DELMON POST LOGO

رفيقة بن رجب تدشن كتابها " نبض النص " بالجامعة الاهلية وتقول : الحب الصريح والعفيف موجودان في كل الازمنة

الحب مشاعر انسانية غير مربوطة او مرتبطة بالمكان الزمان

دشنت الدكتورة رفيقة بن رجب وهي استاذ مشارك بالجامعة الاهلية ، كتابها الرابع الذي عنونته بــ " نبض النص " بحرم الجامعة الاهلية برعاية من رئيس مجلس الأمناء للجامعة الاهلية الدكتور عبد الله الحواج، وبحضور رئيس الجامعة الدكتور منصور العالي وبادارة الدكتور علي عبد النبي .
واكد الحواج في كلمته على اهمية البحث والدراسة والتأليف من قبل الكادر التعليمي بالجامعة وهو فخر للجامعة والبحرين ، فيما قال الدكتور علي عبد النبي فرحان ، ان فكرة الكتاب هي فكرة ناهضة ، اشتملت على جانب نظري واخر تطبيقي على نصص مختلفة تجمع بين القديم والحديث ، وقد ركزت الكاتبة على الاسلوبية التقليدية في تحليل النصوص ، وغلب على طابعها الجانب البلاغي .
واشار الى ان الكتاب شمل الحقبة الاولى التي يمثلها الشاعر الاموي عمر بن ابي ربيعة ، دراسة اسلوبية مع التركيز على انموذج الجمال في شعره وتناولت المؤلفة منخلال ذلك لغة الشاعر الجمالية وتم توزيعها على عدة محار وقد ارفقتها بجداول ايضاحية لداسة بعضالمفرادات اللغوية لجمال الوجه والفم والعين والجيد والشعر الجسم والحركة والهيئة والصفات .
ثم انتقلت الى ظاهرة نموذج الجمال لديه وبرز هذا الجانب واضحا من خلال ما ذكر من نسائ كهند ونعم وزينب والرباب وسواهن وقد رصدت العلاقة بين عمر وبينهن من خلال جداول توضيحية ايضا ،والحقبة  الثانية تنوع المفاهيم الشعرية في شعر المرأة الخليجية والتي تمثلها الشاعرتان عوشة السويدي وتنهات نجد .
وفي تعريف المؤلفة للكتاب ، قالت الدكتورة رفيقة في كلمتها " إن فكرة الكتاب راودتني منذ 2017 عندما تمت دعوتي لحضور ملتقى الشعر في قصر الثقافة بالشارقة وطلبوا مني بان تكون ورقتي هي دراسة نقدية وجمالية لأربع عشرة شاعرة من دول الخليج  ومن الشعر النبطي".
وقد تم تقسيم الكتاب الى بابين الاول الباب الأول وعنوانه قراءة أسلوبية في المؤتلف والمختلف بين حقبتين ، الحقبة الأولى: يمثلها الشاعر الأموي عمر بن أبي ربيعة  الذي ركزت على أنموذج الجمال في شعره (وطبقت عليه الدراسة الأسلوبية الإحصائية) وتناولت من خلال ذلك لغة الشاعر الجمالية وتمَّ توزيعها على عدة محاور وقد أرفقتها بجداول إيضاحية لدراسة بعض المفردات اللغوية لجمال الوجه، وجمال الفم، وجمال العين والجيد، وجمال الشعر، وجمال الجسم، وجمال الحركة، وجمال الهيئة والصفات.
ثم انتقلت إلى ظاهرة نموذج الجمال لديه وبرز هذا الجانب واضحاً من خلال ما ذكر من نساء كهند، ونعم، وزينب والرباب وسواهن وقد رصدت العلاقة بين عمر وبينهن من خلال جداول توضيحية أيضاً.
وعلى ذلك فإن خصائص المثل العليا في التعبير والتصوير عند عمر هو عالم الطبيعة وما فيه من عناصر جمالية رائعة تجسدت في مغامراته، فبدا أنموذج الجمال لديه متألقاً مصوراً في عالم محسوس – ومعجمه مستمد من الإنشاء التراثي وصوره تجري على التأكيد البياني العربي.فأنموذج الجمال لديه هو أنموذج عربي تراثي  ولألفاظ والصيغ التي يتكون منها معجم الشاعر هي أساس التشكيل الجمالي لشعره وتجلي رؤيته، لصعوبة فصلها عن التشكيل الجمالي للتجربة، وهي نفسها التي تتكون منها الصور والإيقاع.
وقد استجابت لغة عمر من ناحية الأداء الفني لزمانها من خلال العمل الأدبي ولو بقدر نسبي، والاتجاه هنا يكمن في اختيار اللفظة المشاكلة لحياة أصحابها، بما فيها من روح الانتساب إلى الإنشاء التراثي، على أن البحث في الصيغ المتكررة في التأليف الشعري هو الأساس الذي يدور عليه نطاق وصف الجمال عند عمر؛ إذ يشكل أساس الإنشاء التراثي الفاعلية الأساسية فيه، مما يجعله يولد تصوراً بلاغياً للمرأة يستقى من تراسم التصور الجمالي للمرأة، أو تصور العرف والعادة
الحقبة الثانية ، تنوع المفاهيم الشعرية في شعر المرأة الخليجية والتي  تمثلها  الشاعرتان عوشه السويدي  وتنهات نجد.
ترى كيف تتداخل تلك الحقب رغم تباعد السنين ؟ وكيف يصبح الحب متشابها في القصائد الغزلية ؟.
وتضيف ،  إن المنجر الشعري في الحقبتين قائم على الحوار الداخلي الذي لا ينتظر إجابة ،بل هو حوار ممزوج بالدهشة والاستغراب مما يجعل المتلقي يواجه واقعًا مختلفًا ،يصوغ الفرضيات الممزوجة بالمنطق الجمالي ،وبملابسات مطروحة خلال النسق المظلم حينًا والمفتوح حينًا آخر .
وهنا تبرز عملية شبه معقدة ؛لأننا إزاء طرف واحد قد بذل كل ما لديه  من مشاعر تجاه الطرف الثاني ،والتوازن الكلامي هو الذي يعكس إشكالية الجمع بين المتناقضات كما نراها نحن.
وتصبح حينئد الممارسات الخطابية ذات طابع جمالي يصور المواقف والمشاعر وفقًا لمعطياتها الصحيحة في كل الأزمنة بل والأمكنة أيضا..
وهنا كشفت هذه الدراسة  عن المخزون الثقافي الذي أكد  على  الطاقة الحضورية    إذ تحققت  في أشعارهم جدلية تفاعلية  ولدت ملحمة قوامها التمازج والمثاقفة بين الحقبتين   .
ولا شك أن مثل هذا التمازج  بينهما خلق تنوعا لافتا بين الجيلين  فقد تباينت اجيالهم ولكن تقاربت لديهم قيم الجمال والفن والإبداع والمجاز والصور وسواها,
وقد تم التركيز في الحقبة الثانية على عدة مداخل تماهت مع سياق النسق الفني الذي ساهم في تعميق تلك الروافد واستنطاقها  للوصول بالمتلقي إلى عمق النص مرورا بعدة فضاءات ممتدة بين عالمين متباعدين زمنيا ومتقاربين جماليا.
وهذا كله عمق مستوى الرؤى وفتح أمامه  مايسمى بالنقد التأويلي والقفز على المألوف إلى الخروج للا مالوف  دون تغافل مساق عدم تداخل زمنية الحدث ؛وذلك رغبة في استيعاب المعطيات المطروحة لكلتا الحقبتين. وحينها يتولد التعالق الإيجابي رغم تقاربهما حينا واختلافهما حينا آخر.
بالنسبة الى  الباب الثاني  تم تقسيمه ايضا إلى فصلين، الاول ضم الشاعرات اللاتي جمعتها من ديوان القصيد للشاعرة الإماراتية مريم النقبي و في هذا القسم تناولت بالتحليل الأسلوبي أربع   عشرة  شاعرة من دول الخليج.
وقد تناولت تحليل النصوص تناولا توثيقيا وحضوريا استوعب جميع الأيديولوجيات الفكرية وأكثر المعطيات المطروحة لتتغلل تلك النصوص في عمق الخطاب الأدبي  .
والفصل الثاني ضم قصائد من خارج الديوان وايضا اقتصر على الشاعرات فقط دون الشعراء وقد كان الوقوف عند هؤلاء الشاعرات وقوفا موفقا برزت فيه التحديات بكل أبعادها السيميائية التي تحتوي على سجل من المضامين التي بلورت الوعي الناضج  والنسيج الشعري باحتضانه الخطاب الجمالي بنقلاته  النوعية  بعلاقاته الجدلية ذات الدلالات  والتوازنات المجتمعية.
وقد ضم الفصل بعض الشاعرات اللاتى أثبتن وجودهن في عالم الشعر و باقتدار باستخدام الدلالات التخييليه البعيدة المدى والتي فتحت المجال للنقد التأويلي الذي حقق الوظيفة الشعرية برصد احترافي ونقل دقيق في صياغة رصيد ولغة باذخة   للشاعرات تناغمت مع الأحاسيس والمشاعر للعزف على أوتار القلوب.
وظل الأمر بين الشاعرات في جدال وسجال بأسلوب يتزاوج فيها الألم و العشق يستقرئ فيها النص رغم مروره بعدة انكسارات نفسية من خلال ما مرت به من تجارب قاسية الا انها ظلت حاضنة لتلك المفردات والمضامين التي غيرت فانتازيا التخيل الجاذبة لتظهر دائما كأيقونه للابداع.
وبهذه الباقة المتباينة في الغايات و الأهداف والأغراض والصور والألفاظ والمعاني باختلاف الشاعرات وبيئاتهم المتعدده استطعنا أن نتوصل إلى حقيقة هامة : وهي أن الشاعرات   قد خلقن  مساقات تعبيرية تتناسب مع كل شخصية اكتسبت هوية خاصة بها وبتجربتها ومعاناتها.
وقد حلقن بنا  بعيدا في أفق مغاير حطمن من خلاله  كل المعوقات بتحد وكبرياء مستوعبات كل ما لديهن من طاقات إيجابية فاعلة دون تهجين لغوي لأنهن دوما يطمحن في الوصول إلى شعريه متراكبة الأوجه متناغمة الأهواء ذات محاور تأويلية تنهض بالمنظورات الفكرية والفلسفية دون حدود وقيود.
واختتمت بالقول ان الذي جمع بين هذه الأزمنة الجمالية المتباينة هو تلك المثيرات الفنية التي  شكلت بعدًا قارًا ساهم مساهمة ملموسة في بناء تصورات إبداعية متباينة الرؤى بين الذات والآخر ،رغم تشابك وتشابه الوجدان وتلاحم العواطف بأسلوب جسد الأنساق المعرفية وأكد على الإيديولوجية الحضارية التي تتضح في استخدام العبارات والألفاظ والأسلوب.
فهناك ربط خفي بين التراث والحداثة دون تنافر، بل هي قادرة على إثارة أبعاد غيبية تسجل أروع المضامين وتساهم باقتدار على تنشيط الذاكرة المولدة للعديد من القضايا المركزية.
وفي مداخلة للدكتورة زهرة حرم قالت ان الحب قيمة انسانية ليست مرتبطة بالزمان او المكان ،وتساءلت لماذا المقارنة بين شاعر  وشاعرات ، وليس شاعرة وشاعرات لتكن المقارنة متسقة؟ فيما قالت المؤلفة بانها لم تجد شاعرة بمستوى عمر للمقارنة .
الحواج والعالي مع المؤلفة الدكتورة رفيقة
اثناء توقيع الكتاب بالجامعة اليوم