DELMON POST LOGO

المؤرخ عبد الله السعيد يودعنا ويترك اثره الباقي كباحث تاريخي وسياسي

ودعت البحرين والبلاد القديم المؤرخ الحاج عبدالله بن ابراهيم السعيد، احد الرواد الذي شارك في تثبيت عروبة البحرين .عن الحكم الإيراني قبل الاستقلال ، وله دور بارز في الحركة السياسية في البحرين واحد المرشحين لبرلمان 1973 ولم يحالفه الحظ بالفوز عن الدائرة التي فاز بها عبد العال حينها.
الفقيد يعتبر من ابرز المهتمين بتاريخ وتراث منطقة البلاد القديم وله نشاط واضح خلال العقود المنصرمة حيث قام بحماية بعض الاثار المهددة بالزوال وله مؤلف حول البلاد القديم "قيد الطبع والنشر، وللفقيد حضور اجتماعي وديني ومساهمات ثقافية في قرى البلاد القديم.
الحاج عبدالله إبراهيم السعيد يودعنا في يوم السبت الماضي الموافق للثاني من شهر أبريل 2023 ليستقر في دار البقاء بعد 83 عاما من العطاء في شتى المجالات خادما لدينه ووطنه فهو الابن البار لأرض أوال والمتمسك بتاريخها والساعي للتعريف به ونقله من جيل إلى جيل.
يعتبر السعيد من الشخصيات بل من الرواد في المنطقة مع رفاق دربه حملوا هم التغيير والارتقاء بمجتعهم فكانوا طلائع التغيير والتعليم مبادرين في التخطيط وتبني المشاريع فكان مشروعهم الأول في مطلع الخمسينات ( 1952) بتأسيس النادي تحت اسم جمعية التعاون لمحو الأمية وهنا كانت البدايات مع العمل المؤسسي وبعدها انتخاب الإدارة واللجان فكانت له رئاسة لجنة الرسم والتصوير بالإضافة مشاركته في لجان محو الأمية والثقافة.
الحاج عبدالله السعيد كان من المولعين بالقراءة والكتابة برغم تعبه بسبب النظر بعين واحدة  ، وهو دائم التواجد في مكتبته الصغيرة التي تحتوي على الكثير من الكتب بل كنز بما يحتويه من أرفف للكتب وصور معلقة لشهاداته في مدرسة الخميس ( المباركة العلوية ) الذي تخرج منها .
بالإضافة الى كونه رجل سياسة ولكنه معلم وشاعر وباحث واديب ساهم في حماية الاثار بالقرية وبالبحرين من الاندثار. ومن مواقفه المشهورة في المجال السياسي ، عندما دعا ممثل الأمم المتحدة ممثلين عن أندية ثقافية واجتماعية لاجتماع حول الاستفتاء على استقلال وعروبة البحرين، فكان الحاج عبدالله السعيد، من بين ثلاثة أشخاص مثّلوا نادي المنارتين (الاتحاد حاليا) بفندق الخليج ، قال حينها مخاطبا اللجنة الأممية في حشد كبير قائلا «كلنا مع استقلال البحرين وعروبتها، لكن ليس مع الاستبداد (...) يجب أن تكون للشعب كلمته وتمثيله في شكل الحكم القادم».
من مؤلفاته كتاب بعنوان (النهج القويم في تاريخ البحرين والبلاد القديم - عاصمة البحرين سابقا)، لا زال تحت الطبع او الاجازة من قبل وزارة الاعلام ، والكتاب ضم فصولا تتحدث عن جغرافية المنطقة ومكانتها العلمية والدينية، بالإضافة إلى التعريف بمؤسساتها ودور العبادة فيها، إلى جانب علمائها وأبرز القادة المؤثرين فيها.
وله دور في حماية تراث البحرين ، اذ يسجل للرجل أنه قام بإنقاذ الحجر التاريخي لمسجد الجمالة (ثاني أقدم مساجد البحرين)، بعد أن تم هدمه وتحطيمه في عملية إعادة بناء غير مسؤولة.
ويعتبر هذا الحجر نسخة مطابقة لحجر محراب مسجد الخميس (المشهد ذو المئذنتين). وتدارك الرجل بقايا المحراب عندما جمع قطعه المتناثرة من بين الانقاض واحتفظ بها لمدة 10 سنوات حتى أعيد تركيبها مرممة بعد إتمام عملية إعادة بناء المسجد.