DELMON POST LOGO

الوطني باسرة الادباء والكتاب : الرواية الافغانية فضاءً رحباً يحتضن معاناة المرأة وينقل همومها وأوجاعها 2-2

الأدب الأفغاني بشكل عام هو أدب المعاناة، والصمت، والإنسان المسحوق ، والمرأة المضطهدة الباحثة عن ذاتها

عبر عقود من الزمان عاشت المرأة الأفغانية تحت ظل أعراف مجتمعية ظالمة

قدمت الكاتبة شيماء عيسى الوطني ورقة عمل حول " الادب الافغاني " بمختبر سرديات البحرين مؤخرا بمقر الاسرة وتواصل الوطني حديثها عن الرواية الأفغانية  في هذه الحلقة .

ومنذ سقوط طالبان تحسنت حياة النساء بعض الشيء، لكن بدأ أمراء الحرب - كما يعرفون - بمحاولات لثني النساء المنخرطات في مجال العمل السياسي إما بالتهديد أو بالهجمات المسلحة، فآثرت معظم النساء الابتعاد والنجاة بحياتهن . وحتى النساء اللاتي يحاولن الانخراط في المجتمع السياسي أو يطالبن بحقوق بقية النساء أو حتى ينخرطن في المساهمة في رفع الظلم يتعرضن للتهديد والمضايقات والهجمات المسلحة فآثرن الابتعاد والهرب.

لكن عودة طالبان إلى الحكم في مايو 2021 م أعادت المرأة مجدداً إلى زمن الاضطهاد والتمييز؛ وهنا أطلقت الناشطة في مجال حقوق الإنسان محبوبة سراج صرختها التي تلخص حال المرأة الأفغانية وما تتعرض له من عملية انتزاع لكافة حقوقها قائلة : "لقد مَحَوْنا عن الوجود. ما مِن حقوق إنسان نتمتّع بها في أفغانستان اليوم. فالنساء غير موجودات بالنسبة إلى طالبان."

أصبحت الرواية اليوم بوجه خاص فضاءً رحباً يحتضن معاناة المرأة وينقل همومها وأوجاعها بكل صدق إلى العالم، فقد برز عدد من الكُتاب الأفغان واشتهرت رواياتهم وتحول البعض منها إلى أعمال سينمائية شهيرة.

فالكاتب الأصيل والمبدع هو الذي يشعر بالمسئولية والارتباط بقضايا مجتمعه أينما حل ويحاول نقل صورة لما يحدث في وطنه للقارئ الذي لا يعرفه، متمسكاً بهويته الثقافية التي ينتمي إليها ومحاولاً الكشف عن واقعه الحقيقي.

ولعلنا حين نذكر الرواية الأفغانية فإن أول من يتبادر إلى ذهننا اسم الروائي الأفغاني " خالد حسينى " ورائعته " عداء الطائرة الورقية "، ولكننا هنا بصدد الحديث عن روايته الأخرى " ألف شمس ساطعة " والتي كتبها عام 2003 م، مستشرفاً أثر عبثية الحرب والقتل والدمار على مستقبل أفغانستان والمرأة الأفغانية في ظل القيم الديمقراطية والاجتماعية المرتبطة بالتعليم والأسرة وحقوق المرأة.

ففي قالب سردي مشوق لثلاثة أجيال متعاقبة يأخذنا خالد حسيني على مدى أربعة عقود من الواقع السياسي المضطرب الذي يبدأ بهزيمة الحزب الشيوعي، مروراً بالحروب الطائفية ثم حكم طالبان ويليه الاحتلال الأمريكي؛ حيث رواية " ألف شمس ساطعة " وبطلتها " مريم "؛ الفتاة الصغيرة التي ستصبح امرأة مسكونة بالتمرد على واقعها وفي مفارقات القدر وجنون الحرب تلتقي بليلى المرأة التي تربّت في ظل أسرة تؤمن باحترام المرأة وحقوقها، فتتقاطع حياة الشخصيتين في أحداث درامية يؤججها العنف الذكوري والتطرف الديني والقمع السياسي.

أما رواية " حجر الصبر " الحاصلة على جائزة الغونكور سنة 2008م والتي جعلت كاتبها عتيق رحيمي من أبرز الروائيين الأفغان، فقد كشف فيها رحيمي عن المعاناة التي تنتج عن الحروب وتداعياتها حين تختلط الدماء مع دخان المخدرات مؤدية إلى مجتمع متهاوٍ تكون النساء فيه الضحية الأولى.

كُتبت الرواية باللغة الفرنسية حيث يعيش رحيمي حياة النفي، وهي ليست رواية تخيلية بل هي صرخة من امرأة واقعية عاشت مسلوبة الإرادة في مجتمع منغلق يئد النساء بحجة المحافظة على العادات والتقاليد والطقوس الدينية .

جعل رحيمي هذا النص " منولوجاً " تتدفق فيه الكلمات على لسان امرأة شابة تنتقم من صمتها الذي طال بأن تترك العنان للسانها ليتحدث عن رغباتها الدفينة بكلماتٍ مؤلمة وجريئة وعميقة في ذات الوقت.

اهتم رحيمي في الرواية بالرمزية ولغة الجسد للتعبير عن حرية المرأة التي في رأيه لا يمكن أن يتحرر كيانها طالما بقي جسدها أسيراً للمعاناة والألم والقيود، وقد كتبها إحياءً لذكرى الشاعرة الأفغانية " ناديا أنجومان " المقتولة بوحشية من قبل زوجها عام 2005م .

تدور أحداث الرواية في حجرة صغيرة كئيبة حيث زوجة شابة لها طفلتان أنجبتهما عبر الزنى مع أحد المشعوذين، كي تحتفظ بزوجها العسكري العقيم الذي يصاب فيما بعد برصاصةٍ لم تقتله ولكنها تركته كّـ " جثة "!

جعل الزوجة تكشف أسرارها وتعري ذاتها أمام زوجها، وتلقى في نهاية الرواية مصيرها المحتوم في مفارقة هزلية مفاجئة!

جعل رحيمي الشخصية تتحدث عن حجم معاناتها كامرأة مبدعة في مجتمع يضطهد الأدباء والفنانين.

وفي رواية " اللؤلؤة التي كسرت محارتها " تخلق نادية هاشمي وهي طبيبة أطفال أفغانية الأصل ولدت وترعرت في نيويورك بعد هجرة والداها في أوائل السبعينات؛ عالمين متوازيين لشخصيتين أحدهما لقصة فتاة أفغانية تعيش في وقتنا الحاضر واسمها رحيمة والعالم الآخر لإحدى جدات رحيمة وهي شكيبة التي تعيش في زمن قديم، والمفارقة أن الفتاتين في كلا الزمنين تتعرضان لذات المعاناة والتعنيف القسري، وكأن هاشمي أرادت بذلك إيصال فكرة أن المرأة الأفغانية محكومة عبر الأزمان واختلافها بالقهر والاضطهاد. تحفل الرواية بالكثير من النماذج لنساء مسحوقات ويرزحنّ تحت قهر قضايا مختلفة تمس المرأة كالتعليم، الزواج القسري، الإدمان على المخدرات، التعنيف من الزوج وعائلته، اضطهاد النساء ذوات الإعاقات الجسدية والمشوهات، إنجاب البنات، حرمان النساء من الورث وأيضاً قضية انخراط المرأة الأفغانية في العمل السياسي بشكلٍ صوري، كما ورسمت الرواية ملامح لتقليد يحدث في أفغانستان وهو "  الباشبوش " وهو اختيار إحدى بنات العائلة غير البالغات ليتم معاملتها كصبي تعويضاً عن الصبي الذي لم تنجبه العائلة إلى أن يصل عمر هذا الباشبوش إلى سن الزواج، فترغم على العودة إلى حياتها كامرأة ولنا أن نتخيل الصدمة النفسية التي تحدث بعد هذا التغيير.

وفي روايتها ( حين يقترب القمر ) تتبعت نادية هاشمي واقع المرأة بعد هجرتها ومغادرتها لأفغانستان، ورصدت معاناتها وعدم تحررها الكلي من القيود والاضطهاد وتوثيق أنها وإن تخلصت من قيودها بشكل ظاهر إلا أنها تبقى تحمل في داخلها ندوب سنوات من القهر، تتكاتف مع تحديات جديدة تواجهها في وقت ما بعد الهجرة وبما يرهقها ويستنزف طاقتها، حيث تحكي( فريبا ) السيدة الأفغانية التي  فقدت أمها منذ الولادة، عن مرارة اليُتم والحنين إلى أم حقيقية طوال مراحل حياتها،  وبعد أن تبتسم لها الحياة فترة قصيرة تعيش حياة طبيعية مع زوج مُحب وتُنجب منه أطفال سرعان ما يواجههم قدر أسوأ من قدرها!

فبعد أن استولت طالبان على كابول واشتدت سيطرتهم على البِلاد يُخطط زوجها لمغادرة أفغانستان لكن الخطة تُؤجَّل إلى أن تُجبر فريبا على السفر وحدها مع أطفالها بدون زوجها، وتتخلل رحلتهم مصاعب ومشاق ليست بالهينة بداية من تسللهم عبر الحدود الأفغانية حتى وصولهم إلى محطتهم الأخيرة، ثم تستمر الحكاية بلسان ابنها سليم الطفل الذي وجد نفسه فجأة رجل العائلة، وهو الجزء الأكثر صعوبة في الرواية، حيث سليم الطفل الأفغاني الذي يسعى إلى عيش حياة طبيعية ويحلم بالوصول إلى إنجلترا لطلب اللجوء.

في الواقع أن التركيز على قضايا المرأة لا يقتصر حالياً على الكتاب المعروفين بل ظهرت أسماء جديدة يافعة معنية بتسليط الأضواء على الواقع الأفغاني منهم الكاتبة الأفغانية كوجاستا سامي، حيث نشرت مؤخرًا كتابًا تحت عنوان “الجبال شاهدة: قصة فتاة جرؤت على كسر القيود“. تسرد الرواية التي كتبتها باللغة الإنجليزية مع أخوها، قصة فتاة قروية أفغانية عقدت العزم على الالتحاق بالمدرسة والتعلم.

ركزت الكاتبة في هذه الرواية على قضية تعليم المرأة حيث تسود في المجتمعات الريفية رؤية سلبية قوامها أن النساء خلقن للبقاء في المنزل، لذلك ما من داعٍ للتعليم أو لبناء شخصية مستقلة. تشعر أغلب العائلات القروية بالخزي عند ولادة البنات. فهم يسمحون للبنات بارتياد المدرسة والتعلم وصولًا إلى الصف السادس من المرحلة الابتدائية أو الأول من المرحلة المتوسطة، لكن هنا تنتهي الرحلة؛ لأنه حسب معتقداتهم فإن مآل الفتاة هو منزلها. والمفارقة أن النساء الكبيرات في العائلة، الجدّات بالذات هن أشدّ المعارضات: وهن يتصدون لأبنائهم لمنع بناتهم الصغيرات من تلويث سمعة العائلة بسبب خروجهن من المنزل من أجل التعليم.

ومع ذلك ففي أفغانستان اليوم تظهر شابات أفغانيات في حاجة إلى التعبير بالكتابة عن مكنوناتهن ومعاناتهن، ولكنهن لا يجدن من ينشر رواياتهن، ولذلك تم تأسيس مؤسسة "روايات غير مروية" في العام 2019 م في المملكة المتحدة، تُعنى هذه المؤسسة بتطوير الكتَّاب المهمشين بسبب الصراع أو المجتمع. وكان أول مشاريعها  "اكتب أفغانستان"، وهو مشروع موجه إلى الكاتبات الأفغانيات للتعاون مع المحررين والمترجمين الدوليين، وقد تلقى هذا المشروع أكثر من 200 مشاركة استجابة لأول دعوة مفتوحة للكاتبات في جميع أنحاء أفغانستان. وكان العديد من هذه المشاركات مكتوبًا بخط اليد، أو أرسل عبر الهاتف المحمول، أو من مقاهي الإنترنت. استكشفت القصص الحياة المنزلية والحقوق الاجتماعية والسياسية للمرأة، وتطرقت إلى موضوعات عالمية مثل الأسرة والصداقة والحب والخيانة. العديد منها خيالي، وأغلبها مستوحى من الحياة الواقعية، والبعض الآخر كان عبارة عن نسخة حديثة من الحكايات الشعبية الأفغانية. تمت مراجعة أعمال المشاركات من قبل فريق من القراء والمترجمين الأفغان ذوي الخبرة، وبعد سنة ومع دعوة مفتوحة ثانية، انضمت مجموعة من 25 كاتبة أفغانية إلى برنامج "اكتب أفغانستان"تتراوح أعمارهن بين 22 و 61 عامًا، كان البعض قد بدأ للتو دراسته في الجامعة، والبعض الآخر أمهات يربين أحفادًا. ويعيش أغلبهن في مناطق حضرية مثل كابول ومزار الشريف، لكن آخرين أتوا من مقاطعات نائية معظمهن لم يلتقوا قط، ولكن وحدتهن رغبتهن في الكتابة.

لم يكن الاتصال بالإنترنت موثوقًا به، لذا نظمت المؤسسة لقاءً منتظمًا مع محررهن ومترجمهن الدولي عبر تطبيق واتساب، تم عقد ورش عمل جماعية ومكالمات فردية عبر ثلاث مناطق جغرافية ؛ الكاتبات في أفغانستان، وأحد محرريهن في سريلانكا، والمترجمون في لندن. لقد كتبوا مسوداتهن بلغتهم الأولى، الباشتو أو الدارية، ثم تُرجمت كل مسودة تالية إلى اللغة الإنجليزية ليقرأها المحررون، قبل المكالمة التحريرية التالية حيث يتم تفسير وشرح التعليقات، ثم تعيد الكاتبة الكتابة.

في أغسطس 2021م ، انقلبت مجموعة الكتابة رأسًا على عقب بعد أن اجتاحت طالبان البلاد وسقطت كابول. وحاول العديد من الأفغان الفرار من بلادهم. في الوقت الذي كانت الكاتبات، مشغولات بتطوير قصصهن لتجهيز كتاب مختارات من قصصهن القصيرة لنشرها في المملكة المتحدة بواسطة دار نشر ماكليهوز على الرغم من كل المخاطر.

وبعيداً عن الروايات التي كتبت بأيدي الأفغان سنلاحظ أن واقع المرأة الأفغانية أصبح واقعاً مغرياً للكتابة فظهرت أعمال أدبية تلعب فيها المرأة الأفغانية دور البطولة لكاتبات عالميات مثل الكاتبة الأردنية ليلى الأطرش التي أصدرت رواية بعنوان " لا تشبه ذاتها "  

تتمحور حول قضية المرأة ومعاناتها في الهجرة من خلال شخصية ( حبيبة العين الغلزاني ) وتوزعت فصولها ما بين كابول، لندن وعَمان، تحكي الرواية عن طفلة أفغانية متمردة على قوانين العائلة والعادات والتقاليد ويخذلها الحب ويقعدها المرض. كْتبت الرواية على شكل مذكرات تكتبها حبيبة العين لابنتها وطليقها ؛ فتعددت في الرواية ثيمات الاغتراب  والحب والزواج والمرض وسخّرت الكاتبة قراءاتها التاريخية والجغرافية لخدمة العمل الروائي بشقيه الواقعي والمتخيل.

أما في رواية ( لأنك ولدي ) للروائية الأمريكية جين ساسون فهي رواية تدور حول امرأة أفغانية هي ( مريم خان ) والتي يمكن اعتبارها امرأة محظوظة إذ ولدت لأبوين يمتلكان ثقافة ناضجة ونظرة متفتحة، ولكن بعد وصول طالبان إلى الحكم تضطر العائلة للهجرة إلى الهند وهنا تتغير الظروف وتتزوج مريم خان زواجاً تقليدياً من رجل جاف وقاس أثمر عن ولادة ابنها ( دوران ) الذي يتعرض فيما بعد لاختطاف زوجها ونقله إلى أفغانستان للمشاركة في الحرب الدائرة، تنتقل ( مريم خان ) فيما بعد إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتتزوج من رجل سعودي تعود معه فيما بعد إلى جدة لتنطلق في رحلة للبحث عن ولدها ( دوران ).

وهناك الكاتبة الفرنسية إميلي دوتركهايم ترصد في روايتها ( الأمير صاحب الكأس الصغيرة ) حياة الشقاء لمهاجر أفغاني تستضيفه عائلة كاتبة فرنسية في شقتها الصغيرة.

أيضاً فإن من حملوا على عاتقهم مهمة إيصال معاناة المرأة الأفغانية لم يكتفوا بتناولها عبر روايات البالغين ولكن كان لأدب الأطفال واليافعين نصيبه في تلك الأعمال ومن ذلك ما كتبته الكاتبة الكندية ديبورا أليس في سلسلتها روايات ( المعيلة )، والتي نُشرت في خمس وعشرين لغة ، وحصلت بها على أكثر من مليون دولار من حقوق البيع ، تبرعت بها لمصلحة جمعية ( نساء كنديات لمساندة النساء في أفغانستان ) و ( المؤسسة الدولية لأطفال الشوارع ) ، عدا ذلك فقد حصلت الكاتبة على عدد من الجوائز العالمية ووسام الرئيس لجمعية مكتبة أونتاريو عن الانجاز الاستثنائي ومن هذه الروايات : مدينة الطين، اسمي بارفانا، المعيلة ورحلة بارفانا ، وتقدم في رواياتها فتيات صغيرات يتعرضن لظروف الحرب والقهر في أفغانستان.

ربما نتصور أن الحكم الطالباني قد قضى على رغبة الأفغان في الحياة، إلا أن الشواهد تبرهن أن الأفغان وبعد كل المحن التي مروا بها قد تحولوا إلى طائر فينيق ينبعث من تحت رماده ، ففي كابول الآن - وهي عاصمة أفغانستان التي يتجاوز عدد سكانها المتزايد خمسة ملايين نسمة تزدهر تجارة الكتب، وتُعرف أسماء اثنين وعشرين ناشراً، الكثير منهم لديه مطابع خاصة، أو يستعمل مطابع الناشرين المحليين. كما يتوزع عشرات الناشرين عبر مقاطعات البلاد البالغ عددها أربع وثلاثين مقاطعة، بل وفي المناطق التي تنهشها الحرب مثل هيلماند وقندهار.

فكما يبدو أن الكتاب يعيش لحظة مثيرة بحق. فالناشرون جميعاً يحاولون العثور على كتب جديدة ينشرونها أو يترجمونها، والشباب يحاولون العثور على كتب جديدة يقرأونها، والكتّاب يبحثون عن ناشرين. المناخ ديناميكي للغاية. والأمر كله مستقل، بلا أي دعم أجنبي - بحسب أحد الناشرين - فليس أمام الأفغاني اليوم من تسلية في ظل التشدد الديني سوى القراءة.

في نهاية هذا التجوال نصل إلى خلاصة عامة أن الأدب الأفغاني بشكل عام هو أدب المعاناة، والصمت، والإنسان المسحوق ، والمرأة المضطهدة الباحثة عن ذاتها ما بين ركام الحروب والألم، وأنه أدب يستحق القراءة لما يزخر به من عوالم فنية وابداعية، مستوحاة من تجارب واقعية معاشه، بالإضافة إلى الخيال الخصب الممزوج مع شاعرية اللغة والحس.

وأن الرواية الأفغانية المعاصرة تحديداً هي نتاج للمعاناة ومرآة تُظهر الوجه الحقيقي لمجتمع هو ضحية أزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية، وأداة مقاومة تحاول النهوض بهذا البلد ونقل معاناته إلى العالم .

.. يتبع