DELMON POST LOGO

حرية التعبير مدماك الديمقراطية وحرية الصحافة المؤشر لصولجان العمل السياسي والمدني

- لا ديمقراطية بدون الحريات العامة بمفهومها الواسع وسقفها الرفيع

- ما تنص عليه الدساتير من الباب يسلبه القانون من الشباك

- حرية التعبير جزء من كل – لا يستقيم الظل والعود اعوج ( الغزالي )

كتب – عباس هلال

بمناسبة اليوم العالمي لحرية لصحافة نظم التجمع القومي ندوة حرية التعبير .. قراءة من تجربة 30 عاما في الصحافة والاعلام قدمها الكاتب الصحفي محمد فاضل بمقر التجمع بالعدلية .. نعم تجربة كاتب وصحفي متمرس دخل عالم الصحافة والكتابة عبر تجربة العمل الطلابي  والسياسي تجربة مبكرة تميز بها أبا اياد من عقلية منفتحة لم يكن اسير للايدلوجيا الجامدة  فكان متابع وعلى صلة بالحراك الطلابي في القاهرة وبالحراك السياسي المصري وبحس مرهف مع السينما والفن والادب الملتزم ،  عاصر تجربة أيام السادات وتقاطع وتصادم الاتحاد الوطني لطلبة البحرين في الخارج بالنادي الطلابي بالقاهرة وكان هو الاخر ضمن حملة التشتت وسحب الجوازات هام بتجربة الشيخ أمام واحمد فؤاد نجم وما حولها سياسيا وادبيا .

- دخل عالم الصحافة في اخبار الخليج بوعي سياسي وازن ومتوازن ومكتنزا بالثقافة والفنون بفكره العروبي القومي اليساري ، انفتح على جميع الزملاء والزميلات فكانت تحقيقاته وكتاباته توحي وباستشراف لامع وكاتب مبدع مرهف بالقضية الفلسطينية وفلسطين والمقاومة عبر اطارها السياسي والادبي ،  من المؤسسين لنادي السينما في البحرين عبر خبرة كبيرة بالسينما العالمية والسينما المصرية بشكل خاص ، كان من المؤسسين لنقابة الصحفيين تحت التاسيس – لكن شتات الصحفيين والإعلاميين وتقاطع الرفاق !! والدعم الرسمي المباشر لجمعية الصحفيين عطل مسيرتها .

- هذه خاطرة سريعة سيطرت على هذه السطور تجربة معاناة حرية التعبير التي عمل في ظلالها محمد فاضل في ظل المرسوم بقانون بشأن تدابير أمن الدولة وفي ظل جريدة يومية يتيمة اخبار الخليج حتى نهاية الثمانيات بصدور جريدة الأيام 1989 والجرائد والمجلات الأسبوعية – الأضواء – صدى الأسبوع – المواقف – بانوراما واصبح لامعا في الايام ولاحقا مؤسسا قدير في جريدة الوقت مع الاستاذ ابراهيم بشمي ابا روان.

- حرية التعبير وحرية الصحافة لم تكن يوما ما منفصلة عن الحريات العامة ، حرية العمل السياسي ، حرية العمل النقابي ، حرية الرأي والتي كانت في مقدمة الإعلان العالمي لحقوق الانسان والعهدين  الدوليين والمواثيق والدساتير ، حرية التعبير تضيق وتتسع حسب النظم  وطبيعتها ، ديمقراطية ، شمولية ، عسكرية .. الخ رغم وحدة النصوص على هذه الحريات في دساتير هذه الدول .

- في وقت نصت المواثيق العالمية والدولية على حرية التعبير بمفهومها الواسع تاتي نصوص الدساتير على الحريات العامة وحرية التعبير وحرية الصحافة  بتذييل .

- ما لم تكن مخالفة للنظام العام !! والاداب العامة !! – ينظمها القانون – وفق الشروط والأوضاع التي يبينها القانون ؟ بمعنى ما تعطيه الدساتير من الباب يأخذه ويسلبه القانون من الشباك !!؟ لا توجد حرية تعبير ولا توجد حرية صحافة الا بوجود حريات عامة وديمقراطية صحيحة وهي مرتبطة ومترابطة مع طبيعة الحريات السياسية وجودا وعدما وعلى سبيل المثال لا الحصر اذا وجد البرلمان في الكويت تكون المادة المتعلقة بالحريات موجودة واذا حل البرلمان تعدلت لمرات عديدة !! ( المادة 35 من قانون المطبوعات (.

- في تجارب سابقة ، قوانين المطبوعات والنشر قيودها وغموضها لا تنتهي كان هذا حصارا وارهابا الى حين لكن مع التقدم في التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي والميديا في الفضاء العالمي المفتوح أصبحت الصحافة مجبرة أحيانا على رفع سقفها مثل ما حصل للاعلام بظهور الفضائيات سابقا ، أصبحت الان الصحافة الورقية متخلفة وتأثيرها محدود . صحيح نحن لسنا مع المطلق وصحيح هناك خيط رفيع بين الحريات العامة والاداب العامة او النظام العام لكن وحتى الان هناك توسع وتنمر لمفاهيم الاداب العامة والنظام العام والقوانين على نصوص المواثيق والدساتير !!.

- ولعل تجربة مشروع قانون المطبوعات والنشر والذي ينادي به الجميع !!!! اسيرا محبوسا في ادراج البرلمان من فصل الى فصل ، ومن دور انعقاد الى  اخر ، اكثر من 20 عاما مثل مبادرة حل الدولتين !!!!.

حضر الندوة جمهور نخبوي جميل دارت تساؤلات عميقة حول حرية الراي والتعبير ولم تكن فلسطين غائبة وحرية الرأي والتعبير العالمي كما حدث في الجماعات الامريكية .

كان محمد فاضل جميلا وانيقا وعميقا في حديثه ، وكانت ادارة الندوة من قبل غازي المرزوق