التشكيل الوزاري الجديد بين الإطراء والطموح .. وبرنامج الحكومة الفيصل
كتب - محمد الغسرة
انتظر الناس وبشغف سنة وسبعة اشهر للإعلان عن التشكيل الوزاري الجديد بعد وفاة رئيس الوزراء الراحل في نوفمبر 2020 . يتكون التشكيل الجديد من 24 وزيرا ، مطعما بالنساء والشباب والخبرة ، والتكنوقراط ..حكومة معتمدة على الكفاءة كأهم المعايير بدلا من المعايير المتبعة سابقا .
وحسب انطباعات الناس والمزاج الشعبي ، هناك امل وثمة طموح بتحقيق انجازات نوعية على كافة المستويات بما فيها المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما أن هناك ثقة بقدرة الأمير رئيس الوزارء الجديد بتحقيق الكثير من طموحات الناس وحل عدد من الملفات الصعبة خلال الفترة المقبلة.
الانتظار الاخر، هو المؤشر والمعيار الأهم والذي ينظر اليه بعين ثاقبة والمتمثل في "برنامج الحكومة" المقبل الذي من المفترض ان يقدم الى مجلس النواب المنتخب بعد الانتخابات المقبلة المزمع انتظامها في نوفمبر 2022، حيث تشير المادة 46 من الدستور إلى "يؤدي رئيس مجلس الوزراء والوزراء، أمام الملك، وقبل ممارسة صلاحياتهم اليمين المنصوص عليها في المادة (78) من هذا الدستور.
ويقدم رئيس مجلس الوزراء برنامج الحكومة خلال ثلاثين يوماً من أداء اليمين الدستورية إلى مجلس النواب، أو في أول اجتماع له إذا كان غائباً".
هذا البرنامج، سيعكس رؤية وتوجه الامير سلمان بن حمد آل خليفة، ومجلس الوزراء وعمل الحكومة وكيفية معالجة الملفات العالقة، سواء على الاتجاه السياسي (جمعيات محلولة وضيق افق سياسي ومعارضة نشطة بالخارج) والملف الحقوقي (ومطالب الدول في الملف الشامل الذي عممته وزارة الخارجة على جمعيات المجتمع المدني)، والملف الاقتصادي، في ضؤ ارتفاع الدين العام الى مستويات غير مسبوقة، ونسبة التضخم ، وارتفاع الاسعار مع ارتفاع ايرادات الدولة من النفط (بلوغ سعر النفط 120 دولار في الاسواق العالمية بينما حددت الموازنة العامة سعره ب 50 دولارا) فضلا عن البطالة ، وملف الضرائب والرسوم التي ارهقت المواطن وحاجة الوزارة الجديدة إلى النظر في ارتفاع تكاليف الرسوم بشكل عام وخصوصا الكهرباء والماء وارتفاع الفواتير على الاجانب والمؤسسات بشكل قد يعطل عملية التنمية والتعافي الاقتصادي والمالي. كما أن هناك الملف الصحي والذي نجح ولي العهد رئيس الوزارء في اجتياز محنة جائحة كورونا، لكن القطاع الطبي بسبب الميزانيات المخصصة له يحتاج الى اصلاح حقيقي، كما الملف التعليمي، حيث زاد الاقبال على المدارس الخاصة بسبب تراجع جودة التعليم الحكومي خلال العقد المنصرم وقلة كفاءة مخرجات التعليم وغياب الاستراتيجيات المتوافقة مع سوق العمل ما أوجد طوابير من العاطلين في مختلف التخصصات العلمية، بالاضافة الجوانب الامنية والعسكرية والرياضية والمشاريع الاخرى.
نستطيع القول بأن ولي العهد رئيس الوزراء نجح في المرحلة الأولى في تشكيل الحكومة ذات الوجوه الجديدة وتطعيمها بذوي الكفاءات المعتبرة، والعنصر الاخر الذي لا يقل اهمية الآن هو ماهية برنامج الحكومة ومدى ملامسته للاحتياجات الفعلية للمواطن، وكيفية تلبية مطالب الناس وآمالهم وهمومهم وتطمينهم على مستقبل ابنائهم، ومنها معالجة أزمة البطالة بشكل حقيقي واحداث النقلة النوعية في قطاع التعليم الذي تأخر لنحو عقدين من الزمن وتطوير القطاع الصحي وتعزيز الامن للجميع وفق الرؤية الاستراتيجية الشاملة لمواجهة المشاكل والازمات التي يعاني منها الاقليم وفي محيطه.