DELMON POST LOGO

في كتاب " الإسلام السياسي في الخليج " : تدهور العلاقة التاريخية بين القيادة السياسية في الخليج والتيارات الدينية السياسية

توقع بان التيارات الإسلامية السياسية اذا اتيحت لها فرصة عادلة ستدفع بالعملية الديمقراطية واستحقاقاتها وللأسف كانت المخرجات مخيبة

" عادة يخدم التوظيف السياسي والفتاوي مصالح متضاربة ، مصالح السلطة القائمة اوالنظام الحاكم ، او مصالح الحركات الدينية بمدارسها الفكرية المتباينة ، وجدت تلك الإشكالية  منذ رفع جيش معاوية القرآن على اسنة الرماح كحكم فصل بين جيشي المسلمين المتحاربين ، واستمرت حينما رفع الخوارج شعار ( لا حكم الا لله ) تبريرا لانشقاقهم على الامام علي ، مرورا بالدولة الاموية والعباسية والفاطمية والعثمانية وصولا الى النظم السياسية المعاصرة في دول العالم العربي والإسلامي التي تشكلت في مرحلة ما بعد الاستعمار.".

تتراوح نظرة ومواقف التيارات الدينية اتجاه الدولة الحديثة بــ التناقض والاضطراب والضبابية ،لم تنجح في تأسيس لنظرية واضحة ودقيقة للدولة التي تنشدها ولم تقدم مشروعا مقنعا ومنسجما للدولة الحديثة التي تريد تشييدها وحكم الناس بها .

تقول المقدمة ، بان اليوم تدهور العلاقة التاريخية التي جمعت بين القيادة السياسية في الخليج  والتيارات الدينية السياسية رويدا رويدا ، الىان اصبح صراحا بينهما في السنوات الأخيرة ، على الرغم بان موقف دول الخليج العربي منذ البداية تشكل الدولة الحديثة واضحا في احتضان حركات الإسلام السياسي والدخول معه في شراكات وتفاهمات ،وقد شكلت كل من السعودية والكويت والبحرين  وقطر ملاذا آمنا  للجماعات الإسلامية خلال عقود ، بينها اخوان المسلمين بعد قمع عبد الناصر والأسد ، تغيرت العلاقة بعد 11 سبتمبر وأصبحت الجماعات مصنفة على قوائم الإرهاب في  الامارات والسعودية ، بخلاف الكويت .

في المقابل استطاعت ايران من خلال الاستثمار في الإسلام الشيعي تطوير علاقات حميمية ووثيقة مع فاعلين منغير الدول من خلال الدعم المالي والإعلامي مثل حزب الله في لبنان والحوثي في اليمن وحماس في فلسطين فضلا عن دعم الأحزاب الشيعية في العراق والعلويين في سوريا ."

يمثل الكتاب رافدا جديدا للباحثين عن ظاهرة مهمة في الخليج وهي الإسلام السياسي التي لها ابعاد وانعكاسات مرتبطة بالماضي والحاضر والمستقبل.

الكتاب الجديد الذي صدر قبل أسابيع قليلة مؤلفيه للدكتور خالد الجابر ، والدكتور كريستيان اولريخسن ، ويتكون من ثمان فصول الأول الجماعات الإسلامية الخليجة : نشئاتها وتطورها للدكتور باقر النجار ،والثاني التيارات الإسلامية الخليجية بين التحالفات والصدامات – خالد الجابر ، والثالث ، إشكالية المواطنة في الايدلوجيا الإسلامية الخليج –  الدكتور علي الزميع ،والرابع واقع الحركات الإسلامية الشيعية في دول الخليج – الدكتور كورتني فرير ،والخامس نقد العقل الشيعي السياسي في الخليج – الدكتور عبد الله سهر ، والسادس بين الدين والسياسة : تجربة الاخوان المسلمين في الكويت بين التحديات والمالات – الدكتور علي الكندري ، والسابع الدور المتحور للاسلام السياسي في العراق – الدكتور جورجيو كافيرو ، والثامن ثنائية السياسية والدين في ايران – د. سينا ازودي وعدد من المواضيع الأخرى مثل السياسة الامريكية الخارجية في منطقة الخليج – الدكتور كرستيان كوستر ، وطبيعة التعاطي مع الحريات الدينية والعقائدية في الخليج – د. باتريك ثيروس .

والمحصلة بان جدلية الدين والسياسة بين السلطة والجماعات او التيارات الدينية ، واسعة ، فالسطة ترى ان من حقها التدخل في الشؤون الدينية بل توظيفها لصالح خطابها السياسي ، بينما تمنع الجماعات الدينية التيتقف في ند معها من هذا الحق التي بدروها تحارب او تعارض السلطة بنفس السلاح من خلال تظيف السردية الدينية والمقاربات السياسية التاريخية.

واختتم الكتاب بنتيجة بان العديد من المراقبين والمتفائلين بالدول العربية والغربية بعد احداث 2011 ان التيارات الإسلامية السياسية اذا اتيحت لها فرصة عادلة ، فسيكونون قوة لا يمكن ايقافها في الدفع بالعملية الديمقراطية واستحقاقاتها وللأسف كانت لمخرجات مخيبة للآمال.