DELMON POST LOGO

امنياتنا للبابا الاسهام بدفع البحرين نحو برنامج إصلاحي يشجع على ثقافة الحوار على المستوى الداخلي

بقلم: زينب ال خميس

إن زيارة قداسة البابا فرنسيس البحرين، للبحرين اليوم للمشاركة في "منتدى البحرين للحوار “، والذي يرفع "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني" عنواناً له؛ تهدف لتشجيع عملية الحوار بين الأديان ومن أجل تعزيز التنوع والتعايش المشترك القائم على الاعتراف بالآخر المختلف، وفتح قنوات الحوار المناسبة والمستمرة
ولا شك، فإن الإنسان المنصف يرى في هذه الأهداف أنها اهداف سامية جداً وتساعد الدول من الغرق في الحروب والانتهاكات، والبحرين منذ حراك 2011 الى اليوم تعيش حالة من عدم الاستقرار داخلياً نتيجة للعديد من الأسباب بينها التمييز انعكس على حياة الناس في معيشتهم واعمالهم ، وتم معاقبة المشاركين في الحراك بسحب الجنسيات والسجن والتهجير بعضهم بغير محاكمة. وتم اعدام عدد من المتهمين واخرين حكم عليهم بالاعدام لم ينفذ بعد .
سيدي العزيز
ان قداستك تمثل الكنيسة الكاثوليكية التي تؤمن بالسلام والعدالة وتعمل بشكل دؤوب على نشرة والنصيحة به من خلال علاقاتها الدبلوماسية مع الدول في انحاء العالم خاصة الدول الغير مستقرة داخلياً نتيجة الاضطرابات والمطالبات الشعبية
من هذا المنطلق نتمنى من قداسة البابا ان يأخذ بعين الاعتبار الواقع البحريني فيساهم خلال زيارته ووجوده في الدفع نحو برنامج إصلاحي يشجع على ثقافة الحوار على المستوى الداخلي حتى يخرج البلد من الازمة الحالية ويعيد التوازن الطبيعي بين السلطة والمعارضة السياسية والتي تتضمن الشعور بالامن والامان وإطلاق سراح السجناء الذين تم اعتقالهم على خلفيات سياسية وسجناء الرأي والغاء عقوبة الاعدام التي تنتهك الحق في الحياة وتنتهك كل المواثيق والمعاهدات الدولية لحقوق الانسان والتي صدقت عليها مملكة البحرين كما ولابد من تكريس مبادئ النزاهة والشفافية والمساءلة في تنفيذ كافة الاجراءات والنشاطات المتعلقة بحقوق الانسان وان يتم الالتزام بسد الفراغ بين المصادقة على الاتفاقيات الدولية والالتزام الفعلي على ارض الواقع بما نصت عليه تلك الاتفاقيات على مستوى السياسات والممارسات .
كما ولا يخفى عليكم ان مملكة البحرين تعيش واقعاً سياسياً متأزماً بالاخص بعد احداث 2011 من خلال فرض مجموعة من القوانيين والتشريعات التي قيدت عمل منظمات المجتمع المدني ومن اهم هذه القوانيين قانون العزل السياسي الذي عزل شريحة كبيرة من المواطنين البحرينيين وبذلك استهدف حقوقهم السياسية والمدنية، بالإضافة الى إغلاق وسائل الاعلام المستقلة من العمل في البلاد وحجب المواقع المنتقدة لسياساتها على مواقع التواصل الاجتماعي إضافة الى وقف شبه تام للعمل التطوعي الأهلي.
كما وتم منع زيارة خبراء حقوق الانسان التابعين للأمم المتحدة للبحرين وإلغاء زيارة المقرر الخاص المعني بالتعذيب والتي كانت قد وافقت عليها الحكومة في وقت سابق وكل هذه الانتهاكات لها اثر سلبي على تدهور وضع حقوق الانسان في البحرين .
في الختام، دائماً ما دفعت زيارات البابا نحو برامج تشاركية غير إقصائية تقوم على الحوار ودائماً ما قدمت خطاباته مزيجاً من الجرأة على نقد مكامن الخطأ والدفع نحو الإصلاح بما يعزز في المستقبل من المزيد من التعايش والسلام والعدالة وهذا ما نأمل أن يحدث خلال زيارة الحبر الأعظم للبحرين.
----------------
** ناشطه حقوقية -الجمعية البحرينية لحقوق الانسان
زينب خميس