DELMON POST LOGO

رمضان والاعياد في السجون 1975-1982 جدا – سافرة – جو- القلعة – الجيل

- قوانين ونظم ديلي - الميجر ديلي 1921-1929 والذي كان خلفا  للسير ديكسون بعد نقله من العراق – ثورة العشرين

- الفطور والسحور قبل آذان المغرب بساعة !!  ووفق الجدول الاسبوعي – خضرة بوبر ! – لحم – سمك وفاكهة جدا الرطب والتمر من مزارع جدا الجنوبية

كتب : عباس هلال

لن اكتب عن رمضان الكريم بخيراته وبركاته وطقوسه منذ هيلمان هلال رمضان وهيلمان هلال العيد ، ولياليه وافرح الاعياد في الحياة العامة ، وانما سطور سريعة عن رمضان والاعياد في المعتقلات ابتداء من رمضان 1975 بعد ضربة الاعتقالات الاستباقية في 23 اغسطس 1975 تمهيدا لحل البرلمان – المجلس الوطني في 26 اغسطس 1975 .

- كان رمضان 1975 في سجن جزيرة جدا حيث ياتي الاكل من مطبخ المساجين للفنس المخصص للمعتقلين المجاور ، الاحد  خضرة – بوبر ، والثلاثاء لحم والاربعاء سمك وبقية الايام خضرة بوبر بوبر !! طبقا للروشن الذي تاتي به اللنج ياسمين من فرضة البديع وطبقا للجدول الاسبوعي المعتاد.

وفاكهة المساجين والمعتقلين الرطب والتمر من مزارع جدا الجنوبية وقليل من خضروات مزارع المساجين على فترات متباعدة واللوز والكنار !! وبعض صيد السمك من البحر ، وياخذ الليل وطره وطقوس خاصة ان زنازين الفنس الست مفتوحة وننام صيفا على برودة الرطوبة ! ولا يوجد ماء بارد في جزيرة جدا ، اللهم بقايا ثلج اللحم والسمك وعلى فترات متباعدة وللمساجين طبعا ، ومن كثر تكرار البوبر – اليقطين طوال الاسبوع ، لان حتى يوم اللحم نتصور او نتخيل اللحم ( سيكاير ابو قطو ) او على تعبير بيوت الاسكان تصوّر انها واسعة وتكون واسعة !!! ، ومن كثر البوبر – اليقطين أحد المساجين اهله في المقابلة جابو له مربى بوبر ! رمى غرشة المربى في البحر بمجرد ركوبه في اللنج ياسمين .. بوبر .. بوبر ..

- هذا النظام الغذائي الرمضاني والعادي كله وفق قوانين ديلي – المجير كلايف باترك ديلي major cliff daly 1921-1926 والذي جاء خلفا للسير ديكسون بعد طرده من العراق على تداعيات ثورة العشرين ، ورغم الفترة القصيرة بقى نظام العمل في القلعة والسجون وفقا لقوانين ديلي حتى الالفية سواء نظام الروشن او الفاملين او الاستعراض الموسيقي الصباحي او نظام عمل المساجين في خارج السجن وداخله مع تعديلات بعد ذلك بالغاء الاغلال الحديدية للمساجين والغاء عملهم سابقا في الفرضة .. الخ .

ديلي قال ديلي !! وفي رمضان جدا 1975 المرحوم الحبيب جواد العكري يقول لعبد الرحيم السيد اذا ما هدوك في القرقاعون ! او العيد رنّ وعلييييه  !!!! وفي العشرين من رمضان احضر ابراهيم سند صخرة نحتها الاعزاء جاسم سيادي وعادل العسيري بايدهما الماهرة الى مكبس ( مبخر ) جميل اطلقنا عليه مكبس الوداد هدية للمرحومة الاستاذة وداد المسقطي ام اسامة بمناسبة انتهاء شهر رمضان .

- في معتقل سافرة ومنذ ديسمبر 1976 وما بعده وحتى 24 يونيه 1979 ، اختلف رمضان عن سجن جزيرة جدا وتحسن بسيط في نوعية الاكل من مطبخ شرطة المعسكر ، لكن التوقيت بقى واحدا الفطور الرابعة والنصف والسحور الخامسة والنصف وكل ذلك قبل آذان المغرب بفترة ، والزنازن سواء كانت في قلعة سافرة القديمة او في الصنادق الخشبية كانت مغلقة ليلا نهارا وبدون كهرباء ! بعكس جدا كانت مفتوحة وفيها كهرباء ووجود مكتبة السجن.

- لكن رغم ذلك كانت ليالي رمضان سوالف ذكريات الطفولة والشباب والاخبار والقفشات والضحكات والتعليقات والاشعار عبر شقوق الابواب القديمة في قلعة سافرة او من خلال الفتحة السفلية البسيطة الابواب الصنادق .. وطبعا لا يوجد ماء بار ولا رطب وتمر جدا وانما بقايا زوادات المقابلات احيانا !! .

- ومثل ذلك في سجن جو  مبنى رقم (1) الوحيد وقت ذلك منذ افتتاحه في 24 يونيه 1979 لكن نظام الفطور والسحور كان ياتي من مطبخ سجن القلعة – الجيل the jail  باردا ووفق نفس التوقيت مع الاختلاف عن سافرة ، مرافق نظيفة وماء بارد وزنازن مغلقة نقتسم قسمين مغلق ومفتوح مثل بيوت الاسود والنمور في حديقة الحيوان !! وتوفر الكتب النوعية فكريا وتاريخيا وادبيا عبر المقابلات . وطبعا قّل عدد المعتقلين باطلاق سراح دفعات منذ 15 ديسمبر 1977 – ومارس 1978 – وديسمبر 1979.

- ومثل ذلك رمضان سجن القلعة the jail  وبقية زنازين القسم الخاص ولكنارة ، طبعا عودتنا للجيل الجديد الخرساني المحكم المغلق بعكس الجيل القديم في 1975 ، 1976 ، كان مفتوحا وشرحا !! منذ نقلنا من سجن سافرة في 10 ديسمبر 1981 وكان عددنا قليلا كان رمضان 1982 – 23 يونيه – 22 يوليو 1982 قاسيا جدا وحار جدا في سجن الجيل الخرساني في الزنازن الخرسانية المغلقة وكان الفطور والسحور من اللنكر مطبخ المساجين وبذات النظام والنوعية – ورغم كل هذا العذاب كانت كالعادة المعنويات النضالية ورفع المطالب وتوهج الرفاق عالية وصمود نضالي عتيد وفي 23 يوليو 1982 كان العيد فنادي المنادي من مكتب السجن وعبر الشرطي جودري عباس خلال !! عادل هسيري !! باطلاق السراح لكن قبل ذلك في القسم الخاص طلبوا منا تعهد رفضت انا وعادل العسيري – عادل العسيري بقى حتى الليل وتم اطلاق سراحه اما انا فتم ارجاعي للجيل قسم الثاني جهة المطبخ وبقيت حتى 2 اغسطس 1982.اما زنازن المراكز فاحسنها زنزانة المطار حيث ياتي لك من بقايا اكل وشراب !!! الطائرات من الدريشه الخلفية العلوية !!

- اما الاعياد وبعد رمضان العيد ياتي غذا العيد من مطبخ المساجين او الشرطة في سافرة برياني !! يقولون برياني !! والله اعلم ! ويتم تبادل التهاني والتبريكات بروح فرح الرفاق ونضال الرفاق وتوهج الرفاق . ومثل ذلك اعياد الاضحى..

- كما يتم الاحتفال باعياد ميلاد ابناء الرفاق سواء في جدا او في سافرة او جو او القلعة – الجيل وعلى سبيل المثال  لا الحصر عيد ميلاد طفول حداد 2 مايو ، زيّون عبد الواحد احمد 4 فبراير وهكذا اعياد ميلاد راشد عبد الله مطيويع وبدر عباس عواجي وزويا محسن مرهون وفيّ علي الشرقاوي ، واحيانا احتفال وخاصة في بداية سجن ضربة 23 اغسطس 1975 في جدا رزق عبد الرحيم السيد بمولود اسماه احمد سميناه في جدا غولي !! او ولادة شقيق لمعتقل مثل ولادة حسين الطريف شقيق المرحوم الحبيب الدكتور جعفر الطريف في 1977 – جاء المرحوم من المقابلة ومعه الاخبار !! . ومثل ذلك اعياد الاول من مايو عيد العمال حيث تصدح الاغاني عمي يابو شاكوش ! وغيرها .وخلاصة هذه السردية السريعة عن رمضان واعياد السجون .

- كانت المعنويات النضالية متوجة واستمرار رفع المطالب في توهج السجون ، لكن لم تشهد رمضانات السجون والاعياد اضرابات عن الطعام – معارك الامعاء الخاوية .

- في جدا كانت باحة السجن الكبيرة للمساجين داعمة للمعتقلين والحقيقة الدعم مشترك – بوجود كوكبة من المساجين السياسيين في مقدمتهم ابراهيم سند (حاكم جدا - تسمية الضابط سميث مدير السجون ) المحكوم عشر سنوات وكان معه سابقا الاستاذين عوض اليماني واحمد قاسم حيث يتولى الاشراف على المكتبة وملاعب الطائرة – السلة والروشن اليابس والروشن اليومي مع العريف علي بعث ( وتسميتة بعث لانه يعتبر كل المعتقلين حاليا وسابقا بعثيين ) والمرحوم مجيد مرهون بدنداته الموسيقية والمحكوم مؤبد فنان من رحم السجون ، والمرحوم عبد الله جابر اخر المحكوم 8 سنوات من ضربة جبهة تحرير شرق الجزيرة ، والدكتور طه الدرازي – طالب الطب في البصرة والمحكوم سنة واحدة على خلفية منشورات سياسية . هذا في رمضان 1975 .

وستبقى نضالات الحركة الوطنية العمالية والطلابية وذكرياتها وتضحياتها نبراسا من نور وانوار للبحرين .

وكل عام وانتم بخير

الميجر ديلي

مكبس الوداد