وجه عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رسالة سامية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يوافق الثالث من شهر مايو من كل عام، فيما يلي نصها: يسعدنا في اليوم العالمي لحرية الصحافة أن نعرب عن عظيم امتناننا وتقديرنا لصحافتنا الوطنية، التي تؤدي رسالتها النبيلة في خدمة الوطن بكل كفاءة واقتدار، على التزامها الراسخ بشرف المهنة الصحفية، وتمسكها بأمانة الكلمة والموضوعية، في إطار من المسؤولية التي تدعم جهود الوطن في مسار التنمية وتحافظ على مكتسباته.
إننا إذ نشارك المجتمع الدولي احتفاله بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، والذي يحمل هذا العام شعار "صحافة من أجل الكوكب.. الصحافة في مواجهة الأزمة البيئية"، لنؤكد محورية دور الصحافة في مساندة جهود الدول والحكومات لتحقيق الأمن والاستقرار العالمي، باعتبارها احتياجات رئيسية لا غنى عنها من أجل نماء الإنسان وازدهاره.
وتشكل تأثيرات تغيّر المناخ تحديًا حقيقيًا يهدد السلام والاستقرار الدولي ومستقبل البشرية، ما يتطلب تكاتف الجميع لضمان تحقيق الأمن البيئي العالمي، وهو الأمر الذي يزيد من أهمية دور الصحافة في رفع الوعي المحلي والعالمي من خلال نشر المعلومات والبيانات الصحيحة، وتحفيز المجتمعات للمبادرة من أجل الحفاظ على البيئة.
إننا في مملكة البحرين، وضمن مساعينا نحو تعزيز التنمية المستدامة، فقد أولينا قضايا البيئة والحفاظ عليها اهتمامًا واسعًا من خلال العديد من المبادرات والاستراتيجيات والخطط الوطنية، وأكدت المملكة التزامها باتفاقية باريس وما أعلنت عنه في "قمة غلاسكو" بشأن خفض الانبعاثات، وقامت بإطلاق خطة العمل الوطنية "Blueprint Bahrain"، لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، وكذلك الاستراتيجية الوطنية للطاقة، وصندوق تكنولوجيا المناخ وغيرها من المبادرات، وذلك كله ضمن مساعي مملكة البحرين للحفاظ على البيئة وصحة الإنسان، وبما يصب في دعم جهود المجتمع الدولي نحو عالم أكثر جودة للحياة.
وفي هذا السياق؛ نود أن نعرب عن تقديرنا الكبير لجهود ولي عهدنا الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وقيادته لجهود الحكومة لتحقيق ما نتطلع إليه من نماء للوطن وتقدمه، ومتابعته لما يتم بذله في سبيل الحفاظ على البيئة واستدامة مواردها.
ونشُد في هذا المقام على يد صحافتنا وإعلامنا الوطني لمواصلة الاهتمام بقضايا البيئة، وتعزيز الرسائل والمضامين التي ترتقي بوعي الفرد والمجتمع تجاه القضايا البيئة وتأثيراتها، تماشيًا مع ما تقوم به مملكة البحرين من خطوات في هذا المجال الحيوي.
ونؤكد في هذا المناسبة، اعتزازنا بالكوادر الصحفية والإعلامية البحرينية، وما توليه من حرص على تنمية مهاراتها بما يتناسب مع التطورات المتسارعة في ظل الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي، متمنين لهم استمرار مسيرة عطائهم وإبداعهم في كل ما يعزز من مكانة مملكة البحرين باعتبارها مركزًا حضاريا على مستوى المنطقة.
ولا شك أن التزام صحافتنا الوطنية بالإطار الدستوري والقانوني الداعم والمساند لحرية الصحافة قد مكّنها من أن تمارس دورها بكل انفتاح، لتكون عنصرًا فاعلاً ومؤثرًا في نهضة الوطن وازدهاره، والتي نعتبرها اليوم مثالاً للكلمة الصادقة والحرة التي تعكس نبض المجتمع وتطلعاته.
إن اختيار المنامة عاصمة للإعلام العربي 2024 من قبل مجلس وزراء الإعلام العرب، ليؤكد المكانة المرموقة التي وصلت إليها صحافتنا وإعلامنا الوطني في ظل التزامهما بالقيم الصحفية الأصيلة، وإننا نتطلع إلى أن يدفع هذا الاختيار إلى مزيد من التعاون والتلاقي العربي، خاصة مع استضافة البحرين لأعمال القمة العربية 33 منتصف الشهر الجاري.
ونثمن بهذه المناسبة الجهود التي تبذلها وزارة الإعلام نحو مزيد من الارتقاء والتطور للعمل الصحفي والإعلامي، مقدرين اهتمامها بالكوادر الصحفية والإعلامية الشابة وتأهيلها لتكون على قدر المسؤولية في التعبير عن نهضة الوطن والحفاظ على هويته الوطنية.
كما نشيد بإسهامات المؤسسات الصحفية الوطنية وجمعية الصحفيين البحرينية في دعم ومساندة جهود النماء والتقدم التي تشهدها البحرين، والتزامها بتقديم رسالة إعلامية رصينة، وفقًا للمعايير والقيم المهنية، متمنين للأسرة الصحفية والإعلامية في البحرين دوام النجاح والتوفيق.