DELMON POST LOGO

الهاشمي : وجدت في الكاريكاتير طاقة تعبيرية وقدرة هائلة للتواصل والنقد وهي بمثابة مساهمة مجتمعية لاحداث التغير والتقدم

كنت ارى بان رؤية للامور وللحياة مختلفة وتستحق العرض بناءا على مبدأ ان التفكير النقدي يتطلب طرح الاسئلة اكثر من الاجابات

قال الفنان خالد الهاشمي ، رغم حماسي للنشر على الانترنت كموقع خاص للتحرر من القيود الان ان يتطلب امكانيات ومتابعة ، لكن هذا العمل يوسع الجغرافيا ، وفرصة للتواصل الانساني ، والاهم انه يضعنا جميعا امام رؤية الاحداث من منظور انساني صرف رغم كل التناقضات وربما نغض الطرف عنه عندما ننشر في صحافتنا المنغلقة نسبيا .. وهكاذا يرون الاخرين منغلقين على قضايانا وهو مع الاسف حقيقة نواجهها عندمانكون امام قضايا انسانية في العالم .
وقال في ندوة نظمها مجلس بن رجب الثقافية مساء امس بعنوان "تجربة الكاركتير .. رؤية الاختلاف " ، بدأت عام 2011 العمل في الفيس بوك وفي الانستغرام 2014 ،لست نشطا في هذا الحقل ومساهمتي بقدر قدراتي ومساحة الوقت الذي امتلكة ، مع علي بان سطوة الاعلام الرقمي مذهلة وهو جزء يسير لقمة هرم التكنولوجي الذي يخطط له بشك مخيف وربما غير انساني لخدم اغراض تجارية ..الخ ، وبه تواجه عقلية الاخ الاكبر في ادارة الميدا وهندسة السطوة الاعلامية المعززة بالخورازميات للسيطرة على الراي العام بما يخدم مصالح معينة / سياسية اسيرة الجشع للافراد في الشهر والسيطرة والمال وتوظف امكانياتها لتعزيز السيطرة وهذا ما نراه في صراع بين الذباب والنحل الالكتروني ..
وقال ان واقع الاعلام الرقمي يطرح ذات المشكلة مثل الاعلام التقليدي اذا يسعى لخلق فرد متلقي سلبي اكثر من الفرد المفكر المستقبل لتسويق الاجندات الخاصة .. وهو صراع اكثر شراسة من قبل كثير ما نجد انفسنا ننساق اسيرين لتلكل السياسية بان نساهم في نشر مواد دون تكفير وهو ما يقوم به قطاع واسع من الناس في الشبكة العنكبوتية.
وعندما نرى الاختلاف سنسأل ونرغم على التفكير في ذلك الاختلاف ومبرراته ، لاسيما اذا اعتبرنا ان الكاركاتير طاقة تعبيرية كبيرة تتطلب التوازن بين الفكرة والتنفيذ لكونه في تصوري وفي جماهيري ايضا. وعلى غرار ما قاله محمود درويش " قبل ان تكتب فكر في الاشياء " وهو ذاته قبل ان ترسم فكر في الاشياء بالافراد حتى لا تكون فرسة الانفعال والارتجال .
ومعركة الاختلاف في الراي امام خلق ثقافة سافرة للتعبير ،لا الراي المتسلط والسائد ، ستاخذ وجه جديد في فضاء الاعلام الرقمي وستكون مهمة رؤية الطرف الاخر المختلف مشوشة وصعبة الا انها ضرورية لنا كمجتمع انساني واحد وهو جليا في عالم الانترنت والاتصال البشري ، ما يجعله مادة غنية لرؤية الحياة من منطق مختلف لا نشابه الواقع الذي نراه باعيننا ، كان هدفي من الرسم هو امل ان تكون ذات جدوى او تفتح نافذة للهواء نجدد افكارنا ورؤيتنا واختلافاتنا ".
عن البداية ، قال الهاشمي بان شغب الرسم منذ الصغر الموهبة ورثتها من الوالد صقلها اخي الاكبر ،وساهم وضعي الصحي في تعزيزها بسبب محدودية نشاطي الجسدي ، وتم استبدال هواية الرسم في الطفولة بالانشطة الاخرى بين اقراني .
وقال بداية اهتمامي بالكاريكاتير جاء متاخر مع المراهقة وتشكيل الوعي الاجتماعي .. جيل السبعينات والثمانينات في خضم النهضة والحراك الاجتماعي والانفتاح السياسي بداية الازدهار الاقتصادي العمراني ، وكانت المنطقة تموج بتطورات كبيرة اقليمية وعربية وبوعي قومي وحداثي على مستوى القضية الفلسينية العدالة والمراة
حماس الشباب والرؤية مستقبل افضل يمثلها روح الغضب والتذمر، فكان .. اول كاريكاتير للحمير .
بحكم حداثة التجربة والخبرة كان اليقين بفهم مايدور هو السائد / مما شكل الراي الموحد والجامع ينعكس التفاف حول المجتمع  الاجتماعي الثقافي للمساهمة في دفع الية التغير في المجتمع
وكانت التجربة الطلابية لهادور مهم للتغير ، ايمان بالراي الواحد والموقف الواحد .. الى حد كبير .
سرعان ما انتابني القلق من صواب ذلك التوجه في ظل روح الجماعة على حساب الفرد حريته في الاختلاف ،كنت ارى فكرة الراي الواحد سلطة تقمع الفرد مقابل الدعوة بالتحرر والانفتاح .. تناقض مربك ، ولاننا لم نتربي على التفكير النقدي سواء في المدارس او الحياة ، لم يكن ذلك قصر على الشباب دائما عقلية سائدة في مجتماعتنا.
وبسبب طبيعتي غير الصدامية ، والبحث عن خيارات تحتمل الصواب وجدت في الكاريكاتير طاقة تعبيرية وقدرة هائلة للتواصل والنقد وهي بمثابة مساهمة مجتمعية لاحداث التغير والتقدم
برؤية ممتعة تستحق الاطلاع.
موضحا بانه على اطلاع بالتجارب العربية والاجنبية في غياب جوجل ، وكان التحدي بين منتج ثقافي الردئ والجيد في حقل الصحافة ( منبر النشر الوحيد ) محكوم بقوانين السلطة والمال بالمقابل الكاريكاتير العربي بين المدرسة المصرية والشامية نماذج الفنانين ، موضحا بانه ليس المقصود بالكاريكاتير الاساءة لاحد عنوان بليغ للمرحلة ، وبروز فنانين متميزين ناضلوا لفكرة استقلالية الكاركاتير وتحرره من سلطة الجريدة ، لاسيما ان المنطقة الخليجية حاضنة للمدرسة المصرية وهو السائد.
وكنت اميل الى المدرسة الشامية بقناعة ببلاغة الصورة وان الرسم التاملي حافز للق متعدد وجهات النظر واثارة روح النقد والحوار والتعددية دون انتقاص سعيد ان اكون مختلف.
واضاف، وجدت الكارياتير طاقة تتجاوز الصحافة اليومية بمفهومها الاخباري وهو شرط الحيوية والديمومة ، فكرة النقد الكاريكاتيري للظواهر ، لذا بالبدايات كانت في الصحفات الثقافية مساحة للحوار والنقد في منتصف الثمانيات 1986-1987 .
وقال في بداية عملي في مجال الكاريكاتير عرضت أعمالي في اسرة الادباء والكتاب كان حافزا ، واهتمام الشاعر قاسم حداد خلق تواصل فكرى اعتز به ومقدر دوره في استمراري في العمل المتقطع ... ويعود له الفضل في اصداري الاول ايضا ، مع ملاحظة ان الاهتمام وسط المثقفين والاصدقاء وتفائلهم بما اطرحه كان حافز لتعريف للوسط الصحفي فيما بعد .
تجربة النشر الصحفي اليومي والحق في الاختلاف
كنت ابحث عن نافذة للتعبير .. كنت ارى بان رؤية للامور وللحياة مختلفة وتستحق العرض بناءا على مبدأ ان التفكير النقدي يتطلب طرح الاسئلة اكثر من الاجابات ، 1989-1994 فكرة العمل بجريدة الايام ، تجربة جديدة لرسم الكاركاتير اليومي وليس الثقافي المحدود ، من حقنا ان نختلف مع الجريدة وما يتم حجبه او نشره دون تغيير في المحتوى ، في البداية لم يتقبل القراء فكرة صمت الكاريكاتير ... التقييم السنوي غير الانطباع والنتيجة لازال التحفظ على القراءة البصرية مقارنة بالتعليق الواحد .!! تعددية القراءة
من خلال الممارسة والتفاعل مع القراء تبين بان احترام حق الاختلاف مع الاخر ،،، شعار وحجر عثرة في طريق التفكير على كافة الاصعدة ومختلف الجماعات . السياسية الاجتمعية الثقافية ..
سلطة الراي الواحد عقلية سائدة بين المؤسسات والافراد ايضا ، قد تفهم تحفظ المؤسسات الحكومية بحكم وضعها ، الا ان الموضوع اعقد من ذلك بالنسبة الى المجتمع ، لم اكن مغرم بالشخصيات  الكاريكاترية .. الا ان شخصية المواطن " العبد " بدأت تلوح ..
محطات الاختلاف
واجهت العديد من محطات الاختلاف مع الناشرين ومع الناس ، سواء اثناء غزو صدام للكويت عام 1990 ، وبعدها اصدر كتابي الاول ، او الانتخابات الايرانية عام 2005 بعدها اصدرت كتابي الكاريكاتير الثاني ، كذلك بعض الرسومات في جريدة الوطن السعودية وتكرر الوضع في جريدة الايام .
المحاضر الفنان خالد الهاشمي مع جانب من الحضور
جانب من الحضور