DELMON POST LOGO

ماذا لو توسع العدوان مع انتهاء شهر رمضان ...؟

بقلم محمد حسن العرادي - البحرين

تتواتر الأنباء الواردة من داخل الأرض المحتلة حول إستعدادات إستثنائية تجريها السلطات الصهيونية تحسباً وترقباً لإندلاع حرب طاحنة مع لبنان تزامناً مع التطورات التي يشهدها العدوان الصهيوني ضد أهلنا في غزة، وإذا صحت هذه الأنباء فإن تدميراً هائلاً ينتظر البنية التحتية اللبنانية، بما في ذلك إتساع رقعة الإعتداءات على المدن والقرى اللبنانية وخاصة الجنوبية منها، الأمر الذي يستوجب إتخاذ المزيد من الإحتياطات لحماية المدنيين وممتلكاتهم على الجانب اللبناني وربما السوري والأردني ومدن ومخيمات الضفة الغربية أيضا.

وتقوم السلطات الصهيونية حالياً بإتخاذ إجراءات إحترازية إستعداداً لهذه العدوان الذي يتوقع أن يكون أكثر شراسة وفتكاً من العدوان على قطاع غزة الذي يوشك على دخول شهر السابع أمام صمت دولي رهيب وتآمر أمريكي يتصف بالوقاحة والنفاق ودموع التماسيح، خاصة بعد أن صدرت بيانات وتوجيهات من الجبهة الداخلية الصهيونية لتحويل عدد من المدارس في مدينة القدس والمدن المجاورة، إلى ملاجئ ومراكز علاج وطوارئ لاستقبال الحالات الطارئة في حال اندلاع المواجهات، بالإضافة إلى إعداد عدد من المدارس لإستقبال القتلى من القوات الصهيونية والمستوطنين المتوقع سقوطهم في ساحات المواجهة المرتقبة.

وإذا صحت هذه التحذيرات التي يتوقع بعض المتابعين والمحللين بأن تكون متزامنة مع إجازة عيد الفطر ، فإننا أمام صيف لاهب تشتعل فيه الجبهات كافة، وقد تتدحرج الأمور إلى حرب  ظروس واسعة يسقط فيها آلاف الشهداء والضحايا والجرحى على الجانب اللبناني وأعداد مماثلة من القتلى بين صفوف المستوطنين الصهاينة،  وحسب الأنباء المتداولة داخل مدينة القدس فقد تم تحويل بعض المدارس، عرف منها ثلاث مدارس هي مدرسة المأمونية، مدرسة الرشيدية ومدرسة دار الحكمة في القدس الى ثلاجات للموتى، فيما تم تحويل مدرسة البسمة الى ثكنة عسكرية، وتم تجهيز مدرسة الشاملة ومدرسة إبن خلدون في بيت حنينا كملاجئ، وهو ما يوحي بجدية الإستعدادات والتحضيرات للعدوان الجديد.

فيما يتداول المتابعون والمراقبون من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة الاخبار القائلة بأن الكثير من الأسلحة والدعم اللوجستي ويشمل ذلك الدبابات والمدفعية الثقيلة والآليات والمجنزرات العسكرية يتم شحنها وإرسالها لمناطق شمال فلسطين بالقرب من الحدود مع لبنان في عمليات نقل مستمرة بشكل يومي، الأمر الذي ينذر بإقتراب لحظة الإنفجار الكبير، وإذا ما أضفنا لذلك التصعيد الخطير الذي إرتكبته القوات الصهيونية بتفجير مقر القنصلية الإيرانية في دمشق والذي أدى إلى إغتيال سبعة من الجنرالات والمستشارين العسكريين الإيرانيين، فان المعركة يتةقع لها ان تكون عنيفة وقاسية جداً وقد تفتح المزيد من الجبهات.

وفي السياق نفسه فإن الجبهة الداخلية الصهيونية وجهت المعنيين وخاصة في وزارة التعليم إلى إعتماد التدريس عن بعد في معظم مدارس القدس والمدن الفلسطينية المحتلة، الأمر الذي ينذر بمواجهات دامية وربما حرب طويلة، تفوق في قوتها التدميرية ما رأيناه في قطاع غزة طوال الستة شهور الماضية منذ إندلاع طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، حيث هدم الكيان الصهيوني آلاف المباني والمدارس والمستشفيات، ودمر البنية التحتية في جميع مدن ومخيمات القطاع، علاوة على إغتيال وإعدام وجرح أكثر من 100 ألف فلسطيني حتى الآن.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ، متى يتوقف هذا الإجرام والإرهاب الصهيوني ونهر الدم الفلسطيني النازف في قطاع غزة، وإلى أين سيقودنا هذا التهور والغرور والصلف والعنجهية الصهيونية بقيادة الإرهابي المجرم نتنياهو المدعوم من الإمبريالية الأمريكية بكل وقاحة، خاصة إذا إتسعت رقعة العدوان وإجتاحت القوات الصهيونية ما تبقى من أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية والأراضي اللبنانية بدءاً من جنوب لبنان وصولاً الى تدمير العاصمة بيروت وأهم المدن اللبنانية كما فعلت في الإعتداءات السابقة وخاصة عدوان يوليو تموز 2006، وكيف ستكون ردة فعل المقاومة الإسلامية في لبنان ومحور المقاومة المساند لها، وهل ستستمر الدول العربية في المراقبة السلبية والوقوف على الحياد أم أننا سنشهد تحولات غير متوقعة، وخاصة في ملف التطبيع والعلاقات مع هذا الكيان العنصري، ذلك ما ستنبئنا به الأيام القادمة.