في كتاب "خطاب الكراهية " .. التحريض مادة لتمزيق النسيج الاجتماعي .. وصناعة الكراهية مسألة ثقافية
تعدد وسائل الاعلام التي لم تخضع للمعايير المهنية والاخلاقية في النشر، والاستخدام السلبي للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي .. اهم الاسباب
تجمع اغلب الدراسات الاجتماعية والاعلامية على ان موضوع العنف وخطابات الكراهية والتحريض هو واحد من الموضوعات الحساسة ،وهو مطروح ومتداول في مختلف بلدان العالم حتى المتقدمة منها ، ولا يكاد يخلو منه اي مجتمع معاصر ، ولكنه يتفاوت بين بلد واخر .. وان الكراهية كسلوك هو احد مظاهر السلوك الشخصي لبعض الافراد .
وان بعض اشكال الكراهية والحض على استخدامها في الاعلام ، مرتبط اولا بخصائص المجتمع ، ثم بالظروف والازمات والحروب والتناحر ، مما يشكل مناخا خصبا للتعاطي مع ذلك الخطاب ، خاصة مع جهات مستفيدة من تلك الصراعات التي يفرزها هذا الخطاب .
وان خطاب الكراهية يستخدمه ويغذيه ويتعاطي معه اشخاص بعينهم ، يكونون غالبا من قادة الرأي والسياسيين والقيادات الحزبية وبعض كتاب اعمدة الرأي في الصحف ،لاسباب تتعلق بعقيدتهم او انتمائهم او خلفياتهم الايديلوجية .
وان تصاعد هكذا نوع من الخطاب في اي بلد يساعد في انتشار الفوضى ، وتعدد وسائل الاعلام من صحف وقنوات تلفزيونية ، لم تخضع للمعايير المهنية والاخلاقية في النشر، فضلا عن الاستخدام السلبي للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها الفيس بوك وتويتر وغيره ، لان تلك الادوات لها دور في اشاعة العنف وتني ثقافة الثأر ونبذ الاخر على اساس عرقي وقومي وطائفي.
بالاضافة الى غيار الجهات الرقابية والقانونية التي ينبغي ان تحاسب الصحفيين الذي اصبحوا وقودا للصراعات الطائفية والعرقية ، متناسين دورهم في تقديم اعلام مهني وطني وهادف.
وقدمت الدكتور عمران عشر توصيات في نهاية الاطروحة التي عملتها كتاب وهي :
1- استحداث قوانين وتشريعات لتصبح نافذة تتحكم في سلطة وسائل الاعلام .
2- تحجيم القنوات الداخلية / الاعلام للاحزاب وفرض الرقابة المهنية على عملها
3- اعادة النظر بكفاءات الاعلام الحكومي
4- اضافة مادة قطاعية للمواد التدريسية في كليات الاعلام بعنوان " تحليل الخطاب الاعلامي "
5- انسنة الخطاب الاعلامي ، لكي يصبح اكثر اهتماما بالانسان منه بالسياسات والقضايا العامة .
6- تقبل الاخر ممها كان مختلفا ، تطبيقا لمبدأ التسامح
7- ادراك ان صناعة الكراهية انها مسألة ثقافية في الاساس واعطاء دور اكبر لمؤسسات المجتمع المدني للحد منها كذلك الاعلام والمؤسسات التعليمية .
الكتاب الذي عدد صفحاته اقل من 100 ، يتناول الخطاب الصحفي المشحون بالبغض والكراهية والعداء ، وكيفة تسويقه من خلال وسائل الاعلام لكيون مادة لتمزيق النسيج الاجتماعي ، وليكون مادة سامة تنشر الخوف والرعب بين النس ، وتزرع القلق في المجتمع ، وتخلق حالةعدم الثقة بالاخر ن والتشكيك بنواياه وسلوكياته .
واشارت بعض الدراسات المعنية بخطاب الكراهية في بعض الصحف العربية وتوصلت الى ان مصطلحات خطاب الكراهية ظهر في الصحافة البحرينية 492 مرة ، بينما ظهرت في الصحافة اليمنية 1228 مرة ، وتكررت في الصحافة المصرية 415 مرة ، وكذلك الحال في تونس ، اما في العراق فتكررت 491 مرة وليس ببعيد عن ذلك الصحافة العربية في معظم بلداننا .. ويعد الكتاب مرجعا لدراسة ظاهرة اعلامية مازال العالم العربي يعاني منها .
تقول الدكتورة ندى بان تناول خطاب الكراهية لابد من تسليط الضوء على ماهيته ، عليه فان خطاب الكراهية هو نوع من التواصل الذي يسيئ الى شخص اخر او مجموعة اشخاص بسبب خصال شخصية بهم ، او بسبب انتماءاتهم العرقية والاثنية والايديلوجية والدينية ، وقد بدأت الظاهرة بالتفشي مع استخدام الانترنت ، الذي يوفر مجالاً مفتوحاً وواسعاً للتعبير ، حتى بدأ العديد من المتعصبين والمتطرفين استغلال التواصل الاجتماعي لنشر الكراهية .
هناك مفاهميم لها علاقة بخطاب الكراهية ، مثل الصراع ، وهو يتدرج من صراع بسيط الى صراع عنيف و احيانا مسلح ، والحرب الاهلية اذا ما حدثت في بلد ما ، العدوان المسلح على بلد ما ، وخطاب الكراهية المضاد .
مواثيق شرف المهنة الصحفية ومبادئ اخلاق المهنة احد اهم المصدات لخطاب الكراهية ، تلك المواثيق مسجلة في اكثر من منظمة محلية ودولية ، وتشير الباحثة الى ان منظمات المجتمع المدني لهم دور حاسم في مواجهة خطاب الكراهية ، واهم 14 بند بمواثيق المهنة ، يحظر على الصحفي مايلي :
1- استخدام اية وسيلة او اسلوب بقصد الربح غير المشروع
2- الاساءة الى سمعة المهنة وافشاء اسرارها
3- تجريح اعضاء الاسرة الصحفية
4- تهديد الموطن باية وسيلة من اساليب الصحافة
5- التصريح او التلميح الثابت بما يفيد جهة معادية
6- زعزعة الثقة بالبلاد
7- استغلال وسائل النشر الصحفي للوشاية او التشهير بالناس
8- استغلال الكلمة او الصورة استغلال خاص لمنفعة شخصية
9- اثارة غرائز المواطنين
10- مس الحريات الخاصة او العامة
11- تضيليل الجمهور بمعلومات غير صحيحة
12- نشر وقائد غير مؤكدة او معلومات مغلوطة
13- ترجيح جانب في قضية قانونية على جانب قبل البت فيها
14- اقتباس اي اثر من اثار الاثرين دون كتابة المصدر .
علما بان الباحثة العراقية ندى عمران حصلت على شهادة الدكتوراة من الجامعة العراقية في موضوع " خطاب الكراهية " واصدر كتاب بنفس بعنوان " خطاب الكراهية – احاطات وتجارب" معظم التجارب بالكتاب من العراق .