كتب : د.محمد حميد السلمان- الرياض:
وعدّنا القراء الكرام في اللقاء السابق بأننا سوف نُلقي بعض الأضواء على دور هيئة المسرح والفنون الأدائية، التابعة لوزارة الثقافة بالمملكة العربية السعودية، وعلى عدد من مسرحيات مهرجان الخليج المسرحي ١٤ في الرياض حاليا.
فقد تأسست هيئة المسرح والفنون الأدائية بقرار رقم ٣٩٨ صادر عن مجلس الوزراء؛ تقريباً في شهر فبراير من عام ٢٠٢٠م. والهدف منها هو: النهوض بمجال المسرح والفنون الأدائية، و دعم وتشجيع التمويل والاستثمار فيه، واعتماد برامج تدريبية مهنية، وجهات مانحة للشهادات المتخصصة في المجال.
ويُدير هذا القطاع، كافة أنواع الفنون الأدائية، منها المسرح، الرقص، عروض السيرك، الكوميديا الارتجالية، عروض الشارع، العروض الحركية، والأوبرا. ويتطلب ذلك، اضطلاع القطاع بتفعيل دور العرض، وضمان جودة المُحتوى المُقدم في هذه الدور، والتشجيع على غزارة الانتاج، ونشر ثقافة العروض الأدائية لتصبح جزءاً من الثقافة الوطنية. كما انه من ضمن الأهداف الاستراتيجية للهيئة؛ صناعة المحتوى الجيد، وزيادة الانتاج المحلي وتنوعه مع ضمان تحقيق أعلى معايير الجودة. بالإضافة إلى النشر والتوزيع للأعمال بقدر الامكان، والتوعية ومدى تلقي الجمهور لمثل هذه الأعمال. وكل هذا مرتبط باستراتيجية الهيئة ضمن رؤية المملكة لعام ٢٠٣٠م
أما ما يخص مسرحية مملكة البحرين في المهرجان التي تُمثلها فرقة مسرح الريف وهي بعنوان " عند الضفة الأخرى"، فقد تم عرضها يوم الجمعة ١٣ سبتمبر، ليلة السبت الماضي. وكتبت عنها نشرة المهرجان اليومية التي تحمل عنوان: مهرجان المسرح الخليجي، الدورة الرابعة عشر- الرياض؛ بأنها كانت من أبرز العروض المسرحية التي أثارت حوارات عميقة وتاملات فلسفية بين الجمهور والنقاد. والعرض تميز كذلك بمشاركة نخبة من الفنانين البحرينيين، الذين قدموا أداءً مبهراً بتنوع الشخصيات وتفاعلها على المسرح، مما أضفى عمقاً للحكاية التي كتبها حسين العصفور، وأخرجها الفنان طاهر محسن. كما أشاد الناقد د.محمد سيف في تعقيبه على العرض في الندوة التطبيقية، بمعالجة المخرج للنص، وأنه قدم عرضاً أتسم بالتكامل، مستعيناً في ذلك بتقنيات بصرية مذهلة. كما توقف عند بعض الهنات البسيطة في العرض البحريني، لكنه أثنى على العرض بشكل عام، ولاسيما في السينوجرافيا والإخراج. كما أشار الناقد المصري أحمد خميس، إلى أن المسرحية تم تقديمها باللغة العربية الفصحى، مما عزز من جاذبيتها عند الجمهور.
وفي عودة لعرض دولة الإمارات العربية المتحدة، كما وعدناكم أيضاً، وهو مسرحية، "أشوفك"، من تأليف إسماعيل عبدالله، رئيس هيئة المسرح العربي بالشارقة، وإخراج الفنان حسن رجب، وإشراف وتمثيل الفنان سعيد سالم، ومجموعة مميزة من فناني فرقة أم القيوين المسرحية بدولة الإمارات العربية. فقد كتبت عنها كذلك نشرة المهرجان، بأن المسرحية نجحت إيصال الألم المكثف والمكتنز بكل فداحته ومرارته إلى جمهور القاعة ليقول بصرخة تحذيرية واستشرافية عارمة: تراني أشوفكم. وذلك في خلال طرح العمل لأجواء غريبة تُحيط بمجموعة من المجانين في معزل بعيد يقع على أطراف المدينة. وبما حمله النص من بعض الاسقاطات على احداثه لربطها بالواقع.
وللعلم فقط، فقد نجح المهرجان حقاً في دفع وتشجيع النص المحلي بعد أن قدم ٦ نصوص محلية بين القديم والمكرر أو الجديد.
كما تميزت العروض، مجاراة وموازة للعصر الحديث؛ باستخدام أدوات السينوجرافيا على الخشبة خير استخدام، وإن كانت قد طغت عند البعض على الحدث الأساس.