DELMON POST LOGO

رجب يدشن باكورة اعماله الأدبية بروايته " رسالة باثر رجعي " في منزله بالمنامة امس

حضور نوعي كبير وتشجيع من الأصدقاء والنشطاء .. تحتوى الرواية على رسائل حقوقية وإنسانية بالإضافة الى حبكة بوليسية

دشن الناشط الحقوقي نبيل رجل باكورة اعماله الأدبية رواية " رسالة باثر رجعي " في بيت العائلة بالمنامة قرب مأتم بن رجب حيث بدأت احداث الرواية ، بحضور عدد كبير من القراء الشغوفين باقتناء وقراءة الرواية التي تعتبر تجسيد لمسيرة رجب اثناء الدراسته بالخارج .
يقول المؤلف نبيل رجب في مقدمة الكتاب "هي رواية مستوحاة من تجربة شخصية وقصة حقيقية عشتها قبل عقود من الزمن، تركت اثارا كبيرة على حياتي، وقد حرضتني عائلتي الصغيرة على استثمار عزلتي (بالسجن) في توثيق شئ من سيرة حياتي، لذا حرصت خلال السنوات الثلاث الأخيرة من تلك الخلوة الاجبارية على الاستفادة بما تيسر من ظروف وامكانيات شحيحة من اجل تحويل الواقع لمؤلم الى عمل كتابي.".
الرواية تمت صياغتها بشكل ادبي رصين، وهي سرد لحياة شخصية او سيرة ذاتية اكثر منها رواية أدبية، بها العديد من الالغاز التي من خلالها تخلق التشوق، وتعكس وجهة نظر مؤلفها في قضايا عديدة، دعم العمالة المهاجرة وحمايتها، الدفاع عن المرأة، حرية الرأي والتعبير، العمل التطوعي والعمل الخيري.
وبمعنى اخر، استطاع نبيل رجب تمرير العديد من الرسائل الإنسانية والحقوقية من خلال الرواية والتي من الممكن عدم قدرته الإعلان عنها بغير هذه الطريقة الأدبية الجميلة.
الرواية أيضا بها العديد من المعلومات السياسية والتاريخية عن البحرين وخارجها، عن الاحداث السياسية والاجتماعية وممارسة العمل النقابي والطلابي في بون اثناء وجوده، واحداث الرواية التي تمتد ل 500 صفحة تدور في اربع دول وهي البحرين والهند والسعودية والنيبال.
ملخص الرواية بأن بطل الرواية طالب بحريني تخرج من الثانوية سافر للدراسة على نفقة اهله في بون بالهند، وبالصدفة يسكن في عمارة كان جاره بالسكن احد النشطاء بحقوق الانسان وكان يعمل متطوع لمساعدة المتسكعين بالهند وبناء مأوي لهم،،، من هذا الشخص بدأت النطفة الأولى لعمله الحقوقي والإنساني في البحرين بعد تخرجه.
ينهي الحقوقي الأمريكي وعائلته الجميلة العمل في بومباي ليسافر الى النيبال، وبعد عدة اشهر يسافر بطل الرواية الى هناك لزيارة العائلة ويلتقي برجل اعمال سعودي (مزيف) يهدف الى جمع أموال من العمالة النيبالية كعربون لسفرهم الى السعودية للعمل، ويستغل وجود بطل الرواية (نادر) ويعينه مدير اعماله، ويغرية بتمديد فترة اجازته، لكن النصاب يسرق جواز البطل ويختفي، والسلطات تتهم بطل الرواية بالسرقة والنصب على العمالة النيبالية التي باعت املاكها لكي تدفع للسعودي النصاب عربون السفر، ويتم اختطافه من احد المتضررين، وعندما عرف الحقيقة ساعد الخاطف بطل الرواية وبمساعدة رجل اعمال بحريني (الرشيد) بالصدفة في زيارة للنبيال ساعد البطل بالهروب الى الهند مشيًا على الاقدام ومنتحلا شخصية كاهن بودي، ومن ثم إعلان ضياع جوازه في بون،،، ويتخرج البطل ويرجع الى بلاده لكن اسمه على قائمة الانتربول المطلوبون للعدالة من البحرين والسعودية، لان النصاب السعودي سرق جواز بطل الرواية واستخدمه في اعمال نصب أموالا على الناس في باكستان والهند.
وعن اهم حبكات القصة، بأن من اثار استفزازه لكتابة هذه الرواية هو رسالة من زوجة الناشط الحقوقي (ماريا) الذي التقاه في اول سنة دراسية ببونا، والتي أصبحت ناشطة حقوقية وحصلت على الدكتوره في علم الاجتماع بعد وفاة زوجها في حادث، وانتشار صور وفيديوهات بطل الرواية في الاعلام بسبب نشاطه الحقوقي واعتقاله ومحاكمته لفت انتباهها واخذت عنوانه من المؤسسات الحقوقية التي كان يعمل معها وراسلته.
الشئ الموشق في الرواية قربها من الروايات البوليسية ، وغموضها واشتياق القارئ لمعرفة النتائج بسرعة مما جعل القارئ متعاطف مع بطل الرواية ومتحفز لنهايتها ما يربط القارئ نفسيا بضرورة انهاء الرواية او الحكاية بشكل سريع متواصل.
- مقتبس من روايتي "رسالة  باثر رجعي "
عام ١٩٨٥-شهدت بلادي البحرين، ومجتمعي الصغير بعض المتغيّرات التي أدركتها بعد عودتي من فترة غياب جاوزت عامين، من تلك المتغيّرات ما هو معنيٌّ بحياتنا كعائلة، انتقل أفراد أسرتي أثناء وجودي خارج البلاد من بيتنا الذي ورثه والدي عن أبيه في فريق الحطب بالمنامة، وهو البيت العتيق المجاور لحسينيّة بن رجب التي بُنيت قبل أكثر من 200 عامّ. كان ذلك البيت هو السكن والحاضنة التي وُلدت فيها وجميع إخوتي وأخواتي الأحد عشر فردًا، وعشت فيه مع أسرتي حتّى سافرت للدراسة في الثامنة عشر من العمر.
كان المنزل الجديد أكبر حجمًا ومساحة، بناه والدي على مدى عامين في قرية بني جمرة، أراد مجاورة أصدقائه ورفاق عمله في إدارة الزراعة، إذ يقيم معظمهم في هذه القرية أو القرى المحيطة جغرافيًا بالدائرة الحكومية نفسها التي عمل فيها، مثل منطقة الدراز والبديع.
كانت المرّة الأولى التي ننتقل إلى منطقة تختلف عن حاضنتنا الاجتماعيّة، العاصمة المنامة التي قضيت فيها طفولتي، ومغامراتها الحميدة منها والشيطانيّة، وهي نقلة اجتماعيّة ونفسيّة كبيرة بالنسبة لي، انتقلنا من مدينة ذات كثافة سكانيّة وحيويّة اجتماعيّة، ونسيج دينيّ وعرقيّ متنوّع إلى منطقة لا يجاورنا فيها إلّا بعض الأراضي الزراعيّة، ومشاغل النسيج، أو مساحات فضاء تفصل بيننا وبين مركز القرية ومقبرتها التاريخيّة.