DELMON POST LOGO

المرحوم الدكتور علي حميدان في صدى الاسبوع – يناير 1971 حول اعداد الدساتير

- لم يكن حميدان سفيرا في الامم المتحدة فقط وانما كان عرابا في تأسيس الخارجية الاماراتية فكان اكبر من وزير

- كان له دورا خلاّقا في الحياة السياسية والثقافية – تأسيس جريدة الاتحاد ووكالة الانباء وام ومقالات اسبوعية .. الخ

- المقال الشهير في جريدة صدى الاسبوع في يناير 1971 حول طرق اعداد الدساتير المقارنة

كتب : د. عباس هلال

- رحم الله الدكتور علي محمد علي حميدان استاذ القانون بكلية الحقوق بجامعة الكويت 1968 - 1969 ـ ودكتوراه الدولة في القانون العام ( القانون الدولي العام ) من جامعة السربون  1967، وبعدها السفير ومندوب دولة الامارات العربية المتحدة في الامم المتحدة ، فهو كان اكبر من ذلك حيث كان العراب في تأسيس وهيكلة وزارة الخارجية الاماراتية ، ودورا خلاّقا في الحياة السياسية والثقافية الاماراتية – فهو من المؤسسين لجريدة الاتحاد وايضا وكالة الانباء الاماراتية وام وله مقالات اسبوعية.

فالدكتور علي كان اكبر من سفير واكبر من وزير  في مرحلة تأسيس الدولة وله حضور كبير في الدبلوماسية العربية ودهاليز السياسة الدولية وكواليسها ، في وقت المقال ، كان شقيقه السياسي القومي القيادي احمد حميدان في المعتقل ومتابعات للافراج عنه وعن بقية المعتقلين وبالذات شقيقه ملا جواد حميدان كان له اكثر من لقاء مع هندرسون.

- كان مقاله في جريدة صدى الاسبوع عن الطرق المقارنة في سن الدساتير ، وفي وقت متعاصر مع استقلال البحرين ودولة البحرين ومرحلة البناء الدستوري والاداري والفارق ان البحرين ونتيجة التعليم المبكر كانت في نهاية الستينات ومطلع السبعينات متقدمة في البناء الاداري والحياة السياسية والثقافية ، حيث كان مجلس الدولة  برئاسة المرحوم صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان ال خليفة عام 1970 بمثابة مجلس وزراء ودائرة الخارجية البحرينية بقيادة الدبلوماسي المخضرم وابو الدبلوماسية سموالشيخ محمد بن مبارك ال خليفة ووجود الكوادر القانونية العالية مثل د. حسين البحارنة المستشار القانوني في الدائرة وصديق المرحوم الدكتور سلمان الصفار – دكتوراه الدولة من السوربون ايضا.. الخ ومثل ذلك بقية اعضاء مجلس الدولة مثل الاستاذ الكبير يوسف الشيراوي والدكتور علي فخرو والاستاذ جواد العريض .. الخ. فيما كانت الدوائر تعج بالخريجين .

- فيما كان المرحوم الدكتور علي حميدان شبه وحيدا لكن كان بمثابة مجموعة ينطبق عليه القول هذا الميدان يا حميدان !!

وفي هذا السياق وربما من المفيد ان نستعرض وبصورة سريعة جدا ارهاصات الدستور البحريني المتمثلة في النقاط التالية :

• الكتاب الابيض 1967 واعلان رئيس الوزراء هارد ولسون في مجلس العموم البريطاني  1968 الانسحاب من شرق السويس .

• التحولات السياسية والفكرية في المنطقة العربية بعد هزيمة 5 حزيران ، يونيه 1967

• تسارع بناء الدولة اداريا ودستوريا ( نموذج الكويت ) وحراك مدني ومهني وسياسي موازي ومتزايد حيث كانت بداية السبعيات حبلى وجميلة

• وصول بعثة الامم المتحدة بتاريخ 20 مارس 1970 برئاسة الدبلوماسي الايطالي ونسبير جو بشياردي وحضور البحرين اجتماع جنيف كمراقب لاحقا بحضور الشيخ محمد بن مبارك ال خليفة رئيس دائرة الخارجية والدكتور حسين البحارنة المستشار القانوني بالدائرة مارس 1970 وفي 11 مايو 1970 عرض الامين العام يوثانت نتيجة الاستفتاء الكاسح على مجلس الامن واقراره بالاجماع واعلان البحرين دولة مستقلة  وفي صباح 14 اغسطس 1971 نقلت اذاعة البحرين بيان الاستقلال والذي اعلنه المرحوم صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان وصدور مراسيم التحول الى دولة .

• وفي صباح 16 ديسمبر 1971 اعلن امير البلاد صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان ال خليفة – طيب الله ثراه .

تكليف الحكومة بوضع مشروع دستور حديث للبلاد ، وعلى ضوء ذلك تشكلت لجنة وزارية مكونة من الشيخ محمد بن مبارك ال خليفة والدكتور حسين البحارنة والاستاذ جواد العريض والدكتور علي فخرو واستدعاء وحضور الخبير الدستوري لمجلس الامة الكويتي الاستاذ الدكتور عثمان خليل عثمان وانتهاء اللجنة من اعداد مشروع الدستور ورفعه الى مجلس الوزراء ومن ثم لامير البلاد على غرار الدستور الكويتي ماعدا بعض المواد مثل قسم الامير ورئيس الوزراء امام مجلس امام مجلس الامة وتفاصيل جزئية بشأن حق الاستجواب .. الخ رافق ذلك حراك سياسي وعمالي ومدني – اعتقالات – تأسيس الجميعات .. الخ .

وفي هذه الفترة اعد المرحوم عبد العزيز الشملان والمرحوم الاستاذ حسن الجشي قطبا الشام العدة بالعودة من منفى شام الياسمين الى البحرين ومشاروات حول خوض انتخابات المجلس التاسيسي حيث حسمت الشخصيات الليبرالية والتجارية والشخصيات المحسوبة على بعث العراق (المحسوبة على بعث سوريا – صلاح جديد في السجون – جبهة تحرير شرق الجزيرة فيما كانت طلائعها الطلابية في الشام شبه منتهية من انقلاب حافظ الاسد ) فيما قاطعت الجبهة الثورية الشعبية ( الشعبية لاحقا ) وجبهة التحرير انتخابات المجلس التاسيسي.

وفي هذا الحراك المتسارع كانت الحركة الطلابية – الروابط في العمل الصيفي 1971 حاولت اقامة ندوة في نادي البحرين للمحامي محمد سلمان والاستاذ علي ربيعة والمرحوم الاستاذ علي سيار ئيس تحرير صدى الاسبوع عن الدستور لكن القرار الامني حال دون ذلك.. كنت وقتها ممثل رابطة دمشق في اللجنة المشتركة ودارسا للقانون الدستوري والنظم السياسية لاستاذنا الكبير الدكتور كمال غالي  ، وكنت قد اشتريت كتابين من القاهرة القانون الدستوري للاستاذ الدكتور عثمان خليل عثمان ، والدكتور سليمان الطماوي استاذ القانون العام بجامعة القاهرة .

رحم الله الدكتور علي حميدان الذي نال من التكريم ارفعه واضفى على التكريم قدسيته ، رحم الله السياسي القومي والدبلوماسي العتيد ، وانزل السكينة والصبر والطمأنية على قلوب اولاده وحميدان وخلف العصفور الكرام ، رحم الله الكبير في الدبلوماسية ومعجمها الدقيق ، رحم الله استاذ القانون العام المكتنز بالثقافة الواسعة والعامة طيلة عهد مؤسس الدولة الاتحادية سمو الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان العروبي الاصيل !!

- الرحمة والغفران والنور والرضوان على روحه الطاهرة .