت لاستقلاله كدولة عربية مستقلة منفصلة عن دولتهم الام ايران .. الرواية عبارة عن تاريخ بلد ! .

نعم تتبع المؤلفة أربعة أجيال من نفس العائلة ، تتعايش مع التحولات الكبيرة التي مرت بها المنطقة طوال أيام القرن الماضي من اصدار قانون الجنسية الى الإصلاحات التي قام بها عاهل البلاد بعد تسنم السلطة البحرين عام 1999 وبدء المشروع الإصلاحي .

تبدأ الرواية وعلى لسان حال المرأة الإيرانية الأصل التي وصلت البحرين واستوطنت فيه أصبحت جزء من نسيج هذا الوطن ، وتبدأ الرواية بهذه المقدمة المشوقة : " خبأ العتال بين أكياس الفواكه المجففة ، كدسنا في مخن جالبوت لنقل البضائع عبر البحر ، كان يعرف ما يفعل وكيف يتصرف ، ماهرا في تهريب العجم الهاربين من الفقر والحرب . كانت الرحلة تستغرق ساعات قليلة ، لكن الخوف اطالها .

انتظرتنا قوارب صغيرة في عرض البحر ، تآمر أصحابها مع عتال الجالبوت ،حملوا أكياس الفواكه المجففة لينقوها الى المرفأ ، اما نحن فدشونا في قواربهم ، وغطونا باكياس الخيش ، كانت خطتهم ان نبقى في المخزن حتى يختفى ضوء النهار ، ثم نخرج فلا يلاحظ احد مررونا في العتمة . ظل القارب يتمرجح فوق أمواج خفيفة ، واوقفه المراكبي الفارسي وسط البحر بخطرة طويلة ، عصا يغرسها في قاع البحر ليدفع القارب .

كنا ننتظر حلول الظلام بصبر معدوم ، وغلب توتر ابي وامي رغبتهما في الحديث . شرح المراكبي ما ينتظرنا في البر ، ثم عم السكون حتى جاءت إشارة الانطلاق ".

وفي مكان اخر بالرواية : "في قرية ليلاك القريبة من بوشهر هي إيرانية، وفي المنامة عجمية. تحكي جولنار بلسانها في الجزء الأول أنها جاءت إلى المنامة خلسة، في قارب تحت عتمة الليل، ترضع رضيعة بعمر الخمسة شهور، وتلتحف بالخيش اختباءً من شرطة السواحل. منذ يومها الأول في بلاد العرب فقدت والوطن، وسوف تتأقلم مع حياة وحيدة متاحة بين العجم، وسوف تعيش شظف الحياة، وسوف ترى أحفادها، وسوف تعمر طويلًا، ولكن من دون أن تنس لغتها، ولا ماضيها في فارس، ولا قرية البساتين التي ترعرت فيها، ولا أباها الذي سماها جولنار، أو زهرة الرمان، لأن شجرة الرمان هي المفضلة عنده."

تقول الطواش في تصريح بان هذه الرواية جزء من حياة اهل البحرين ، هي التي عاشت طفولتها في منطقة المخارقة بالمنامة بقرب من فريق المشبر والذي به هذه النوع من العوائل . انها سرد للتاريخ الذي يعتبر جزء من الامة البحرينية ، التاريخ الذي عملناه معا ، نسجناه معا ، بنيناه معا  بحلوه ومره ، انه البحرين ، المجتمع المتجانس بكل اطيافه .

بنهاية التدشين تم عرض فلم عن البحرين وصور عن هجرة عدد من العوائل الإيرانية للبلاد ، والشخصيات التي تبوأت مراكز بالدولة.

علما بان اماني الطواش ، بدأت مشوارها بالفن التشكيلي والرسم قبل ان تتاثر بزوجها الروائي البحريني الدكتور عقيل الموسوي .