يناقش هذا المؤتمر العديد من المواضيع المهمة ذات العلاقة المباشرة بتطور الصيرفة الاسلامية في ظل اوضاع تشهد تحولات في منهجيات الاعمال بسبب التطورات التكنولوجية.
طالب محافظ مصرف البحرين المركزي بالأخذ بمقاصد الشريعة السمحاء كمنهج عمل للمؤسسات العاملة ضمن صناعة الصيرفة الاسلامية والتأكيد هنا على النقطة بسبب التركيز حتى الآن في اعمال البنوك الاسلامية على توفير منتجات تقليدية تم اعادة تأهيلها لتتوافق مع متطلبات المعاملات الشرعية دون العناية الكافية بمتطلبات المقاصد الحقيقية للأهداف المرجوة من احكام المقاصد الشرعية وهي الاهتمام بخلق قيمة حقيقية اقتصادية واجتماعية لدور المعاملات المالية في المجتمع بمعناها الواسع. ويأتي من ضمنها متطلبات الحوكمة والنزاهة والشفافية.
وقال رشيد المعراج في كلمته افتتاح مؤتمر الايوفي والبنك الإسلامي للتنمية السنوي السابع عشر للصيرفة والتمويل الإسلامي الذي عقد صباح اليوم بالمنامة ، ان الاهتمام الذي يبديه العالم الان عن ظاهرة تغير المناخ والحفاظ على البيئة لهو امر ليس بغريب عن تعاليم الاسلام. فالعقيدة الاسلامية في جوهرها هي لحماية الانسان والبيئة وتنظيم الحياة في المجتمع بما يحقق التوازن بين المتطلبات المعيشية والروحية. ومن هذا المنطلق نتوقع من المؤسسات المالية الاسلامية اخذ دور قيادي ومميز في تطبيق أفضل الممارسات والمعايير في مجال حماية البيئة ومكافحة تغير المناخ والاقتصاد الاخضر ومتطلبات الأمن الغذائي وتوجيه التمويلات والاستثمار لتوفير الحلول المناسبة.
وبهذه المناسبة اود ان اشير الى جهود مصرف البحرين المركزي في هذا الشأن حيث تم مؤخرا اصدار إرشادات أولية لزيادة وعي القطاع المالي بتأثير تغير المناخ ومخاطره المالية، والعمل جاري على اصدار مزيد من الارشادات والتوجيهات في الأيام القادمة وخصوصا فيما يتعلق بالإفصاح العام في هذا المجال.
كما أصبح مصرف البحرين المركزي عضوا في شبكة تخضير النظام المالي، وهي الهيئة العالمية للمنظمين الذين يعملون على إجراءات السياسة التنظيمية المتعلقة بتغير المناخ. ونأمل ان يكون للمؤسسات المالية الاسلامية كما اشرت دور بارز وقيادي في هذه الجهود وخاصة على المستوى الدولي.
وأضاف، " في هذه الوقفة السريعة أود أن اشير الى بعض المحاور الهامة والتي آمل من اثارتها من جديد توجيه الاهتمام بها من ضمن العديد من المواضيع التي سيتم تناولها خلال المؤتمر، وهي ان التكنولوجيا المالية فتحت العديد من الوسائل الجديدة للقطاع المالي والتي يمكن للتمويل الإسلامي الاستفادة منها. فهناك نماذج أعمال جديدة ناشئة توفر فرصة للبنوك الإسلامية للتنافس مع أقرانها التقليديين على نفس المستوى بغض النظر عن الفرق في الأحجام. وهناك حاجة إلى أن تتخذ مؤسسات التمويل الإسلامي خطوة استراتيجية في مواجهة التقدم التكنولوجي الحالي وتولي دور قيادي قبل فوات الأوان. وعليه آمل أن يلقي المؤتمر الضوء على كيف يمكن لمؤسسات التمويل الإسلامي بناء القدرة على احداث تغيير في أسلوب ومنهجية عملها بسبب التطورات التكنولوجية الحديثة مع الاحتفاظ بهويتها الفريدة.
وكما ان الاستمرار في تطوير الكوادر البشرية المناسبة في قيادة العمل المصرفي المتوافق مع الشريعة الاسلامية حفاظا على ديمومة الصناعة وقدرتها على المنافسة مع التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاع المال بشكل عام، وهذا لا يقتصر على العاملين في الصناعة مباشرة بل يتعداها الى المختصين في المجالس الشرعية والرقابة والتدقيق الشرعي .
وأخيرا ، من الجوانب الاخرى التي تحتاج الى مناقشة وهو إطار الحوكمة المناسب للنوافذ الإسلامية. لا تتمتع النوافذ فقط بميزة القوة المالية وشبكة فروع الشركة الأم التقليدية، بل يتم تنظيمها بشكل طفيف في معظم الدول مقارنة بالبنوك الإسلامية. ونظرا لزيادة استخدام النوافذ الإسلامية، فإن مبادرة المؤتمر لمناقشة قضايا الحوكمة حول النوافذ تأتي في الوقت المناسب من أجل ضمان تكافؤ الفرص مع البنوك الإسلامية. وعليه نتطلع إلى توصياتكم حول كيفية إنشاء نموذج حوكمة أكثر قوة للنوافذ لضمان الحوكمة الشرعية المناسبة.